طالب وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد محمد عيسى، المؤسسة الصينية المكلفة بإنجاز جامع الجزائر بتسليم المشروع، لاسيما قاعة الصلاة، قبل الفاتح من نوفمبر 2016، للتمكن من أداء أول صلاة جمعة المصادفة لذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة. مؤكدا أنه بإمكان تسليم بعض مباني هذا المعلم الديني والثقافي الضخم قبل الآجال المحددة، نظرا للتقدم المحقق في الأشغال. وكشف السيد عيسى خلال زيارة تفقدية قام بها أمس إلى موقع المشروع أن نسبة الإنجاز الإجمالية بلغت 30 بالمائة إلى غاية نهاية شهر أوت المنقضي، فيما فاقت النسبة في بعض الهياكل 90 بالمائة. وأكد عيسى، بالمناسبة، أن كل الأرقام المقدمة خلال الزيارة والأشغال المنجزة في الميدان تشير إلى أنه سيكون للجزائر جامعها الكبير في 2016، وهو يأمل أن يتحقق ذلك قبل نوفمبر 2016 حتى يكون الاحتفال دينيا ووطنيا في آن واحد، مبديا ارتياحه للقفزة المسجلة منذ الزيارة الأولى التي قام بها إلى عين المكان. وقال إنه بالرغم من التأخر الذي سجل فإن الوزارة تعمل على أن يسلم المشروع في آجاله أو قبلها، داعيا المسؤولين بالمؤسسة الصينية إلى تقليص مدة إنجاز بعض الهياكل التي حققت نسبا كبيرة فاقت 90 بالمائة من ناحية البناء بالإسمنت المسلح والخرسانة. وأشار الوزير إلى العراقيل التي تسببت في بعض التأخر ولخصها في مكتب الدراسات الألماني الذي انتهى العقد معه في 20 جويلية الماضي والذي قصر - حسب الوزير- في الجهد الذي كان منتظرا منه، علما أن هذا المكتب سيعوض بمكتب دراسات كندي تجري المفاوضات معه حاليا. أما المشكل الثاني فيتمثل في عدد العمال الذين من المفروض تشغيلهم كما التزم به صاحب المشروع والمقدر عددهم ب3 آلاف عامل، حيث التزمت المؤسسة الصينية بجلبهم بداية من الشهر المقبل لتجنيدهم بموقع المشروع، فيما يكمن العائق الثالث في الفضاء المتبقي المخصص لمقر الحماية المدنية والذي تشغله حاليا سكنات تابعة لوزارة التعليم والتكوين المهنيين وهو الفضاء الذي أمر الوزير الأول شخصيا بإخلائه لينطلق به إنجاز البنايات المقررة به على أن يتم التكفل بالعائلات المقيمة هناك والمقدر عددها ب18 عائلة. وحسب المسؤول الأول عن قطاع الشؤون الدينية فإن أولى وحدات المشروع الذي بادر به رئيس الجمهورية سيتم تسليمها بداية من شهر مارس المقبل علما أن المشروع سجل تأخرا في الإنجاز قدر ب7 أشهر وهي المدة التي التزم الوزير باستدراكها. كما أوضح الوزير، من جهة أخرى، أن مكتب الدراسات الجديد الذي سيعتمد في الأسابيع اللاحقة سيتكفل باستكمال تنفيذ المشروع اعتمادا على المخططات الأساسية التي تم استرجاعها من مكتب الدراسات الألماني. وحث المسؤول المشرفين على الإنجاز على ضرورة إنشاء مكتب دراسات خاص بهم يتكفل بمتابعة ومراقبة الأشغال في الميدان. وخلال عرض قدم للوزير بعين المكان حول الوضعية المالية للمشروع، كشف أحد إطارات وكالة الجامع الكبير أن المشروع استهلك لحد الآن 48 مليار دينار من أصل 122 مليار دينار، أي ما يمثل نسبة 40٫54 بالمائة من الغلاف المخصص لهذا الانجاز. ويتسع جامع الجزائر للمشروع والكائن بالمحمدية بالعاصمة، 120 ألف مصل ويضم 11 بناية منها قاعة للصلاة ومركز ثقافي ومكتبة بالإضافة إلى مبنى دار القرآن والمنارة ذات خمسة طوابق.