اعتبر وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، أن أحسن رد من قبل الجزائريين على تماطل الإدارة الفرنسية في الاعتراف بجرائم الاستعمار المرتكبة بالجزائر، هو تكثيف الشهادات عن المحطات القاسية التي شهدتها مرحلة الاستعمار، وتدوين المحطات التاريخية التي تفضح فظاعة الممارسات التي ارتكبها المستعمر في حق الأبرياء والعزّل. مؤكدا من جانب آخر بأن الدور الكبير الذي لعبه سكان الجنوب الجزائري خلال مرحلة المقاومة الشعبية، وأثناء مختلف محطات الكفاح المسلّح من أجل الاستقلال تبين بأن الثورة التحريرية كانت جامعة والتقى حول أهدافها كل أبناء الجزائر. وأشار الوزير في تصريحاته للصحافة على هامش إشرافه أمس، بتمنراست، على افتتاح الملتقى الوطني حول المقاومة والثورة التحريرية وبعدها الإفريقي" إلا أن التلاعبات التي تخوضها السلطات الفرنسية بخصوص ملف التجارب النووية، التي نفذتها بالأراضي الجزائرية ومنها رڤان بأدرار، وإن إيكر بتمنراست، ينبغي أن يتم الرد عليها بفضح تلك الأعمال الوحشية التي حملت انتهاكا للحقوق الإنسانية، وارتكبت في حق شعب أعزل لازال يعاني أفراده من تبعاتها. مشيرا إلى أن أحسن طريقة لرفع المطالب المتعلقة بالاعتراف بهذه المجازر ومخلّفاتها والتعويض عنها، هو تدوين الشهادات الحيّة عن تلك الأحداث ونشرها في كتب التاريخ، حتى يطّلع العالم أجمع عليها وعلى آثارها. وفيما اعتبر السيد زيتوني، تنظيم الملتقى الوطني حول المقاومة والثورة التحريرية، يشكل فرصة لتسليط الضوء على جانب من جوانب التاريخ الجزائري خاصة منطقة الجنوب، أوضح في رده على سؤال "المساء" حول كون الجنوب الجزائري قد حرم من حقه في الكتابات التاريخية التي تناولت الثورة التحريرية، أوضح أن الجنوب أخذ حقه في الثورة التحريرية المجيدة، لكن التأريخ لهذا الحق والجانب الذي يخص منطقة عريقة من مناطق الوطن، يستلزم مضاعفة جهود التواصل والإعلام وتدوين الشهادات الحيّة حول كافة المحطات التاريخية التي تبرز مشاركة سكان الجنوب في تحرير البلاد من قبضة الاستعمار الغاشم. ولتأكيد الدور البطولي لسكان ولايات الجنوب في مسيرة التحرير، ذكر الوزير بزيارته لمقبرة للشهداء بتمنراست، تضم شهداء المقاومات الشعبية التي عرفتها المنطقة قبل اندلاع ثورة التحرير المجيدة، واعتبر ذلك دليلا على أن الجنوب الجزائري كان سبّاقا في الوفاء لرسالة الثورة، مستخلصا بالمناسبة بأن المشاركة البطولية لكل أبناء الجزائر في محطات الكفاح التحرري تؤكد بأن الثورة التحريرية هي ثورة جامعة إلتف حولها الجزائريون من كافة مناطق الوطن. وأعرب الوزير بالمناسبة عن أمله في أن ينقل الإعلام الوطني رسالة الثورة بكل موضوعية، وأن يسهم بشكل فعال في نقل رسالة المجاهدين بوفاء وإخلاص، موضحا بأن إشراك الأساتذة والمؤرخين في ملتقى تمنراست، الذي يعد الأول ضمن سلسلة ملتقيات ستنظمها وزارته بولايات الجنوب كتندوف وأدرار، يهدف إلى تجسيد مسعى التأريخ للمحطات والمراحل المفصلة للتاريخ الجزائري، وبشكل خاص تاريخ الثورة المباركة.