يعتبر شيخ المالوف حسان العنابي المعروف ب «حسان عوشال»، اسما بارزا في المجال الفني، حيث تميز في الإرث الموسيقى المحلي بعنابة لدرجة تواجده دائما بين محبيه وأصدقائه وتلامذته، ويعود هذه الأيام الشيخ «حسان العنابي» إلى الذاكرة الشعبية بعد الانتهاء من التحضير لحفل تكريمي له من قبل مديرية الثقافة بعنابة اعترافا بمجهودات هذا الفنان الكبير. ومن المقرر أن يقام الحفل بالحي الشعبي بن محافر وسط حضور قوي لعشاق أغنية المالوف، وكذلك شيوخ الأغنية التراثية بعنابة بغرض تعزيز الذاكرة الشعبية والنهوض بالأغنية المالوفية التي صنع شهرتها حسان العنابي، الذي ينحدر من مدينة بجاية. ولد فناننا في 20 نوفمبر 1925 بمدينة بجاية، وعندما بلغ عمره 06 أشهر نزلت عائلته ضيفة على مدينة عنابة، وفي الرابعة عشر من عمره، غادر مقاعد الدراسة ليقتحم ميدان الغناء الشعبي والأندلسي وكذلك المالوف، حيث وجد حسان العنابي (الشيخ التيجاني أحمد بن عيسى الشيخ العقبي) موجها له، فتمدرس على يده بعد أن دربه على احترافية الغناء الملتزم والأصيل، بدءا بالعيساوة ثم المسرح تحت قيادة «عمر بن مالك» رئيس جمعية «بدر» وقد تحوّل حسان العنابي في هذه الفترة إلى فنان وكوميدي وعازف بسيط على آلة البيانو، وتألق الشيخ في فن الأندلس والمالوف، حيث أصبح ينافس عمالقة الغناء الأندلسي والمالوف منهم؛ الشيخ سامعي، مصطفى بن خمار، الشيخ العربي، محمد بناني، محمد الكرد، حتى فرض طابعه الفني الخاص المتميز والصعب في الحد ذاته ليكون بذلك أسلوبا ومنهجا يسير على دربه الفنانين.تجدر الإشارة إلى أن المقاهي الشعبية مازالت تشهد حركية الفنان بحي بني محافر، الذي عاش فيه إلى درجة أن سكان المحافر يؤكدون أن حسان العنابي كان يداعب كل الآلات الموسيقية على غرار «البيانو، المزمار، الناي، الزرنة، القيثارة، الكمان، العود، الدربوكة، والطار»، كانت هذه الفترة غنية بأسماء لامعة في ميدان الفن أمثال الشيخ «عمار شقلب» و«حسونة» بقسنطينة، و«بالصادق بجاوي» ببجاية. كما تتذكر جمعية أحباب وتلاميذ حسان العنابي أن أول ظهور للفنان أمام جمهوره كان بمدينة سوق أهراس سنة 1948 رفقة الإخوة بن زرقة، وقتها صنع المطرب الشهرة وذاع صيته في شرق البلاد.كما تألق حسان العنابي في مجال المسرح مع الممثل الكبير «محي الدين بشطارزي»، فشارك في مسرحية «انتصار الحق» و«الوداع الأخير» فكان الشيخ حسان العنابي فوق خشبة المسرح، حيث صنع صدقه، جمهور واسع يحبه ويحترم إبداعه.ومن أهم الأسطوانات التي مازالت تصنع نجاحا في الأعراس العنابية «فطيمة روح يابني الورشان» و«جسمي فني» و«يا مولات الساق الظريف» و«من هوى روحي وراحتي»، علما أن حسان العنابي قدم عطاء فنيا فريدا من نوعه عمره نصف قرن في خدمة الفن العنابي المحلي. وقد توفي في 30 سبتمبر 1991 إثر مرض عضال تاركا وراءه إرثا ثقافيا كبيرا مازال المطربون المحليون بعنابة يعودون إليه من أجل الاستفادة من تجاربه، علما أنه تم إطلاق تسمية المدرسة الموسيقية لبلدية عنابة على اسمه لتخليده في مجال الغناء الكلاسيكي والأندلسي.