أكد رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم، أمس، أن الشراكة التي تتطلع إليها الجزائر، هي تلك التي تساهم في تفعيل جهاز الإنتاج الوطني من خلال نقل التكنولوجيا والتقنيات الحديثة· وأوضح السيد بلخادم لدى إشرافه رفقة وزير الأشغال العمومية السيد عمار غول ووزير السكن والعمران السيد نور الدين موسى على افتتاح الصالون الدولي الخامس للأشغال العمومية، أن الدولة تحرص على تمكين أدوات الإنجاز الوطنية من التطور وبلوغ مستوى التنافسية من خلال إتاحة الأطر المواتية للتعاون والاحتكاك بين المؤسسات الجزائرية ونظيراتها الأجنبية· مبرزا في هذا السياق"الأهمية التي يكتسبها الصالون الدولي الذي يُعد فضاء لتبادل الخبرات في مجال إنجاز الطرق والفروع الأخرى للقطاع"·وبالمناسبة ذكر رئيس الجهاز التنفيذي بالبرامج الضخمة التي تعمل الجزائر على تجسيدها في مجال الطرق والهياكل القاعدية، مشيراً إلى أن الجزائر عرفت خلال السنوات الأخيرة تطوراً مذهلا في مجال إنجاز الطرق، وتعمل حاليا على تنفيذ مشاريع طرق ضخمة على غرار مشروع الطريق السيار شرق غرب، ومشاريع أخرى مسجلة في برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي رصد له 180 مليار دولار· وخلال زيارته لمختلف أجنحة الصالون وقف رئيس الحكومة مطولا أمام أجنحة بعض المؤسسات الأجنبية المشاركة في الصالون والتي يصل عددها الإجمالي إلى67 مؤسسة، حيث شدد بالمناسبة على أن الجزائر تظل متفتحة على الشراكة، "لكن ليس تلك الشراكة التي تتوقف عند حدود البيع والتسويق وإنما الشراكة التي تشمل أيضا إرساء جهاز وطني للإنتاج يكون فعّالا ويسمح للمؤسسات الجزائرية بإعادة تموقعها في السوق"· كما أبرز بلخادم بعد استعراضه للمشروع النموذجي الذي تستعد الوكالة الجزائرية لتسيير الطرق السريعة، لبعثه قريبا، أهمية ترقية جوانب التحكم في المنشآت والانتقال من مجال الإنجاز والتهيئة إلى مجال التسيير والتحكم في الصيانة، منوها بتجربة هذه الوكالة التي استحدثت مؤخراً لتساهم في عصرنة الحياة العامة للجزائريين· وتجدر الإشارة إلى أن جهاز الإنجاز الوطني الذي يعتمد عليه قطاع الأشغال العمومية، يضم 25 مؤسسة وطنية عمومية، عرفت معظمها نمواً محسوسا خلال السنوات الأخيرة بفعل إقحامها في برنامج الاستدراك والتطوير والصيانة الذي باشره القطاع منذ سنة 1993 بمشاركة مؤسسات أجنبية رائدة في مجال إنجاز الطرق والمنشآت القاعدية· كما تستفيد هذه المؤسسات الوطنية أيضا من الفرص المتاحة في إطار التظاهرات الاقتصادية والصالونات الدولية لإقامة علاقات تعاون وتسطير برامج عمل بالشراكة مع نظيرتها الأجنبية· كما هو الحال خلال هذه الطبعة الخامسة للصالون الدولي للأشغال العمومية الذي ينتظر أن تتوج بالتوقيع على عدة اتفاقيات بين مؤسسات الإنجاز ومكاتب البحث والدراسات ومخابر التطوير· ويعتبر قطاع الأشغال العمومية من بين القطاعات التي استفادت بشكل جلي من مزايا الشراكة مع المؤسسات الأجنبية ويتضح ذلك من خلال تطور التقنيات المعتمدة من قبل المؤسسات الوطنية التي لا زالت تساهم في إنجاز المشاريع الكبرى عبر مختلف مدن ومناطق الوطن، كما يعود لهذه المؤسسات الفضل في مستوى النمو الاستثنائي الذي حققه القطاع خلال العام الجاري والذي بلغ11 بالمائة بعد أن كان في حدود 7 بالمائة سنة 2005 · للتذكير يشارك في الصالون الدولي للأشغال العمومية الذي يستمر إلى غاية 27 نوفمبر الجاري بقصر المعارض الصنوبر البحري، 211 مؤسسة من بينها 29 مؤسسة جزائرية عمومية و112 مؤسسة خاصة·