أمس الجمعة، كان يوما مباركا خرج فيه الجزائريون لنصرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقبلهم أجمع أئمة المساجد على أن الإساءة إلى رسولنا الكريم أشنع جريمة وأعظم من القتل. والحقيقة أن معاودة مجلة ”شارلي إيبدو” استفزاز المسلمين، هي جريمة شنعاء يجب أن يكون المسلمون في مستوى الرد عليها، ليس بالفوضى والعنف اللذين يشوهان صورة الإسلام والمسلمين، بل بالاقتداء بأشرف وأطهر وأزكى رجل وهو رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم. ومن المؤكد أن الحمقى الذين يسيئون إلى رسولنا محمد (ص) لن يتوقفوا عن الاستفزاز، فهم همج لا دين ولا ملّة لهم، وأحسن رد عليهم هو تجاهلهم وعدم إعارتهم أي اهتمام حتى لا يظنوا أنهم بدأوا يؤثرون في المسلمين يخرجونهم للشوارع في مسيرات متى أرادوا. فالمسلمون، مطالبون قبل أن يخرجوا لنصرة محمد (ص) أن يغيّر ما بأنفسهم، وأن يقتدوا بسيّد الخلق في آدابه وأخلاقه وتسامحه. وعندما نرفع شعارات ”كلنا محمد” يجب علينا أن نعي معنى هذه الشعارات ومغزاها، يجب أن يكون محمد قدوتنا بالفعل والعمل وليس بالصراخ في المناسبات، ثم ننسى محمد باقي أيام السنّة. المسلم يجب أن يكون صالحا لمجتمعه لا يرضى عن أية إساءة لدينه ولرسوله، لكن لا ينفعل انفعال الجاهلية ولا ينزلق إلى متاهات لا تخدم الإسلام بقدر ما تسيء إليه. ناهيك عن تكريس صورة مشوهة عن المسلمين رسمها متطرفون أساءوا للتعاليم السمحة لديننا الحنيف وأعطوا الفرصة للحمقى والهمج والغوغاء ممن يجهلون الإسلام الحقيقي، للإساءة للإسلام والمسلمين. غير أن ذلك، لا يمنع من الذهاب بعيدا وبدون كلل من أجل المطالبة بقانون دولي يمنع الإساءة إلى الدين الاسلامي احتراما لمشاعر أكثر من مليار مسلم في العالم، وذلك لن يتأتى إلا إذا تحرك الجميع، زعماء العالم الإسلامي الجامعة العربية وكذا منظمة المؤتمر الإسلامي لفرض احترام الإسلام والمسلمين، حتى تلتزم ”شارلي إيبدو” حدودها ويعي الغرب بأن الكيل بمكيالين في التعامل مع احترام الأديان مرفوض جملة وتفصيلا، وأن حرية التعبير التي يتبجّحون بها لها خطوط حمراء لا يجب تجاوزها عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين.