تحادث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، على انفراد مع نظيره السنغالي ماكي سال، قبل أن تتوسع المحادثات إلى أعضاء وفدي البلدين. وجرت المحادثات بحضور رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، والوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الدولة مدير ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى، ووزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز، ووزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل. كما حضر اللقاء عن الجانب السنغالي الوفد المرافق للرئيس سال. وأكد الرئيس السنغالي، ماكي سال، على إرادة بلده والجزائر في بعث علاقاتهما الاقتصادية لا سيما من خلال تعزيز الإطار القانوني لتعاونهما. ففي تصريح للصحافة عقب محادثاته مع رئيس الجمهورية أوضح السيد سال قائلا ”لقد أكدنا على الإرادة في بعث العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار”، مشيرا إلى أن السنغال ”لم يواجه يوما مشاكل أو نزاعات” مع الجزائر. وأضاف أنه ”يكفي إعطاء دفع لهذه العلاقات”. مذكرا بأن اللقاء الذي جمعه أمس الاثنين مع ممثلي القطاع الاقتصادي الجزائري العام والخاص ”كشفت عن آفاق في هذا الاتجاه”. وأكد السيد سال أن الحكومتين الجزائرية و السنغالية ”ستعملان على تعزيز الإطار القانوني لتعاونهما مع الحرص على تذليل العقبات بغية بعث حركية الاستثمار والتجارة والمبادلات الاقتصادية بين البلدين”. وعلى الصعيد الاقليمي، أشار إلى ”تطرقه مطولا” مع الرئيس بوتفليقة إلى الوضع الإقليمي والأزمات في إفريقيا لا سيما الوضع السائد في مالي. في هذا الصدد، أوضح الرئيس السنغالي أن الرئيس بوتفليقة ”يعرف مالي تحديدا حق معرفة وتحليله الدقيق للوضع ساهم في كل الأحوال في إعطاء بعد آخر للقراءة التي يجب تقديمها بخصوص هذا النزاع و كذلك الأمر بالنسبة لليبيا”. واغتنم السيد سال الفرصة من أجل الإشادة بالرئيس بوتفليقة الذي وصفه ”بإحدى أبرز الشخصيات الإفريقية معروف بنضاله إبان ثورة التحرير ولكونه أساسا من ضمن أهم القادة الأفارقة في العالم الثالث”. وذكر الرئيس السنغالي أن ”الرئيس بوتفليقة الذي طالما ناضل من أجل القومية الإفريقية يعتبر من بين مؤسسي النيباد”. وفي ثاني يوم من زيارته للجزائر، أقام رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، مساء أمس، بإقامة جنان الميثاق مأدبة عشاء على شرف الرئيس السنغالي، حضرها مسؤولون سامون في الدولة، وأعضاء من الحكومة إلى جانب ممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وقبل ذلك استقبل رئيس جمهورية السنغال ماكي سال، رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، الذي أدى له زيارة مجاملة. كما استقبل للوزير الأول عبد المالك سلال، الذي أدى له زيارة مجاملة بإقامة الدولة بزرالدة، وذلك بحضور وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة، والوزير المنتدب المكلف بالعلاقات المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل. وبالمناسبة أقام الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، مأدبة غداء على شرف رئيس جمهورية السنغال ماكي سال. من جانب آخر تحادث وزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، مع وزير الداخلية والأمن العمومي السنغالي عبدو لاي اوودا ديالو، وذلك على هامش زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس السنغالي للجزائر، والتي تدوم أربعة أيام. وكان الرئيس السنغالي قد شرع يوم الاثنين، في زيارة دولة للجزائر تلبية لدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وترأس في أول يوم من الزيارة منتدى لرجال أعمال البلدين، كان فرصة بالنسبة له لتأكيد الارادة في تعزيز العلاقات الثنائية مع الجزائر، لاسيما في المجال الاقتصادي. وأكد الرئيس السنغالي أن الجزائر من خلال هياكلها الحكومية وقطاعها الخاص لها مكانها في الورشات المفتوحة ببلده في إطار المشاريع التنموية، الاجتماعية والاقتصادية المدرجة في مخطط السنغال الناشئ. كما أعرب عن إرادته في إعطاء دفع جديد للتعاون الجزائريالسنغالي الذي لا ينبغي ”أن يقتصر على العلاقات السياسية الرسمية وإنما يجب أن يتوسع أكثر إلى الشراكة الاقتصادية والاستثمارات العمومية والخاصة والمبادلات التجارية، كما قال. وشدد الرئيس السنغالي، من جانب آخر على أن زيارته إلى الجزائر كانت فرصة للإشادة والتنويه بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، المشهود له بمشاركته في ثورة نوفمبر المجيدة ونضاله من أجل القضايا الإفريقية وفي العالم الثالث.