يعتبر الشيخ محمد أمين الترمذي، السوري الحلبي المولد، واحدا من أعمدة ومراجع فن الإنشاد، حيث كرس حياته للفن الملتزم لأكثر من نصف قرن، ورغم تقدمه في السن لا يزال يصدح بصوته عاليا في سماء الإنشاد... ولدى نزوله ضيفا على مدينة بسكرة، مدعوا من قبل جمعية المنتدى الثقافية لتنشيط احتفالات المولد النبوي الشريف، كان لنا معه هذا الحوار حول الفن الملتزم وما طرأ عليه من تغيرات أدت إلى تحريف رسالته السامية. "المساء": على يد من تتلمذتم الإنشاد؟ الشيخ محمد أمين الترمذي: تتلمذت على يد الأستاذ عبد الوهاب الصباغ رحمه الله، حيث تعلمت منه فن المقامات والإيقاعات والموشحات والابتهالات والسلم الموسيقي وعلم تصوير المقامات، كما تعلمت أيضاً من غيره من أصحاب الفن. ^ ما الذي قدمته لعالم الإنشاد؟ ^^ بدأت نظم الشعر مبكرا في سن المرحلة المتوسطة أوبداية المرحلة الثانوية، ثم بدأت بعدها التلحين، واليوم لدي ديوانان من الشعر لم يطبعا بعد، كما ألفت كتابا في علم الإنشاد، طبعتُه الألوان كانت هنا في الجزائر بعنوان "نصف قرن في الإنشاد"، الكتاب صدرت منه طبعة ثانية في المملكة السعودية بعنوان "فن الإنشاد بين الأصالة والمعاصرة". ^ كيف تنظرون إلى واقع الإنشاد اليوم، وما يصاحبه من أداء موسيقي؟ ^^ من ناحية جواز الموسيقى أو عدمها، هناك اختلاف بين الفقهاء، غير أن من أجازها اشترط في ذلك أن لا يصيبها شيء محرم، وأن يكون توظيفها صحيحا، وهو ما جرى مع النقشبندي المصري، فسماعك للموسيقى يأتي في المرحلة الثانية بعد صوت المنشد، لكن اليوم لا يوظف المنشدون توظيفا صحيحا لها، فقد يكون صوت المنشد غير جميل، الأمر الذي يجعله يتستر خلفها حتى يخفي عيوب صوته، وفي هذا إساءة للإنشاد، ويبعده عن رسالته الأصلية.. ففي هذا تحول لمسار الإنشاد من مسار هادف إلى مسار تجاري ربحي... مثلما فعله منشدون اشترطوا مبالغ مالية ضخمة لتنشيط حفلات ولقاءات في أوروبا.