قضت ولاية الجزائر أمس، وبشكل نهائي على جميع مواقع الشاليهات بالعاصمة، من خلال عملية الترحيل الثامنة التي انطلقت ليلة أمس، في حدود الساعة الثامنة ومست 1206 عائلات موزعة عبر 15 موقعا منها موقعان للشاليهات بالرويبة والدار البيضاء، وهما آخر مواقع الشاليهات بالعاصمة التي تخلصت نهائيا من هذه الأحياء التي كانت متواجدة بتسعة مواقع، وشيدت منذ أزيد من 10 سنوات، وستمكّن هذه العملية من تحرير أوعية عقارية هامة ستوجه أساسا لمشاريع "عدل" والمسجد الأعظم ومرافق استراتيجية أخرى. وقد ودعت العاصمة أمس، آخر مواقع الشاليهات بكل من حي عميروش ببلدية الرغاية، وحي الأراضي الزائدة ببرج البحري اللذين يضمان أزيد من 600 عائلة، لتشرع شركة متخصصة في تفكيك الشاليهات ورفعها في عملها، وبالمقابل تم أمس، تدشين حي 1432 مسكنا ببني عبدي الجديد ببلدية الخرايسية التابع للدائرة الإدارية لدرارية، والذي سيستقبل العائلات المرحلة إلى جانب خمسة أحياء أخرى تم تدشينها خلال عمليات الترحيل السابقة بكل من بئر توتة، براقي، زرالدة وبئر مراد رايس. تفاصيل عملية الترحيل كشف عنها رئيس ديوان ولاية الجزائر، السيد عمراني محمد، خلال ندوة صحفية عقدها بمقر الولاية قبيل بدء عملية الترحيل، وقدم المسؤول أرقاما مفصلة عن عدد الأماكن المعنية بعملية الترحيل وهي 15 موقعا موزعة عبر الدوائر الإدارية للرويبة، الشراڤة، الدار البيضاء، درارية، زرالدة، والحراش، وباستثناء الشاليهات فإن باقي المرحلين يقطنون بأحياء قصديرية وبيوت هشة وبعض العائلات التي تقطن بمساكن بأرضية موقع المسجد الأعظم بالمحمدية، وموقع الحظيرة الكبرى بالرحمانية، وكذا أرضية مشروع محكمة الحراش إلى جانب 7 مشاريع سكنية بمختلف الصيغ. وأوضح المتحدث أن عملية الترحيل التي يشرف على إعدادها ومتابعتها فريق متخصص من التقنيين والمسؤولين، تمت فيها مراعاة 10 مقاييس محددة بإشراف مسؤولين مكلفين بمتابعتها، كما تمت مراعاة أهم الاحتياجات والمرافق التي تتطلبها الإقامة بهذه الأحياء الجديدة على غرار المؤسسات التربوية والنقل والمصحات وأماكن التسوّق.. ولإنجاح العملية جندت ولاية الجزائر، إمكانيات بشرية معتبرة لضمان السير الحسن لعملية الترحيل الثامنة منذ انطلاقها شهر جوان الماضي، وتم تسخير 6200 عون وإطار منهم 5000 عون من المؤسسات الولائية والبلديات، و1200 عون وإطار من مختلف المصالح الأمنية، الحماية المدنية، دواوين الترقية والتسيير العقاري وإطارات ولاية الجزائر، كما تم تسخير 2540 وسيلة نقل منها 2500 شاحنة لنقل أمتعة العائلات أي بمعدل شاحنتين لكل عائلة و40 حافة لنقل العائلات، بالإضافة إلى الآليات التي ستباشر عملية الهدم الفوري بعد الترحيل. وبذلك تسترجع ولاية الجزائر أزيد من 13 هكتارا من الأراضي عبر المساحات والمواقع، سيخصص الجزء الأكبر منها لمشاريع سكنات "عدل" خاصة على مستوى الناحية الغربية للعاصمة وبالتحديد بالمحالمة، وبانتهاء هذه العملية الثامنة من نوعها، تكون مصالح ولاية الجزائر قد نجحت في إعادة إسكان أزيد من 10 آلاف عائلة، والقضاء على كل الشاليهات بها وجزء مهم من المواقع القصديرية، بالإضافة إلى البناءات المهددة بالانهيار التي أولت لها الولاية عناية خاصة.