أبرمت وزارتا التربية الوطنية والاتصال، أمس، اتفاقا سيتم بموجبه بث دروس تدعيمية، موجهة للتلاميذ المعنيين بامتحانات نهاية الأطوار التعليمية، عبر التلفزيون الجزائري، ابتداء من جانفي المقبل، وذلك لمساعدتهم في تدعيم معارفهم وتحسين مستواهم تحسبا لهذه الاستحقاقات التعليمية المصيرية. وقد تم توقيع الاتفاق بمقر وكالة الأنباء الجزائرية من قبل مدير المؤسسة الوطنية للتلفزيون، توفيق خلادي، وعميد جامعة التكوين المتواصل، احمد شعلال، ومدير الديوان الوطني للتعليم والتكوين عن بعد بالنيابة، عبد العزيز قارة، بحضور وزيري التربية الوطنية، نورية بن غبريط، والاتصال، حميد قرين. وطبقا لبنود الاتفاق، ستبث الدروس التدعيمية الموجهة للتلاميذ المعنيين بامتحانات شهادة التعليم الابتدائي، المتوسط والثانوي (البكالوريا) خلال ثلاث ساعات أسبوعية على القناة الخامسة المعروفة بقناة القرآن الكريم. وحسب وزيرة التربية الوطنية، فإن هذه المبادرة تندرج في إطار ترقية الخدمة العمومية والحرص على ضمان تكافؤ فرص اكتساب المعرفة بين التلاميذ، مشيرة إلى أن هذه الدروس التدعيمية المتلفزة ستبث يومي السبت والثلاثاء من الساعة السابعة والنصف إلى الثامنة والنصف مساء ويوم الجمعة من الساعة الثامنة والنصف إلى الساعة التاسعة والنصف صباحا. وإذ تندرج مبادرة تقديم الدروس التدعيمية للتلاميذ المعنيين بالامتحانات السنوية المصيرية، ضمن جهود القطاع لتحسين آداء ومستوى هؤلاء وتمكينهم من التواصل المستمر بالدروس التي تدخل في إطار برنامجهم السنوي، فهي تسمح في المقابل لوسائل الإعلام العمومية بتعزيز دورها التربوي والتعليمي، وترقية الخدمة العمومية وجدت لأجلها. وقد عرفت وسائل الإعلام العمومية في وقت سابق تجربة مميزة في هذا المجال، حيث سبق للتلفزيون الجزائري في سنوات الثمانينيات أن خاض هذه التجربة ببثه للدروس التدعيمية لفائدة التلاميذ المعنيين بامتحانات نهاية العام الدراسي، كما اشتهرت بعض الصحف العمومية ومنها "المساء" في تلك الفترة وإلى غاية بداية التسعينيات بنشرها للدروس الموجهة بصفة خاصة للتلاميذ المرشحين لامتحان شهادة البكالوريا، مع نشرها لمواضيع الامتحانات وحلولها. ولاقت تجربة وسائل الإعلام العمومية في دعم التحصيل العلمي لتلاميذ المدارس، استحسانا كبيرا وتجاوبا من قبل الفئات المعنية التي تفاعلت مع الدروس التي كانت تبث وتنشر في تلك الفترة، كما كرست الدور التربوي المنوط بوسائل الإعلام بشكل عام وأدائها المميز لخدمة عمومية تجد فيها مختلف شرائح المجتمع الجزائري ما تنتظره وتتطلع إليه من مواضيع وتخصصات. وتبين تجربة العديد من الدول ومنها الدول العربية المزايا الكبيرة للبث التلفزي للدروس التعليمية التدعيمية الموجهة لمختلف فئات التلاميذ والطلبة، وذلك لما لها من تأثير على التحصيل العلمي، وتمكين التلاميذ والطلبة المعنيين من المتابعة الطوعية لتلك الدروس، مع الاستفادة من مناهج وطرق متنوعة في التلقين، هذه المزايا دفعت ببعض هذه الدول إلى إنشاء قنوات تلفزيونية تعليمية، تقدم بشكل حصري دروسا في مختلف الأطوار والشعب، عبر بث مستمر على مدار ساعات اليوم. وفي الجزائر وإذ برزت جامعة التكوين المتواصل كمتعامل رائد في تلقين الدروس التعليمية السمعية البصرية ولا سيما من خلال إذاعتها الخاصة، فإن هذا الصرح التعليمي المميز لم يتم استغلاله بالشكل المطلوب، رغم الدور المحوري الذي لعبته هذه الجامعة في الماضي في تجربة الدروس المتلفزة، وتخصصها في التسجيل الإعلامي للدروس التعليمية، الأمر الذي يستدعي اليوم إعادة تثمين الإرث المعرفي الذي تمتاز به هذه الجامعة وإعادة بعث نشاطها الإعلامية التي تتم عبر الاتفاقات المبرمة مع وسائل الإعلام، وذلك من خلال برامج مستمرة يتعدى حجمها الساعي الثلاث ساعات في الأسبوع، وذلك بالنظر إلى الحاجة الماسة لتلاميذ الأطوار المعنية بالامتحانات نهاية الطور، إلى الدروس التدعيمية، لتدارك النقائص المسجلة في التحصيل العلمي، وتجاوز الاضطرابات المحتملة في البرنامج التعليمي بفعل حالات الاحتجاج التي ميزت المواسم الدراسية في الفترة الأخيرة. وسبق لوزارة التربية أن أعلنت فيما سبق عن التحضير لمشروع إنشاء قناة تلفزيونية تعني بتلقين وتعليم التلاميذ للبرامج التربوية، مشيرة إلى أنه في انتظار تجسيد هذا المشروع سيتم تخصيص ساعات من الزمن على شاشة التلفزيون الجزائري لاستغلالها في تعليم التلاميذ وتقديم الدروس الخصوصية. ترقية موظفي قطاع التربية لن تكون بأثر رجعي على صعيد آخر، أكدت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، في تصريح للصحافة على هامش مراسم التوقيع على الاتفاق الخاص ببث الدروس التدعيمية أن تطبيق الترقية التي يستفيد منها 240 ألف موظف بقطاع التربية الوطنية قبل نهاية السنة الجارية، "لن يتم بأثر رجعي منذ 2012"، وأشارت من جهة أخرى إلى أن اللقاء الذي جمعها، أول أمس، بثلاث نقابات تمثل عمال القطاع، تم خلاله اتخاذ العديد من الإجراءات، بعد نقاش صريح وشفاف، مؤكدة بأن "الحوار مع النقابات مستمر لأن المسألة معقدة نوعا ما". للإشارة، سيستفيد 240 ألف موظف بقطاع التربية الوطنية أو ما يمثل حوالي 40 بالمائة من مجموع مستخدمي القطاع من ترقية قبل نهاية سنة 2014، تتم إما عن طريق التسجيل على قوائم التأهيل أو الامتحانات المهنية أو المسابقات الداخلية وتهدف إلى تحسين ظروف موظفي القطاع بجميع أسلاكه. وفي سياق متصل، تنظم وزارة التربية الوطنية نهاية السنة الجارية عملية ترقية، تشمل 118734 منصب منها 17066 منصب عن طريق مسابقات داخلية تجرى يوم 4 ديسمبر المقبل، و101668 عن طريق التسجيل على قائمة التأهيل، علاوة على الإدماج الآلي لأساتذة المدرسة الإبتدائية والتعليم المتوسط للترقية إلى رتبة أستاذ رئيسي.