تختم اليوم، بالعاصمة الجزائر، فعاليات الندوة العربية حول "دور النساء والأمهات في الحفاظ على التماسك الأسري والاستقرار الاجتماعي"، وجاء عقد هذه الندوة نتيجة للمتغيرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني، وهو ما دعا الحكومات العربية إلى إعادة النظر في دور المرأة في تحقيق التماسك الأسري والاستقرار الاجتماعي. واتفق المتدخلون في أشغال الندوة أمس، على أهمية تنسيق الجهود للبحث عن أفضل السبل التي تمكّن النساء والأمهات من القيام بأدوارهن كاملة على الصعيدين الأسري والمجتمعي، وفتح الآفاق أمامهن بما يتيح لهن مواصلة رسالتهن في تربية النشء الصالح وتماسك الأسرة وحمايتها في ظل عدم الاستقرار والنزاعات التي يعرفها الوطن العربي. وفي السياق دعت المستشارة إيناس سيد مكاوي، مديرة إدارة لجنة المرأة والأسرة والطفولة بجامعة الدول العربية، إلى رسم خارطة طريق للعمل العربي المشترك من أجل دعم دور النساء والأسرة في ظل المتغيرات الجديدة التي يعرفها الوطن العربي، وقالت إنه "يجدر بنا إعادة النظر والتدقيق في دور النساء مع وضع السبل الصحيحة لتقوم المرأة بدورها سياسيا واقتصاديا بما يحقق الاستقرار الاجتماعي للدول، خاصة في الدول التي تعيش حالة اللااستقرار أو في دول النزاعات أو حتى في تلك التي تعيش حالة ما بعد النزاعات". ودعت المتحدثة إلى تشكيل لجنة خبراء لوضع خطة عمل للتصدي للعنف الأسري، مشيرة إلى أن "هذا الموضوع تحديدا سيكون محور لقاء لمجلس الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية للدراسة والتحليل والمناقشة في 22 و23 سبتمبر الجاري، بهدف التمكين الاقتصادي للأمهات من خلال دعم المشروعات الصغيرة التي لا بد وأن تؤخذ على محمل الجد". من جهته ربط السيد أحمد الجروان الشامسي، رئيس البرلمان العربي، دور المرأة في المجتمع بالظرف الحساس الذي يمر به الوطن العربي، قائلا إن "أمننا واستقرارنا يبدأ في الأسرة، وأمن واستقرار الأسرة يكمن في أمن المرأة نفسها". وثمّن المتحدث تجربة الجزائر في هذا المسعى، معتبرا إياها ب"المدرسة النموذجية التي أسسها الرئيس بوتفليقة بما يجعلها ركيزة الاستقرار والأمن في الوطن العربي". فيما اعتبر السيد جمال بين عبيد البح، من منظمة الأسرة العربية، أن الأسرة العربية تضحي في سبيل دورها الوظيفي بالرغم من معاناتها من الشتات والترمل، موضحا أنه لابد للمجتمع العربي من النهوض من خلال تذليل العقبات أمام المرأة لتحقق التقدم بما في ذلك ولوج دوائر صنع القرار. وللتذكير، جاء انعقاد الندوة أمس، تنفيذا لتوصيات لجنة الأسرة العربية في دورتها الخامسة لعام 2009، والتي نصت على طلب استضافة الجزائر لندوة عربية حول "دور النساء والأمهات في الحفاظ على التماسك الأسري والاستقرار الاجتماعي"، والتي تهدف أساسا إلى التأكيد على الدور الرئيسي والجوهري للأم في دعم التماسك الأسري والاستقرار الاجتماعي، مع العمل على وضع السياسات المرغوبة لتمكين الأسرة كمؤسسة تربوية واجتماعية لها أثرها الكبير في توطيد الأمن والاستقرار الاجتماعي. وينتظر أن تخرج الندوة اليوم، بتوصيات محورية أهمها دعم سياسات الأسرة العربية في ظل التغيرات المعاصرة، مع أهمية توفير وسائل حماية الأمن الإنساني للأسرة في ظل الحروب والنزاعات وعدم الاستقرار، والتأكيد على عدم إغفال تأثير التكنولوجيا الحديثة على الأسرة العربية، وكيفية دعم برامج التعليم الرسمية. إلى جانب التأكيد على دور المجتمع المدني في تعزيز وسائل حماية الأسرة.