أنهى رئيس اللجنة الوطنية للهيئة الاستشارية السياسية للشعب الصيني، يو هانغشنغ، أمس، زيارته الرسمية للجزائر التي دامت ثلاثة أيام بدعوة من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح. وأجرى محادثات مع رئيس الجمهورية، ومسؤولين سامين في الدولة تناولت تعزيز علاقات التعاون والشراكة، وتبادل الرؤى حول القضايا السياسية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وخلال إقامته بالجزائر كانت للسيد يو هانغشنغ، والوفد المرافق له لقاءات ومحادثات مع عدد من المسؤولين في هيئات ومؤسسات الدولة لبحث سبل ووسائل تعزيز العلاقات الثنائية، وتدعيم الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين البلدين. حيث استقبل من قبل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. كما تحادث مع كل من رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، والوزير الأول عبد المالك سلال، وكذا مع وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة. وأكد رئيس اللجنة الوطنية للهيئة الاستشارية السياسية للشعب الصيني، أن الصين عازمة على تعزيز علاقاتها مع الجزائر. معربا عن قناعته بأن العلاقات الثنائية ستشهد تقدما هاما في المستقبل. وأوضح عقب اللقاء الذي جمعه برئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أول أمس، أنهما تحادثا في المواضيع ذات العلاقة بتعزيز التعاون والصداقة بين الصينوالجزائر، والإنجازات الجديدة المحققة في هذا المجال. كما كان اللقاء فرصة لتبادل وجهات النظر حول أهم المسائل الدولية، حيث سجلا انسجاما في مواقف البلدين حول هذه المسائل، حسبما أكده المسؤول الصيني، الذي تطرق أيضا مع المسؤولين الجزائريين إلى التعاون الاستراتيجي على ضوء الاتفاق الموقّع بين رئيسي الدبلوماسية الجزائريةوالصينية في جوان 2013. وفي هذا السياق أشار إلى أن مخطط الأعمال الخاص بالاتفاق سيطبّق في غضون الخمس سنوات المقبلة، قصد بعث العلاقات الثنائية على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية. ومن جهة أخرى ثمّن المسؤول الصيني الجهود التي تبذلها الجزائر لحل أزمات الدول المجاورة كأزمتي مالي وليبيا، مؤكدا أن الجزائر بلد له وزن كبير في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. متمنيا المزيد من التوفيق لمساعيه لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة. كما تبادل المسؤول الصيني خلال هذه الزيارة مع المسؤولين الجزائريين وجهات النظر حول استراتيجية الجزائر في مكافحة ظاهرة الإرهاب الذي يعد عدوا للجميع ونبذ التدخل الخارجي في شؤون الدول. أما في الشق الاقتصادي فأكد ضيف الجزائر، أن البلدين يتمتعان بإمكانيات معتبرة ما يفرض حتمية تنويع مجالات تعاونهما ودعم شراكتهما الاستراتيجية. وقد توقف مسؤولو الجزائروالصين خلال هذه اللقاءات عند المبادلات التجارية الهامة بين البلدين، حيث اتفقا على أهمية استغلال العلاقات الجيدة لتطوير العلاقات الاقتصادية، وبحث آفاق جديدة لتنمية الشراكة في مجال الاستثمار الصناعي وإنتاج السلع بشكل خاص. واستعرضت هذه اللقاءات التي تزامنت مع احتفال الجزائر بالذكرى ال60 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة واقع العلاقات التاريخية الجزائريةالصينية، حيث أكدوا أن الجزائروالصين صديقان يجمعهما تاريخ مشترك من النضال، حيث يشهد للصين اعترافها بالحكومة المؤقتة إبّان الثورة التحريرية، وكذا بدعم الجزائر لحصول الصين على مقعد دائم بمجلس الأمن الأممي. وللتذكير فقد حل رئيس اللجنة الوطنية للهيئة الاستشارية السياسية للشعب الصينيبالجزائر، يوم السبت الماضي، رفقة وفد رفيع المستوى. وقد توجه خلال تواجده بالعاصمة إلى مقام الشهيد، حيث وضع إكليلا من الزهور ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية. كما قام بزيارة إلى متحف المجاهد رفقة وزير المجاهدين السيد الطيب زيتوني، والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، وقدمت له شروحات وافية حول أهم الحقبات التاريخية التي عرفتها الجزائر، إذ كانت الزيارة فرصة له للتعرّف على أهم الوقائع التاريخية التي عاشتها الجزائر في التصدي للاحتلال الفرنسي، بدء بالمقاومات الشعبية إلى غاية اندلاع ثورة التحرير.