أبدت الحركات السياسية العسكرية الازوادية، أمس،خلال جلسة افتتاح الجولة الثانية من الحوار المالي الشامل بفندق الأوراسي، استعدادها للمساهمة في بلورة رؤية متكاملة لايجاد حل نهائي للأزمة في مالي، و ذلك بالاستجابة إلى المطالب المشروعة لسكان الشمال، لا سيما ما تعلق منها بالاحتياجات التنموية الاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا الصدد أكد عضو إدارة تحرير الازواد امباري اغ عيسى، التزام الحركة بالتوصل الى حل عادل للنزاع القائم، الذي يعود إلى 50 سنة خلت بسبب مخلّفات الحقبة الاستعمارية، منوها في هذا الصدد بالجهود التي ما فتئت تبذلها الجزائر منذ بدايات الأزمة لإيجاد حلول لها. وشدد العضو الأزوادي على ضرورة وضع كافة الموارد من أجل التوصل إلى حل دائم ومستديم يمنع الخروج عن جادة الصواب، من خلال الأخذ بعين الاعتبار مطالب الأزواديين في الشمال من أجل ضمان العيش الكريم. من جهته أكد رئيس التنسيقية من أجل شعب الأزواد إبراهيم محمد الصالح، على السعي في مسار السلم الذي تمنحه مفاوضات الجزائر، كون الحرب خلفت العديد من الضحايا، مضيفا أنه على الجميع التحلي بالشجاعة لقول الحقيقة لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأشار المتحدث الأزوادي إلى وجود من يدعون الدفاع عن الحقوق، في حين أن لديهم أجندات خفية وضد تنفيذ مسار الجزائر، مؤكدا في هذا السياق "لا نسمح لهم بأخذ مالي وشعبه كرهينة، انظروا ماذا يحدث اليوم في ليبيا و سوريا"، قبل أن يضيف "العالم يرانا اليوم في أسفل الدركات لكن في ثقافتنا لا نسمح من يحط من شأننا، نحن نسعى لتحقيق السلم وسنستغل الفرصة السانحة اليوم لإيجاد حل". من جانبه قال مسؤول الاعلام في الائتلاف الشعبي من أجل الأزواد، اتاي اغ عبد الله، في تصريح للصحافة على هامش الأشغال أن المجتمع الدولي يجمع على رفض تقسيم مالي، وأن هذا المطلب لم يعد مطروحا في الوقت الحالي، مبديا تطلعه إلى تجسيد مطالب تكفل الإدراة الذاتية للازواديين تحت إطار الوحدة الترابية لمالي. وحيا اغ عبد الله، جهود الجزائر من أجل لم شمل الفرقاء في هذه المفاوضات، آملا في أن تفضي هذه الاخيرة إلى إيجاد حلول ترضي الجميع، في حين أكد على ضرورة إيلاء اهمية لمسألة اللاجئين الذين يعيشون ظروفا صعبة في بعض دول الجوار. وكان وزير الخارجية السيد رمطان لعمامرة، قد خص أمس، الحركات الأزوادية بلقاءات قبل انطلاق الجولة الثانية من المفاوضات الجوهرية. ففي هذا الصدد أعرب عبد الله ولد محمد، الأمين العام المساعد للحركة العربية الأزوادية في تصريح للصحافة، عن أمله في أن تكون المرحلة الثانية من الحوار المالي "بادرة خير". "مؤكدا أن "الأمل كبير في هذه المفاوضات وهو يعود إلى حنكة الأشقاء بالجزائر" . من جهته أكد ممثل وفد التنسيقية بين الحركة العربية الأزوادية والحركة الوطنية لتحرير الأزواد والمجلس الأعلى لوحدة الأزواد سي محمد المولود رمضان، أن هدف التنسيقية هو السلام من خلال إيجاد حل سلمي للأزمة التي يعيشها شمال مالي. وبعد تقديم الشكر للجزائر رئيسا وحكومة وشعبا على الجهود المبذولة لتسوية الأزمة في مالي، أكد ممثل التنسيقية بأن الحركات الأزوادية السالفة الذكر "ملتزمة بما قالته ووقّعته في الجزائر منذ شهرين" . وبدوره أكد رئيس التنسيقية من أجل شعب الأزواد إبراهيم محمد الصالح، أن المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الحوار المالي الشامل ستكون" بنّاءة"، داعيا الأطراف الأخرى إلى العمل من أجل الخروج باتفاق للسلام في مالي. كما أعرب المسؤول عن ثقته بأن يفضي لقاء الجزائر إلى اتفاق آخر، داعيا المجموعات الأخرى في بلاده إلى التشاور من أجل سلام دائم في مالي. وأردف يقول "علينا أن نبرهن بأننا نستطيع أن نصنع السلام". أما النائب الأول لرئيس تنسيقية الحركات والجبهات القومية للمقاومة السيد حما عبا سيسي، فأكد من جانبه أن تنسيقيته تعوّل على الجزائر للتوصل إلى اتفاق أساسي للخروج من الأزمة في مالي خلال المرحلة الثانية من الحوار المالي الشامل، باعتبار أن الجزائر تعتبر "الشريك الأقرب وجارتنا وشقيقتنا"-كما قال-. وقد تقدمت الحركات الأزوادية لوزير الخارجية "بتعازيها للدولة الجزائرية في وفاة الدبلوماسيين اللذين تم اغتيالهما من طرف يد الإجرام، كما قدموا أيضا تهانيهم على تحرير الرهنيتين الجزائريتين.