تحب العائلات الجزائرية عند الاحتفال بالمناسبات الدينية تحضير بعض الأطباق التقليدية، ولأننا نعيش مناسبة عزيزة على قلوبنا، وهي مولد الهادي الأمين عليه أزكى الصلاة والسلام، نجد ربات الأسر يسارعن إلى إعداد الطمينة التي تكاد تكون شرطا لازما في هذه المناسبة، وعلى الرغم من الاختلافات في بعض المكونات وحتى التسميات من منطقة إلى أخرى، إلاّ أن الأكيد أنها حاضرة على مائدة فطور الصباح ولا يمكن الاستغناء عنها. لا تحتاج الطمينة إلى مواد كثيرة ليجري تحضيرها، إذ يكفي فقط أن يتوفر بالمطبخ السميد من النوع المتوسط الذي يُحمص، ومن ثمة يخلط بالقليل من الزبدة والعسل، وتزين الطمينة بالقرفة وبعض حبات حلوى الملبس التي تعطيها منظرا ومذاقا مختلفا، بهذه الطريقة تحضر الطمينة العاصمية حسبما جاء على لسان عدد من النسوة اللواتي تحدثت إليهن "المساء"، مؤكدات أن تحضير المكونات يكون ليلة الاحتفال بينما يتم إعدادها في الصباح الباكر لتوضع على مائدة القهوة ويتناولها كل أفراد الأسرة. تحضير الطمينة بتيزي وزو يتطلب توفر 11 مكونا حسبما أكدته لنا السيدة "جوهر"، التي قالت إنها تسمى "تاطمنت" ويتم تحضيرها في الصباح الباكر على ضوء الشموع، حيث تجمع بين مختلف أنواع المكسرات والحليب والعسل والزبدة والقرفة و مسحوق بعض البقوليات كالعدس.. وتتميز بمذاق مختلف وتعتبر شرطا لازما لإحياء مناسبة المولد النبوي الشريف. بولاية الجلفة تطلق عليها اسم "الروينة" التي تحضر من مسحوق القمح والزبدة وتجمع بالعسل، وترفق أيضا بحلوى الرفيس التي تعد هي الأخرى من معجون التمر و دشيشة القمح والزبدة، وتعتبر ضرورية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث يقدم هذان النوعان من الحلوى مع قهوة الصباح، وهي عادة توارثتها الأجيال منذ القدم حسب مواطنة من الولاية. وبولاية ورقلة تسمى "البسيسة" ويجري تحضيرها بمسحوق القمح والحمص معا ومن ثمة تخلط بالعسل والدهان الذي يحضر من زبدة حليب البقرة عادة، وتعتبر من الحلويات الضرورية للاحتفال بالمولد النبوي حيث تقدم مرفقة بالشاي. وإذا كان البعض يحب الطمينة المعدة بالطريقة التقليدية، فإن بعض ربات الأسر عملن من باب التغيير على إدخال بعض التعديلات عليها، حيث أصبحت تحضر ببعض المواد منها حلوى الترك والشوكولاطة، أو بخلط المكسرات من لوز وجوز وفستق وبندق في مكوناتها لإعطائها مذاقا مختلفا، أو من خلال إدخال بعض أنواع التوابل مثل القرنفل.