عادت الندوة التاريخية "دور الإعلام في الحفاظ على الذاكرة الوطنية" للحديث عن تاريخ وسائل الإعلام في الجزائر وعن بوادر ظهورها لدعم المقاومة الوطنية والثورة التحريرية، وشكلت فرصة للمنظمين والمشاركين ليبروزا أهمية الإعلام من خلال دوره في صون الذاكرة الجماعية للبلاد والحفاظ على التاريخ من التزييف. نظم المتحف الوطني للمجاهد والمكتبة الوطنية ندوة تاريخية بمقر المكتبة الوطنية، أمس، بالجزائر العاصمة، ضمن تواصل الاحتفالات بالذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية، وذلك بحضور عدد من الشخصيات الثورية والأساتذة الجامعيين وعدد من الطلبة. وأكد الدكتور دحمان مجيد، مدير المكتبة الوطنية، أن اللقاء يشكل فرصة جيدة ليس فقط للحديث عن دور الإعلام في الحفاظ على الذاكرة الوطنية لأنه تحصيل حاصل، بل كذلك لتعبئة ممارسي مهنة الإعلام خاصة في المرحلة الراهنة لمضاعفة جهودهم لرصد شهادات المجاهدين لتكون مادة علمية يتم استغلالها لاحقا على يد المؤرخين. وقال مدير المكتبة الوطنية إن أبواب هيئته مفتوحة للجميع وتتشرف بمد يد العون لرصد وجمع هذه الشهادات التي تعنى تاريخ الجزائر المجيد. من جهته، قال مدير متحف المجاهد، مصطفى بيطام، إن موضوع الندوة يندرج ضمن التراث الحضاري بكافة أشكاله وهو يمثل ذاكرة الأمة التي تنتقل من جيل إلى جيل، ويرى أن الإعلام ملزم بحكم الضرورة ليتحول إلى قوة شديدة التأثير والفعالية تدافع عن مكونات الذاكرة الوطنية الجماعية وإيصالها للآخرين في صورة ناصعة وفي مقدمتها الموروث والتراث التاريخي والثقافي والحضاري للوطن، وبالتالي الدفاع عن الهوية الوطنية المهددة بالتدمير والتشويه، والعمل على صيانتها وترسيخها في أوساط المجتمع. وأشار المتحدث إلى أن مشاركة ومساهمة وسائل الإعلام الوطنية في الحفاظ على الذاكرة الوطنية حتمية تاريخية يفرضها الواجب باعتبار مكونات الذاكرة هي الدلالة الحقيقية على أصالة الأمة الجزائرية وسخائها في العطاء والتضحية من أجل استرجاع السيادة الوطنية، معربا عن ثقته في أن الإعلام الوطني بمختلف توجهاته سيظل صمام الأمان لتاريخ وقيم ومبادئ الثورة التحريرية والذاكرة الجزائرية. وتخلل برنامج الندوة عرض تسجيل مصور، مدته 8 دقائق، حول دور الإعلام خلال الاحتلال الفرنسي 1954-1962، أعده متحف المجاهد لفتح النقاش أمام المشاركين. وتناول الأستاذ الجامعي أحمد حمدي في مداخلته موضوع مبادئ الإعلام والدعاية أثناء الثورة التحريرية، إذ خلص أن قيم الإعلام الجزائري مستمدة من بيان أول نوفمبر وأرضية مؤتمر الصومام، فيما ذهب الوزير الأسبق للإعلام لمين بشيشي للحديث عن الدور السيادي للصحافة في توجيه الرأي العام وتكييفه مع الوقائع.