اقتحمت قوات الجيش الوطني الشعبي، ملجأ الجماعة الإرهابية التي قامت باغتيال الرعية الفرنسي هرفي غوردال بجبال جرجرة، واسترجعت تجهيزات ووسائل كانت بحوزة الإرهابيين قبل تدميرها للملجأ، مؤكدة إصرارها على متابعة عملية المطاردة إلى غاية القضاء النهائي على هؤلاء المجرمين، في وقت جدد فيه رئيس جمعية فرنساالجزائر جون بيار شوفنمان، التاكيد على أن الاغتيال الجبان لغوردال، لن يؤثر بتاتا على الصداقة التي تربط الشعبين الجزائري والفرنسي. فقد أعلنت وزارة الدفاع الوطني، في بيان لها أول أمس الخميس، بأن قوات الجيش الوطني الشعبي تمكنت من الوصول إلى مكان اختطاف الرعية الفرنسي هيرفي غوردال، بجبال جرجرة، وتدمير الملجأ الذي استعملته المجموعة الإرهابية في تنفيذ جريمتها، كما تمكنت خلال العملية من استرجاع الوسائل التي كانت بحوزتها. وأشار البيان إلى أنه "مباشرة بعد اختطاف الرعية الفرنسي يوم 21 سبتمبر 2014، باشر الجيش الوطني الشعبي عمليات تمشيط وبحث واسعة باستعمال كل الوسائل لمطاردة المجموعة الإرهابية التي كانت وراء هذه الجريمة الشنعاء والقضاء عليها"، موضحا بأن "العملية مكّنت في مرحلتها الأولى قوات الجيش الوطني الشعبي من الوصول إلى مكان اختطاف الرعية الفرنسي بأعالي جبال جرجرة بولاية تيزي وزو، حيث تم العثور على الملجأ الذي تم استخدامه من طرف هذه الجماعة الإرهابية في تنفيذ جريمتها وتدميره، كما تم استرجاع الوسائل التي كانت بحوزتها". وفي سياق متصل شدد نفس البيان على أن "عملية التمشيط والبحث لا تزال متواصلة إلى حد الساعة والجيش الوطني الشعبي كله إصرار وعزيمة على متابعة ومطاردة هؤلاء المجرمين بلا هوادة حتى القضاء عليهم نهائيا". وكانت وزارة الدفاع الوطني، أكدت في بيان لها صادر عقب اغتيال الرعية الفرنسي في 24 سبتمبر الفارط، على أن "عمليات مكافحة الإرهاب وتعقب الإرهابيين تبقى متواصلة بكل عزم وإصرار حتى القضاء النهائي عليهم وتطهير كامل التراب الوطني من دنسهم". وفي سياق ذي صلة أكد رئيس جمعية فرنساالجزائر جون بيار شوفنمان، خلال زيارته إلى ولاية تيزي وزو أول أمس، بأن الاغتيال الجبان لهيرفي غوردال، لن يؤثر بتاتا على الصداقة التي تربط بين الشعبين الفرنسي و الجزائري". وأشار السيد شوفنمان، الذي عاين موقع قطب الامتياز الجديد لوادي فالي، في إطار زيارة صداقة يقوم بها منذ الأربعاء المنصرم، إلى الجزائر إلى أن الشعب الجزائري كان نفسه ضحية للإرهاب "وبطبيعة الحال نحن متحدون وسنجمع جهودنا من أجل التصدي لهذه التصرفات الجبانة". وبخصوص العلاقة القائمة بين البلدين، أوضح رئيس جمعية فرنساالجزائر، بأنه متواجد بالجزائر في إطار زيارة صداقة، وذلك عشية المنتدى المرتقب تنظيمه بباريس في 18 أكتوبر المقبل، حول المبادلات الصناعية بين الجزائروفرنسا، مشيرا إلى أن "شراكة مثل التي تربطنا تسمو إلى مرتبة المجتمعات المدنية والعلاقات بين مواطنينا في مجالات عدة كالفن والثقافة والتنمية الاقتصادية". وفي حين ذكر بأن جمعية فرنساالجزائر تعمل جاهدة كي تكون حاضرة في إطار عام، أكد شوفنمان بأن الصداقة بين فرنساوالجزائر تندرج في سياق عمل مستمر "ينبغي أن يتم يوميا، لأن الطرفين يعرفان ويحترمان بعضهما البعض والطرف الفرنسي يقدّر مزايا الشعب الجزائري. وقام السيد شوفنمان، خلال زيارته لولاية تيزي وزو رفقة الوفد والأمين العام ونائب الرئيس المنتدب للجمعية بمعاينة قطب الامتياز الجديد لوادي فالي الذي سيصبح مدينة تحتضن 100000 نسمة، وضريح سيدي بلوع بمرتفعات رجاونة ومتحف مدينة تيزي وزو ودار الصناعات التقليدية، حيث أعرب عن إعجابه بالجهود التي تم بذلها في مجال التنمية المحلية بالولاية، وكذا بالزيارات التي شهدها بضريح سيدي بلوع، حيث شارك الزوار طعامهم. آراء الجزائر حول القضايا الإقليمية والدولية حكيمة ومدروسة على صعيد آخر أشاد رئيس جمعية فرنساالجزائر بمواقف وآراء الجزائر فيما يخص العلاقات الجزائرية الفرنسية والوضع الإقليمي والدولي، واصفا هذه الآراء ب"الثمينة والحكيمة والمدروسة". وقال المسؤول الفرنسي عقب المحادثات التي أجراها مع وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، بأن "آراء الجزائر حول القضايا الإقليمية والدولية ثمينة، لأنها حكيمة ومدروسة"، مشيرا بالمناسبة إلى أن المحادثات التي جمعته مع السيد لعمامرة، ومع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل، تمحورت حول الوضع في مالي وفي البلدان المجاورة للجزائر وحول مسائل دولية أخرى. وإذ أشار إلى أنه لا توجد قضية لا يتشاور حولها البلدان، "وذلك من منطلق أن الجزائر قد تعرض رأيا حكيما حول المسائل الإقليمية والدولية"، أوضح السيد شوفنمان، بأنه جاء إلى الجزائر للاستعلام وتحديد مواقف مشتركة من أجل نجاعة أكبر. للإشارة يلقي جون بيار شوفنمان، مساء اليوم، بمقر المعهد الفرنسي بالجزائر محاضرة بعنوان "الجزائرفرنسا، طموح مشترك لخدمة السلام العالمي".