منطقيا، اقتطع فريق مولودية وهران تأشيرة المرور إلى الدور القادم من منافسة كأس الجمهورية على حساب الجار اتحاد وهران وبثلاثية نظيفة، وقّعها كل من بزاز بواسطة ضربة جزاء في الدقيقة 58، ونساخ في الد 73 ونقاش في الد 90، ليكرر بذلك ”الحمراوة” سيناريو فوزهم على ”العميد” الوهراني سنة 1976 بهدفين نظيفين من توقيع المهاجم البارع سيد أحمد بلكدروسي. ولقد تطلّب الأمر من أشبال المدرب الفرنسي جان ميشال كافالي، أخذ الأمور بجدّية في الشوط الثاني، لأن الأول انتهى بدون فائز، وأظهر فيه الاتحاد صلابة دفاعية، حتى حارسه الشاب بوكلي صحح أخطاءه التي كان ارتكبها في الدور السابق ضد ترجي مستغانم، وأدى لقاء مقبولا على العموم، ولا يتحمل بأي حال من الأحوال ولوج الكرة شباكه ثلاث مرات. ولقد كان بإمكان ”ليزمو” العودة إلى غرف تبديل الملابس بتقدم في النتيجة في الفرصة، التي لاحت للاعب الوسط لعروسي في الدقيقة 41، والتي تطلبت تدخلا بارعا من حارس المولودية بلعربي، الذي حاول رفاقه السيطرة على وسط الميدان، ومن ثم إحكام قبضتهم على الشوط الأول، غير أن خط المنتصف الحمراوي لم يكن ناجعا، وذلك راجع لنقص فعالية اللاعب عمور، الذي لم يكن في يومه، مما تطلّب من المدرب كافالي استبداله ببالعربي، وهو ما مكّن المولودية من العودة إلى الواجهة في الشوط الثاني، وطرق مرمى الاتحاد في ثلاث مناسبات، مستغلين ”نيّة” أشبال المدرب نشنيش، وخصوصا نقص خبرتهم للنيل منهم، وإزاحتهم من طريقهم، ويتركوا لعروسي وزملاءه للأهم بالنسبة لهم، ألا وهو اللعب من أجل الصعود. وحسبما ظهر، فإن العميد الوهراني قادر على الارتقاء درجة أخرى في المنظومة الكروية الجزائرية، خاصة أنه يمتلك مسيّرين غيورين على تاريخه وعراقته، وعبّروا أكثر من مناسبة على استعدادهم للعودة به إلى الواجهة الكروية، وفي مقدمتهم رئيسه الحالي ربيع بوعقيل، الذي أثنى عليه كثيرا قدامى الأنصار الأوفياء، وذلك ما تحتفظ به ”ليزمو”. ولقد كان مدرب الاتحاد نشنيش محمد واقعيا في تحليله للقاء، عندما أقر بأحقية المولودية الوهرانية في الترشح للدور القادم، واعتبر قدرة أشباله على الوقوف أمام ”العملاق” المولودية كما سماها، إنجازا في حد ذاته؛ ”أنا راض عن مردود أشبالي، الذين قدّموا لقاء جميلا يشرّف فريق اتحاد وهران. وطبيعي أن نقص خبرتهم لعب في غير مصلحتنا. وأظن أن ضربة الجزاء كانت قاسية، وهي منعرج المباراة، لكن ذلك لا يُنقص من قيمة المولودية، التي تبقى كبيرة باسمها وتاريخها، ونحن سنستفيد من هذه المواجهة لمواعيدنا القادمة في بطولة قسمنا”. أما كافالي فاعتبر تأهل فريقه إلى الدور القادم هدية من لاعبيه إلى أنصارهم بمناسبة السنة الجديدة، وكذلك بعد عودتهم للمدرجات لمناصرتهم. وأوضح أنه كان على حق لما لم يخاطر، ولعب بلاعبيه الأساسيين ولو أنه تأسف لمعاقبة زعبية، الذي سيغيب عن لقاء وفاق سطيف غدا (الثلاثاء) بملعب 8 ماي، والذي كان يعوّل عليه كثيرا كافالي لمساعدة فريقه على جلب نتيجة إيجابية من هناك؛ ”لقد احترمت المنافس، لأنني أعلم أنه فريق عريق، لذلك أخذت مواجهته بجدية، وطلبتها من أشبالي، وهي ما ظهرت في هدفنا الأول الذي وقّعناه في ربع الساعة الأول من الشوط الثاني، وبالتالي تفادينا تعقيد مأموريتنا، والمهم أن المولودية في عهد كافالي سنة 2014، تبقى بدون انهزام بملعب أحمد زبانة، وهذا مهم للجميع”.