اتفقت وزارة الاتصال مع وزارة المجاهدين على تنظيم دورات تكوينية لفائدة الصحفيين، تتمحور مواضيعها حول تاريخ الجزائر، خاصة تاريخ الثورة التحريرية، لتعريفهم أكثر بتاريخهم وتفاصيله؛ نظرا لدورهم المهم في نقل هذا التاريخ، والتعريف به للأجيال الصاعدة؛ قصد تنمية الروح الوطنية. وأعلن السيد الطيب زيتوني وزير المجاهدين، أن وزارته أعطت تعليمات للقائمين على المتحف الوطني والمتاحف الجهوية وغيرها من مراكز البحث في تاريخ الجزائر المعاصر وتاريخ الثورة، لتهيئة الظروف لتنظيم دورات تكوينية للصحفيين، لتوسيع معارفهم في مجال التاريخ، حتى ينقلوا معلومات صحيحة للأجيال الصاعدة ويكونوا همزة وصل بين من صنعوا هذا التاريخ ممن لايزالون على قيد الحياة والجمهور. وفي هذا السياق، عبّر السيد حميد قرين وزير الاتصال في كلمة ألقاها خلال تنصيب لجنة التحكيم المكلفة بمنح جائزة "أبناء نوفمبر 2014" لأحسن الأعمال الصحفية أمس بمقر وزارة المجاهدين بالجزائر، عن أسفه لعدم اهتمام وسائل الإعلام بالمواضيع التاريخية بالرغم من عظمة ثورتنا التحريرية، مشيرا إلى أنه باستثناء صحيفة مكتوبة واحدة أو اثنتين فبقية الوسائل بالرغم من كثرتها، لا تتناول هذه المواضيع إلا في المناسبات. ووجّه السيد قرين نداء لوسائل الإعلام الوطنية، داعيا إياها إلى الاهتمام بتاريخ الجزائر من خلال تخصيص صفحة أسبوعية على الأقل لتاريخ ثورة أول نوفمبر، كواجب مقدس؛ حفاظا على الذاكرة الوطنية ونقل رسالة الشهداء للأجيال الصاعدة، وتعريفهم بتضحيات ونضالات أجدادهم الذين ضحوا بحياتهم لنيل الحرية والاستقلال اللذين ينعمون بهما اليوم. وتوقف الوزير عند دور وسائل الإعلام في التعريف بالثورة، والمساهمة في كتابة التاريخ بالاستفادة من شهادات صانعيه والعمل على غرس ثقافة حب الوطن والحفاظ على الروح الوطنية؛ بجعل جيل المستقبل من الشباب يلتفّ حول قيم ثورته ويحافظ على وطنه. وتم أمس تنصيب لجنة تحكيم "جائزة أبناء نوفمبر 2014"، والتي تضم إعلاميين وأساتذة جامعين مثل محمد لعقاب، مصباح مناس، لحسن زغيدي، كريمة قدور، أمينة دباش، أحمد بوزوليخة وعمار بلخوجة برئاسة الوزير السابق والإعلامي لمين بشيشي. وستُمنح هذه الجائزة لأحسن الأعمال الصحفية المنجَزة في الصحافة في الفترة الممتدة من سنة 2013 إلى غاية 15 أكتوبر 2014. وأفاد السيد قرين بأن لجنة التحكيم ستكون صارمة في منح هذه الجائزة، التي لا تكون تكريما عاديا، بل يجب أن يكون العمل المتحصل عليها في مستوى عظمة ثورة نوفمبر المجيدة، وهو ما أكده رئيس اللجنة السيد لمين بشيشي، الذي أوضح أنه يمكن إلغاء الجائزة إذا اقتضى الأمر في حال عدم توفر عمل صحفي جيد يكون في المستوى، ولا تُمنح الجائزة لأعمال رديئة؛ كون الأمر يتعلق بثورة مجيدة يشهد لها في كل العالم، وبالتالي من غير المعقول أن تُمنح لمن ليس هو أهل لها. وتم تحديد قيمة الجائزة الأولى بمبلغ مالي قيمته مليون دينار، على أن تتشاور لجنة التحكيم حول قيمة الجائزتين الثانية والثالثة. وأشار المتدخلون في هذا اللقاء إلى أن "جائزة أبناء نوفمبر" تُعد فرصة للمساهمة في كتابة التاريخ وحفظ الذاكرة؛ تزامنا مع الذكرى ال 60 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954. وفي سياق الحديث عن الذكرى ال 60 لاندلاع الثورة، ذكر وزير المجاهدين أن دائرته الوزارية حددت برنامجا ثريا للاحتفال بهذه المناسبة، يركز، على وجه الخصوص، على تعريف الأطفال والشباب بتاريخهم لغرس الروح الوطنية في نفوسهم من خلال توزيع مليون و500 ألف علم على التلاميذ بالمدارس، ابتداء من الطور الابتدائي إلى غاية الثانوي والجامعي، وتوزيع مليون و500 ألف نسخة من بيان أول نوفمبر، وكذا نفس العدد من منشورات خاصة بالنشيد الوطني، بالإضافة إلى وضع المتاحف والمراكز التاريخية تحت تصرف الأساتذة والمؤرخين الباحثين والإعلاميين لتبليغ الرسالة النوفمبرية. كما عبّر وزير المجاهدين عن أمله في أن تكون لمادة التاريخ قيمتها في المدارس؛ نظرا لأهميتها في الحفاظ على الوطن، مذكرا بأن وزارته لها اتفاقيات مع وزارة التربية الوطنية، التعليم العالي، والتكوين المهني في هذا المجال. وفي رده على سؤال صحفي تعلّق بقضية المجاهدين غير المعترف بهم، ذكّر السيد زيتوني بأن اللجنة المكلفة بالاعتراف بالمجاهدين، تم حلها سنة 2002؛ لأن من غير المعقول أن نتحدث في 2014 عن هذا الملف بعد مرور أكثر من 50 سنة على الاستقلال، غير أنه أكد استعداد مصالحه لدراسة الملفات العالقة حالة بحالة؛ سواء على المستوى المحلي أو على مستوى الوزارة، مضيفا أن هذه المسألة كانت من صلاحيات منظمة المجاهدين بالاتصال مع المجاهدين ذواتهم.