تواصلت أمس، زيارة رئيس اللجنة الوطنية للهيئة الاستشارية السياسية للشعب الصيني، يو زهانغشنغ، لليوم الثاني في إطار زيارة العمل والصداقة التي يقوم بها إلى الجزائر، حيث حظي أمس، باستقبال رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. وجرى الاستقبال بحضور رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، و رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، والوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة. وأكد رئيس اللجنة الوطنية للهيئة الاستشارية السياسية للشعب الصيني، أن الصين عازمة على تعزيز علاقاتها مع الجزائر. وفي تصريح للصحافة عقب الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية، أوضح المسؤول الصيني قائلا "إننا عازمون على تعزيز علاقات الصداقة و التعاون الثنائية"، معربا عن قناعته بأن العلاقات الثنائية ستشهد تقدما "هاما" في المستقبل. وأشار المسؤول الصيني إلى أنه "أجرى "محادثات ودية مع الرئيس بوتفليقة"، تعلقت بعلاقات التعاون و الصداقة بين الصينوالجزائر و"الإنجازات الجديدة" المحققة في هذا المجال. وصرح في هذا الشأن "لقد تبادلنا وجهات النظر حول أهم المسائل الدولية" وسجلنا "انسجاما" في مواقف البلدين حول هذه المسائل. مشيرا إلى أنه اغتنم هذه المناسبة لنقل لرئيس الدولة تحيات نظيره الصيني جي جينبينغ. وخلال استقباله لرئيس اللجنة الوطنية للهيئة الاستشارية السياسية للشعب الصيني، أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، "جهود الجزائر لتجفيف منابع الإرهاب الذي يعد عدوا للجميع كونه ظاهرة لا عرق ولا دين لها، وكذا جهودها لإيجاد حل توافقي للأزمة في مالي". مؤكدا أن "الجزائر مستعدة لبذل نفس الجهود لحل الأزمة الليبية". ومن جانبه أعرب السيد يو شنسنغ، الذي هو أيضا عضو اللجنة الدائمة بالمكتب السياسي للهيئة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، عن ارتياحه لتطابق وجهات نظر البلدين بخصوص العديد من المسائل الدولية الراهنة لا سيما "مكافحة الإرهاب ونبذ التدخل الخارجي في شؤون الدول". كما أشاد ذات المسؤول ب"الدور المؤثر للجزائر من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية"، معتبرا أن "الجزائر بلد له وزن كبير في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، متمنيا المزيد من التوفيق لمساعي الجزائر لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة". كما تطرق الطرفان إلى الأزمة في سوريا والقضية الفلسطينية، حيث أكد السيد ولد خليفة، في هذا الشأن على "ضرورة تضامن المجتمع الدولي مع دولة فلسطين، معربا عن تفاؤله بازدياد عدد الدول المعترفة بها في المستقبل أسوة بموقف السويد الأخير". كما استوقف رئيس المجلس السيد يو شنسنغ، أيضا عند قضية الصحراء الغربية، مشددا في هذا الخصوص على "ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير مصيره". وكان اللقاء فرصة لاستعراض واقع العلاقات التاريخية والجيدة التي تجمع البلدين، حيث أكد المسؤولان أن "الجزائروالصين صديقان يجمعهما تاريخ مشترك من النضال"، و استشهدا في هذا المقام ب"اعتراف الصين بالحكومة الجزائرية المؤقتة إبّان الحقبة الاستعمارية، وكذا بدعم الجزائر لحصول الصين على مقعد دائم بمجلس الأمن الدولي". أما في الشق الاقتصادي أكد الطرفان بأن البلدين يتمتعان بإمكانيات معتبرة ما يفرض حتمية تنويع مجالات تعاونهما ودعم شراكتهما الاستراتيجية. وفي هذا الشأن حيا رئيس المجلس الشعبي الوطني، حضور الشركات الصينية في الجزائر، داعيا إلى الاستفادة من خبرتها وتسهيل نقل التكنولوجيا في إطار التعاون بين البلدين. وقال السيد ولد خليفة، في هذا الشأن إن "الجزائر لا تخشى الانفتاح على الاقتصاديات العالمية ولكنها حريصة على تحقيق العدالة الاجتماعية لشعبها". كما استقبل رئيس اللجنة الوطنية للهيئة الاستشارية السياسية للشعب الصيني، من طرف الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، وسمح اللقاء حسب بيان الوزارة الأولى بتقييم العلاقات الثنائية في المجال البرلماني والدبلوماسي والاقتصادي. مبرزا أن المستوى الذي بلغته هذه العلاقات "معتبر". ونوه المسؤولان بتطور المبادلات بين البلدين، وأكدا ضرورة "تعزيز العلاقات وبحث آفاق جديدة لتنمية الشراكة في مجال الاستثمار الصناعي وإنتاج السلع بشكل خاص". كما تطرقا للمجالين السياسي و الدبلوماسي حيث تبادل الطرفان وجهات النظر حول العديد من المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك. وكان رئيس اللجنة الوطنية للهيئة الاستشارية السياسية للشعب الصيني، يو هانغشنغ، توجه أمس، إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة، حيث وضع إكليلا من الزهور ترحما على أوراح شهداء الثورة التحريرية. كما قام رئيس اللجنة الوطنية للهيئة الاستشارية السياسية للشعب الصيني الذي كان مرفوقا بوزير المجاهدين الطيب زيتوني، والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، بزيارة إلى المتحف الوطني للمجاهد، حيث قدمت له شروحات وافية حول أهم الحقبات التاريخية التي عرفتها الجزائر. وكانت هذه الزيارة فرصة أيضا للمسؤول الصيني للتعرّف على أهم الوقائع التاريخية التي عاشتها الجزائر في التصدي للاحتلال الفرنسي، بدء بالمقاومات الشعبية إلى غاية اندلاع ثورة التحرير. وكان السيد يو زهانغشنغ، قد شرع يوم السبت، في زيارة تدوم ثلاثة أيام إلى الجزائر على رأس وفد هام تهدف إلى "تعزيز العلاقات الصينية-الجزائرية وتدعيم الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين البلدين".