طمأنت مؤسسة بريد الجزائر، زبائنها بتوفر السيولة المالية بكل مكاتب البريد خلال الأيام الأخيرة لشهر رمضان التي يكثر فيها الطلب للتحضير لعيد الفطر، حيث تتوقع المؤسسة سحب ما معدله 1500 مليار سنتيم يوميا من مكاتبها عبر كامل التراب الوطني، حسبما أكده السيد محند العيد محلول، المدير العام للمؤسسة. وأضاف السيد محلول، أن بريد الجزائر اتخذ كل التدابير اللازمة لتوفير السيولة المالية وتمكين المواطنين من سحب رواتبهم وأرصدتهم عبر كافة مكاتب البريد، تفاديا للمشاكل التي كانت تسجل في الماضي بسبب عدم وفرة السيولة المالية الكافية مع تزايد الطلب قبل يومي العيد.وأشار السيد محلول، خلال استضافته بمنتدى جريدة "ديكا نيوز" ببن عكنون بالجزائر، أمس، إلى أن هذه الأيام تشهد توافدا كبيرا للمواطنين على مكاتب البريد، حيث تتراوح المبالغ المالية التي يتم سحبها في بعض الأيام ما بين 1600 و2000 مليار سنتيم يوميا. وللاستجابة لهذا الطلب يجدر التذكير بأن مؤسسة بريد الجزائر مددت ساعات عملها حتى بعد الإفطار بالمكاتب الواقعة بالأحياء والمدن الكبرى إلى غاية الساعة 30: 23 ليلا لتمكين المواطن من قضاء حاجياته وتفادي الطوابير والاكتظاظ.وفي رده على سؤال صحفي تعلق بمشروع "بنك بريد الجزائر"، أكد المتحدث جاهزية مؤسسته لتنفيذ هذا المشروع مباشرة بعد المصادقة على القانون المتعلق به ليكون تكملة لخدمات المؤسسة، ويمكّن المواطن من الاستفادة من الخدمات البنكية خاصة بالمناطق النائية والقرى التي لا تتواجد بها بنوك. كما عبّر السيد محلول، عن أمله في أن يعيد القانون الجديد الخاص بالبريد الذي يجرى التحضير له النظر في الأسعار التي يطبقها بريد الجزائر على خدماته، والتي تبقى أسعارا رمزية لم تعرف زيادة منذ وقت طويل بالرغم من الزيادات المسجلة في كافة القطاعات يقول السيد محلول ، مشيرا إلى أن مؤسسته تمنح الأولوية للخدمة العمومية غير أنها بحاجة إلى تحسين مداخيلها لتغطية النفقات، خاصة مع الاستثمارات التي تقوم بها مع إدخال خدمات تكنولوجية وعصرية، لذا فهي بحاجة لتغطية هذه النفقات من عائدات خدماتها. وفي سياق حديثه عن مشروع قانون البريد، أفاد المسؤول أن المهنيين والمختصين في القطاع لهم اقتراحات وأفكار يمكنهم تقديمها لإثراء المشروع في حال الاتصال بهم لإشراكهم ومعرفة رأيهم. ومن جهة أخرى صرح المسؤول أن الأضرار المادية الناتجة عن الاختلاسات ببريد الجزائر عرفت انخفاضا محسوسا خلال سنتي 2013 و2014، بنسبة تجاوزت 100 بالمائة نتيجة التحقيقات المستمرة التي يقوم بها المفتشون المجنّدون لهذه العملية ميدانيا والمقدر عددهم بحوالي 500 مفتش يسهرون على مراقبة السيولة المالية، وكل ما يتعلق بالمالية والمحاسبة وكذا مراقبة أداء الموارد البشرية.وفي سياق منفصل نفى السيد محلول، ما يروج له حول وجود نية لدى عمال بريد الجزائر لتنظيم إضراب بعد شهر رمضان، مشيرا إلى أن هذه "الإشاعة" التي تداولتها بعض وسائل الإعلام لا أساس لها من الصحة. مضيفا أن عمال المؤسسة البالغ عددهم 30 ألف عاملا "لهم وعي مهني ويدركون كيفية المطالبة بحقوقهم دون شل المكاتب بالإضراب والتوقف عن العمل والتضحية بالمواطن الذي يعاني من توقف الخدمات".