أكد المطرب علي عوشال نجل عملاق المالوف الجزائري حسان العنابي أن الجهات المحلية همشت والده ولم تعطه حقه، رغم أنه مثل الجزائر في المهرجانات الدولية والحفلات المقامة بباريس وإسبانيا، وذلك حال دون تأسيس مرجعية فنية له تستغلها الأجيال القادمة في استكمال مشوار الطرب الأندلسي والمديح والمالوف بمختلف نوباته الموسيقية. علي عوشال أكد في حديثه ل ”المساء” أن نصف قرن من العطاء الفني لوالده حسان العنابي، صنع تاريخ أغنية المالوف في المغرب العربي، بالإضافة إلى كون والده كان سباقا في أداء أغاني المديح الديني، ليضيف أن حسان ابن حي شعبي وهو بني محافر بمدينة عنابة، لهذا وجد طريقه لقلب جمهوره العريض والذي مازال لحد الآن يطلب أغاني المرحوم الذي توفي سنة1991، وحسب علي فإن المقاهي الشعبية بمدينة بونة تشهد لتاريخه وهي تروج لأغانيه بين الفينة والأخرى وهذا لا ينحصر فقط في شوارع عنابة الضيقة ومقاهيها وإنما تعداها إلى الحفلات والأعراس، فالجمهور العنابي وعشاق أغنية المالوف في مختلف الولايات الشرقية يرون أغاني الوالد في أدائي أنا كفنان، حيث أقدم لهم في كل مناسبة بعض المقتطفات الغنائية منها أغنيته الشهيرة ”روحي بني الورشان”، ”مولات الساق الظريف” وغيرها من الأغاني الأخرى المتنوعة والتي تتغنى بجمال المرأة، الوطن، الأم والحب كلها نوبات تدخل في تعزيز أغنية المالوف العنابي. وأضاف علي عوشال أنه لم يجد فرصة لتمثيل والده الشيخ حسان العنابي في المهرجانات بسبب التهميش من طرف بعض الجهات المحلية والتي تتذكر هذا العملاق في ذكرى وفاته فقط. وعن التعديلات التي أضافها لغناء والده، الذي يعتبره مدرسته الوحيدة في بناء ذاته ومستقبله الفني، يضيف المتحدث أنه يحافظ على الأغنية لكنه يمزج الموسيقى العصرية الخفيفة التي تتماشى وطلبات الجمهور. وفي هذا الشأن قال علي أنه لا توجد فضاءات لتمثيل الشيخ في المناسبات، وإن وجدت فهي قليلة مقارنة بمناطق أخرى كقسنطينة؛ حيث مازال الحاج الطاهر فرقاني حاضرا بقوة. وعن طابع المديح الديني الذي يعتبر أول طابع أداه المرحوم نظرا لتعقيداته الموسيقية يضيف المطرب أن الجزائر لا تملك ورشات لتطوير مثل هذه الطبوع والإيقاعات الموسيقية خاصة أن هناك عدة طبوع منها الصنعة، برق الليل، وهي صعبة الأداء ويجب تخصيص مدرسين يهتمون بتدريسها. وعلى صعيد آخر، أكد المطرب علي أنه فنان غير متطفل ولايدق أبواب الجهات المحلية للاهتمام به، وهو لا يسترزق من هذا الغناء، بل هي رسالة يؤديها لاستكمال المسيرة الفنية لوالده، باعتباره من أسرة فنية، إلى جانب ذلك كان قد أخذ الغناء عن أخيه الأكبر والذي اعتزل الفن، تاركا فراغا كبيرا في الساحة الفنية، و”عليه فإن محاولاتي للمحافظة على تراث الوالد جاء في وقته”. وعن مشاركته أضاف محدثنا، أن تونس مازالت تحن لأغاني الشيخ، وعليه يتم في كل مرة استضافة جوق الوالد والذي أمثله أنا في دول الجوار. وفي الأخير، أكد علي عوشال على ضرورة الاهتمام بالأغاني التراثية لأنها تمثل تاريخ وثقافتها في مختلف أصقاع العالم.