تواصل فرق البحث والإنقاذ عمليات البحث عن البحار الثالث الذي لا يزال مفقودا بعد انتشال أول أمس، جثتي بحارين من بين الثلاثة المفقودين ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، على إثر العاصفة القوية التي شهدها ساحل الجزائر، والناجمة عن الاضطراب الجوي الذي شهدته العديد من مناطق البلاد بحر الأسبوع الماضي، والذي تسبب في تسجيل قتلى وجرحى جراء حوادث الطرقات، بالاضافة إلى قطع الطرقات أمام حركة المرور. وأوضح مصدر مسؤول من ميناء الجزائر، أنه تم يوم الخميس الماضي، انتشال جثتي بحارين من بين الثلاثة المفقودين، فيما لا تزال عمليات البحث جارية للعثور على زميلهم الثالث، وكانت عاصفة هوجاء قد شهدها ساحل الجزائر العاصمة يوم الثلاثاء الماضي، مع هبوب رياح قوية بسرعة تتراوح من 80 إلى 100 كلم/ساعة مصحوبة بأمواج عاتية يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار، واضطرت مصالح الميناء إلى نقل 15 سفينة كانت راسية على مستوى المواقع المعرضة لارتداد الأمواج قبل هبوب العاصفة لتفادي خسائر كبيرة. وأدت العاصفة إلى تسجيل اختفاء ثلاثة بحارة انقلب بهم الزورق نتيجة الرياح وأمواج البحر، كما تم تسجيل وقوع حادث لرعية أجنبية من جنسية أوكرانية داخل الميناء، وقد تم تنصيب خلية أزمة على مستوى قبطانية ميناء الجزائر، فيما تفيد الحصيلة المؤقتة بوقوع خسائر في بعض زوارق الصيد والسيارات المتوقفة على رصيف "خير الدين" جراء الأمواج العالية. وفي حصيلة لمصالح الحماية المدنية، تم تسجيل مقتل خمسة أشخاص وإصابة 18 آخرون بجروح في حوادث مرور سجلت يومي الثلاثاء والأربعاء، عبر كامل التراب الوطني، وأوضح المكلف بالاتصال بالمديرية العامة للحماية المدنية، الملازم أول نسيم برناوي، أن عناصر الحماية المدنية أجروا خلال نفس الفترة 2.357 تدخلا إثر التقلبات الجوية الأخيرة التي مست أساسا مناطق وسط وشرق الوطن. وخصت هذه التدخلات إنقاذ وإسعاف أشخاص في وضعيات صعبة، ومساعدة أشخاص احتجزوا جراء تساقط الثلوج وكذا ضخ مياه الأمطار التي تسربت إلى عدة منازل عبر مختلف أحياء الولايات المعنية بتقلبات الطقس. وبخصوص حالات الاختناق بغاز أحادي الكربون، أشارت نفس المصالح إلى تسجيل 24 حالة (13 بسطيف و9 بقسنطينة و2 بالبيّض)، مؤكدا أنه تم إنقاذ كل هؤلاء الأشخاص والتكفل بهم. من جانب آخر لا زالت العديد من الطرق مقطوعة أمام حركة المرور بسبب سوء الأحوال الجوية التي عرفتها بعض مناطق البلاد، حسب حصيلة وضعية أصدرتها مصالح الدرك الوطني، منها محاور بولاية تيزي وزو التي ظلت مقطوعة أمام حركة المرور بسبب تراكم الثلوج، وكذا توقفت حركة المرور على مستوى طرق ولاية البويرة، ونفس الوضعية سجلت بولاية سطيف، حيث تسبب تراكم الثلوج في انقطاع عدة محاور طرق سيما الطريق الوطني رقم 09 الرابط بين سطيفوبجاية. كما عرفت ولاية ميلة، نفس الأوضاع المضطربة أمام حركة المرور بسبب غلق الطريق الوطني رقم 05 مكرر الرابط بين العياضي برباس بمشتة عين الدفلة، بذات البلدية على مسافة 8 كلم بسبب تراكم الثلوج، ونفس الوضعية سجلت ببرج بوعريريج، حيث أدى تراكم الثلوج إلى توقف حركة المرور على مستوى الطريق الولائي رقم 43 الرابط بين الماين وتامريجت (بجاية)، على مسافة 7 كلم ببلدية الماين والطريق الولائي رقم 01 الرابط بين اليشير والقصر على مسافة 24 كم ببلدية القصر. كما امتد سوء الأحوال الجوية إلى ولايات أخرى على غرار البليدة، حيث انقطع الطريق الولائي رقم 61 الرابط بين حمام ملوان وبوڤرة على مسافة 800 متر على مستوى الدائرة البلدية لحمام ملوان بسبب فيضان وادي الحراش، أما بولاية معسكر فقد شهد الطريق الولائي رقم 13 الرابط بين واد الأبطال (معسكر)، وسيدي محمد بن عودة (غليزان) بالقرب من قرية الشتوانية الذي تم غلقه أمام حركة المرور بسبب غمر الطريق بالمياه.