أشاد المشاركون في لقاء نظم اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة بدور وسائل الاعلام الجزائرية التي عملت على تعبئة الجماهير خلال الثورة التحريرية وفي إسماع صوتها وصداها عبر العالم. وأكد المشاركون في لقاء حول "دور الاعلام في الحفاظ على الذاكرة الوطنية" نشطه مجاهدون وأساتذة جامعيون، أن قادة الثورة التحريرية قد تفطنوا آنذاك بان الكفاح المسلح "لا يكفي وحده لتحرير الوطن، بل يستدعي أيضا تعبئة كل فئات المجتمع لاسيما وسائل الاعلام، لفضح جرائم الاستعمار وإسماع صوت الجزائر وثروتها عبر العالم". وفي هذا الإطار، تطرق المدير العام للمكتبة الوطنية، مجيد دحمان، في هذا اللقاء الذي نظمه المتحف الوطني للمجاهد بالتنسيق مع المكتبة الوطنية إحياءا للذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية، الى "الدور الريادي الذي قام به الاعلام الجزائري خدمة للثورة التحريرية على المستويين الوطني والدولي". ودعا السيد دحمان وسائل الاعلام الى بذل المزيد من الجهود لحماية ذاكرة الامة والاستفادة من شهادات حية لمجاهدين عايشوا وقائع الثورة وتسجيلها حفاظا على ذاكرة الامة للاجيال الصاعدة. من جهته، تطرق المجاهد والوزير الاسبق، لمين بشيشي، الى الدور الهام الذي قامت به اذاعة صوت العرب التي كانت تبث برامج حول أبطال الثورة التحريرية، مذكرا بالمكانة التي كان يحتلها الاعلامي عيسى مسعودي الذي كان يتولى بث الانباء العسكرية والحديث عن بطولات جيش التحرير الوطني. كما تطرق عميد كلية الاعلام والاتصال، أحمد حمدي، الى مبادئ الاعلام والدعاية اثناء الثورة التحريرية، معتبرا الاعلام هو الوسيلة المثلى لتكييف الرأي العام مع الواقع في كل المناسبات والمراحل التاريخية. وأشار السيد حمدي الى الدور الذي قام به رجال الاعلام من إيصال صدى الثورة التحريرية الى الخارج، مشيرا الى كل المنشورات والنشريات والجرائد التي كانت تصدر آنذاك من بينها جريدة المقاومة التي كانت توزع في تونس والمغرب وفرنسا. وتطرق المحاضر الى دور صحيفة المجاهد التي انشئت في جوان 1956 من طرف أبرز قادة وشهداء الثورة التحريرية من بينهم العربي بن مهيدي وعبان رمضان، مشيدا أيضا بدور وكالة الأنباء الجزائرية التي انشئت بتونس في ديسمبر 1961 من طرف قادة الثورة التحريرية من بينهم المجاهد المرحوم محمد يزيد والتي عملت --كما قال-- عن طريق برقياتها في ايصال صوت وصدى الثورة التحريرية وانجاح دور الدبلوماسية الجزائرية.