تجرأت، أمس، المجلة الفرنسية الساخرة "شارلي إيبدو" في خطوة وقحة، على إعادة استفزاز مشاعر المسلمين، وأصرت على مواصلة نفاقها وانتهاكها لحرمة الأديان تحت غطاء »حرية التعبير«، بإصدارها عددا جديدا ضمنته صورا مسيئة لخاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام، ضاربة عرض الحائط تحذيرات مسؤولين ومنظمات دينية بأن نشر ما يسئ للدين الإسلامي سيؤجج مشاعر الكراهية والعداء بفرنسا، ولقد أثارت هذه الخطوة موجة غضب واسعة في أوساط المسلمين الذين دعوا إلى الخروج هذا الجمعة تنديدا بما أسموه »الإرهاب الإيديولوجي الذي تمارسه المجلة ضد الإسلام«. أكدت »شارلي إيبدو«، أمس، أنها مجلة معادية للإسلام بالدرجة الأولى، فعلى الرغم من التضامن الذي أبداه المسلمون مع طاقم تحريرها الذي قضى في الاعتداء الأخير، غير أن عودتها أمس وإصرارها على نشر صور مسيئة للرسول الكريم، ترجم مدى العداء الذي تكنه الأسبوعية لهذا الدين الحنيف، وإلاّ بماذا نفسر حرصها على إظهار صورة رجل ملتح -زعمت أنه نبي الله- حاملا شعار »أنا شارلي«؟ وكيف نبرر استفزاز صاحب الرسم المفضوح لمشاعر المسلمين، حين أكد أنه لا يشعر بأي قلق حيال ذلك الرسم، وترهات محامي الأسبوعية الذي قال بكل وقاحة »إن للمجلة الحق في الإساءة للأديان«؟ ولقد أثار عودة المجلة للصدور بذلك الغلاف والمضمون المستفز، موجة غضب واسعة عند رجال الدين والمسلمين في جميع أنحاء العالم، ففي الوقت الذي دعت فيه أكبر منظمتين إسلاميتين بفرنسا وهما »المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية« و»اتحاد المنظمات الإسلامية« إلى ضرورة التحلي بالهدوء وعدم التأثر بتلك الاستفزازات، سارعت أبرز الهيئات الدينية إلى التنديد بالحادثة، التي اعتبرتها تجاهلا للتحذيرات التي أطلقتها مؤسسات وشخصيات دينية في كل من مصر، لبنان، المغرب، العراق وفلسطين والكويت والأردن والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بأن نشر ما يسيء للدين الإسلامي ولشخص النبي عليه الصلاة والسلام سيؤجج مشاعر الكراهية في فرنسا. من جهتهم، دعا مواطنون وشخصيات إسلامية إلى الخروج بعد صلاة الجمعة تنديدا بصدور العدد الجديد من مجلة »شارلي إيبدو« وإصرارها على الإساءة للدين الإسلامي، فبالإضافة إلى الدعوة التي أطلقها عبد الفتاح حمداش زراوي، رئيس حزب »جبهة الصحوة الحرة« -قيد التأسيس« على صفحته بالفيسبوك، والتي دعا من خلالها إلى انتفاضة لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم غدا الجمعة انطلاقا من مسجد المؤمنين ببلوزداد وصولا إلى البرلمان، لمطالبة الدولة والأنظمة العربية بالتحرك العاجل لنصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والدين الإسلامي وكرامة الأمة الإسلامية، دعت شخصيات ومواطنون في كل من عمانالأردن والفلبين وعديد الدول المسلمين إلى التنديد باستفزازات »شارلي إيبدو«.