كرّمت "مؤسسة وسام العالم الجزائري"، أمس السبت، بالجزائر العاصمة، البروفيسور أحمد جبّار، نظير المجهودات الجبارة التي بذلها في إطار نشر العلم والمعرفة وتربية النشء، وهذا في حفل حضرته كوكبة من أبرز الشخصيات العلمية والثقافية والتاريخية المعروفة بالجزائر. وعاد وسام هذا التكريم الذي اعتادت على تنظيمه مؤسسة وسام العالم الجزائري كل سنة في طبعته السابعة للسنة الجارية 2014، للبروفيسور جبّار المختص في الرياضيات وثقافات وتاريخ الأمم، الذي يعد أحد الرموز العلمية التي أفنت عمرها (حوالي 40 سنة) في مجال البحث عن التراث العلمي العربي، وجعله في متناول الباحثين والمهتمين به. وأكد السيد جبّار في تصريح له على هامش حفل تكريمه الذي جرى بقاعة المحاضرات بنزل "هيلتون" بالعاصمة أنّ اختياره من بين المئات من العلماء والشخصيات العلمية والثقافية التي تزخر بها الجزائر يعد شرفا كبيرا وحافزا قويا لمواصلة هذه المسيرة العلمية الثقافية، معبرا عن امتنانه الكبير لمثل هذه المبادرات التي تندرج ضمن الفعاليات التي دأبت مؤسسة وسام العالم الجزائري على تنظيمها كل عام، في التفاتة منها إلى علماء الجزائر وإعادة الاعتبار لهم ولما قدموه ضمن مسيرتهم العلمية والثقافية والبحثية. ودعا المتحدث بالمناسبة، إلى ضرورة الاهتمام أكثر بنخبة العلماء والمثقفين باعتبارهم وقود التقدم والرقي والحضارة، مقترحا في هذا السياق تنويع مثل هذه المبادرات وجعلها فعاليات رسمية تستهدف الشخصيات الوطنية التي ضحّت ولا زالت تضحي بكل ما تملك من أجل تطوير المنظومة العلمية والبحثية الوطنية. كما أضاف أن تكريمه في إطار الطبعة السابعة لهذه التظاهرة العلمية يشرّفه كثيرا ويشرف الجزائر لاسيما تزامنه مع الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال60 لاندلاع ثورة التحرير المجيدة للفاتح نوفمبر 1954.وشدّد المتوّج بوسام المؤسسة لسنة 2014، على وجوب إيلاء العناية القصوى لعلماء الجزائر ومرافقتهم في مسيرتهم بتقديم الدعم اللازم لهم، للحفاظ على تميّزهم العلمي الدائم خدمة للمعرفة والثقافة والتاريخ، منتقدا في هذا الشأن ظاهرة هجرة الأدمغة الجزائرية نحو أوربا، بسبب ما اسماه الإهمال واللامبالاة التي طالت مئات الآلاف من نخبة وعلماء وإطارات هذا الوطن، على حد تعبيره. وذكر بأهمية توفير مختلف الإمكانيات والمناخ الملائم لهؤلاء لجعلهم يستثمرون معارفهم وخبراتهم العلمية في بناء الجزائر وتطويرها والارتقاء بها إلى المستويات العالمية لاسيما فيما يتعلق بالبحث العلمي.ومن جهة أخرى، قامت مؤسسة وسام العالم الجزائري بتكريم فريق البحث العلمي لجمعية التراث نظير جهودها العلمية والمعرفية خدمة للوطن ومنظومة البحث العلمي الوطنية، وهو فريق علمي محترف يضم ثلة من الباحثين والدكاترة من خيرة من تخرجوا في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وحملوا على عاتقهم لواء العلم والعمل وعزموا على استكشاف آفاق واسعة في شتى الميادين العلمية. كما يسعى هذا الفريق إلى بعث منظومة عمل رشيدة في البحث العلمي، ويطمح إلى النضج المعرفي بالاستفادة من الخبرات الجماعية وتنقيحها وصقلها لتؤتي ثمارها للجميع في إطار المنفعة العامة. وشهدت الفترة المسائية لحفل التكريم، تنظيم أمسية تربوية للعالم المكرّم مع التلاميذ قدم حلالها خبرته الطويلة والثرية في مجال العلم والمعرفة والاطلاع على تاريخ وثقافات الأمم والشعوب. ويعد العالم البروفيسور أحمد جبّار من مواليد 02 أوت 1941 بدوار بني غمريان بولاية عين الدفلى وسط عائلة فقيرة محافظة ورث عنها القوة والصلابة والعزيمة في الحياة، حيث تعلم اللغة العربية والقرآن الكريم في الفترة الممتدة من 1937 إلى 1953، كما انتسب إلى المدرسة الابتدائية الفرنسية ببواسماعيل، حيث أبرز تفوّقه بامتياز وتوّج مساره في هذه المرحلة بنيل شهادة الابتدائية بامتياز وحصد العديد من الجوائز. كما يصنّف جبّار الذي امتهن بعد الاستقلال مهنة التدريس بجامعة الجزائر من بين العلماء الرائدين في مجال الكشف عن الثقافات والعلوم وإسهامات العرب والمسلمين في الاكتشافات العلمية والحضارة.