قال الياس صغير، وهو منسق النشاطات شبه الطبية بمصلحة المحروقين في عيادة المحروقين بباستور، بأن حالات الحروق عموما تتصاعد سنة تلو الأخرى لأسباب كثيرة أهمها استعمال الفرن التقليدي ‘الطابونة'، إضافة إلى استفحال ظاهرة الألعاب النارية مؤخرا في مجتمعنا بطريقة ملفتة إلى تسببها في تسجيل عدد من حالات الحروق على مستوى اليد ويكون ضحيتها في الغالب شباب دون الثلاثين من العمر، في الوقت الذي يتوقع المتحدث تسجيل حالات حرق خلال اليوم الأول من عيد الأضحى بسبب ‘الطابونة' و«الشاليمو» وهما أداتان تستعملان في عملية إزالة الصوف عن رأس الأضحية أو «تشويط البوزلوف» وهي حالات حرق كثيرا ما تكون ربات البيوت ضحية لها، إلى جانب هذا، توقع تسجيل حالات حروق وسط الرجال، تحديدا بسبب الشواء على الجمر أو ‘الباربيكيو'، ويشرح محدثنا ذلك بقوله بأن العديد من الأشخاص يعمدون إلى رمي المازوت أو الكحول على الشواية بطريقة عشوائية دون حساب ارتفاع ألسنة النيران، وبذلك يكونون عرضة للحروق على مستوى اليدين والوجه. ويتابع المتحدث أن أغلب حالات الحروق المسجلة تكون من الدرجة الثانية أو الثالثة، ويوصي المختص المواطنين بتوخي الحذر الشديد في أيام العيد حتى لا تنقلب فرحة هذه الشعيرة الدينية إلى عكسها، منبها إلى عدم استعمال معجون الأسنان أو الطماطم أو حتى صفار البيض أو أية مواد أخرى على مكان الحرق، «بل الحل الأمثل بعد الإصابة يكون بوضع ماء الحنفية على مكان الحرق، ثم التقرب من الاستعجالات لتلقي الإسعافات الصحيحة والعلاج». ويتحدث ممثل الجمعية الوطنية للمحروقين عن تسجيل 30 حالة حرق خلال عيد الأضحى ل2013، بمعدل 3 إلى 4 حالات في اليوم خلال أسبوع العيد لمختلف الفئات العمرية من 5 سنوات إلى 60 سنة»، لكننا نتوقع تسجيل حالات أقل بالنسبة لعيد الاضحى 2014 بحوالي 2 بالمائة، حسب تأكيد المتحدث. من جهة أخرى، يتحدث الياس صغير عن برنامج عمل مسطر خلال الموسم الشتوي 2014-2015، بالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية «يهدف إلى التوعية والتحسيس بمخاطر الحروق المنزلية عموما، خاصة أن الحاجة إلى التدفئة تكثر في موسم البرد علما أن الكثير من الأسر تعتمد في التدفئة على الفرن التقليدي، لذلك نحضر أنفسنا للبدء في عملية التوعية الواسعة التي ستكون كمرحلة أولية في العاصمة، من خلال تنظيم أبواب مفتوحة بساحة البريد المركزي، وبعدها في ولايات أخرى». ويوصي الياس صغير عامة الناس بتوخي الحذر الشديد خلال شراء الأفران التقليدية والشوايات، «حيث أن أغلب حالات الحروق المسجلة جراء هذه الآلات تكون بسبب اقتناء المقلدة منها»، محذرا من ظاهرة قال بأنها جديدة، كثرت في الآونة الأخيرة، وهي الألعاب النارية (الفيميجان) التي قال عنها المختص بأنها تتسبب في حروق من الدرجة الثانية على مستوى الأيدي، وأنها كانت وراء استقبال حالة إلى حالتي إصابة بالحروق يوميا خلال صائفة عام 2014، مشيرا إلى أن مصلحة المحروقين بعيادة باستور المتخصصة كانت تسجل حالات حروق بالألعاب النارية فقط بمناسبة المولد النبوي الشريف، «لكن الأمر تعدى ذلك اليوم ليتم تسجيل حالات حروق بسبب ‘الفيميجان' بمناسبة الأعراس مؤخرا».