سيستخلص الفريق الوطني الكثير من الدروس من مقابلته الأولى، التي خاضها في كأس أمم إفريقيا بغينيا الاستوائية يوم الاثنين الماضي، ضد جنوب إفريقيا والتي انتهت بثلاثة أهداف مقابل واحد لصالح الخضر. فقد كان ظهور رفقاء براهيمي محتشما في هذه الخرجة الأولى، حيث لم يلعبوا سوى عشر دقائق في بداية المقابلة و20 دقيقة في نهايتها، سجل خلالها الفريق الوطني ثلاثة أهداف، بعثت الأمل من جديد لتحقيق مشوار جيد في البطولة الإفريقية. لم يتعرف الجمهور الجزائري على فريقه في المباراة الماضية ضد جنوب إفريقيا، حيث ورغم الفوز المحقق، إلا أن سليماني وزملائه لم يسلموا من انتقادات المشجعين الجزائريين، الذين يرون بأن الروح كانت غائبة على أداء الخضر، في جميع أطوار اللقاء، معلقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بأن لولا الحظ الذي كان إلى جانب فريقهم، لانتهى اللقاء بهزيمة ثقيلة وكارثة حقيقية، وقد لعبت عدة عوامل في صالح الفريق الوطني، لإحرازه على الفوز بالمقابلة الأولى، والتي تجتمع أساسا في الحظ بالدرجة الأولى، الذي لعب دورا هاما في تحويل كفة المباراة للخضر، وهذا ما ظهر في الفرص العديدة والسهلة التي أهدرها فريق جنوب إفريقيا، سواء بالتصدي الممتاز للحارس مبولحي أو لخروجها عن الإطار أو لإهدارها، كما حدث في ضربة الجزاء في الدقيقة 65. وقد اعترف المدرب المساعد، نبيل نغيز بهذا الأمر وأكد بأن الحظ وقف إلى جانب لاعبيه.ولعب الانهيار البدني، الذي عانى منه لاعبو جنوب إفريقيا، بعد تضييعهم لضربة الجزاء، دوره أيضا في خروج الخضر من قوقعتهم وانتفاضتهم في العشرين دقيقة الأخيرة من المباراة، فهدف التعادل للفريق الوطني كلف ”البافنا بافنا” غاليا، حيث تحولوا في ربع الساعة الأخير إلى أشباح فوق الملعب، لم يقووا على إتمام المباراة بالأداء نفسه الذي أظهروه في الشوط الأول وبداية المرحلة الثانية. ورغم أن الحارس الجزائري وهاب رايس مبولحي يعاني نقصا فادحا في لياقته البدنية، قياسا بزملائه، بسبب غيابه عن المنافسة مع فريقه فيلاديلفيا الأمريكي لنحو شهرين، إلا أن ذلك لم يمنعه من تقديم مباراة قوية بأدائه اللافت وتصدياته الرائعة، التي أثبت بها أنه الأفضل في الجزائر وإفريقيا. ولا يمكن نكران لمسة المدرب كريستيان غوركوف في هذه المباراة، حيث نجح في التغييرات التي أحدثها، والتي كانت أحد الأسباب التي ساهمت في قلب الطاولة على الجنوب إفريقيين، بدخول المهاجم بلفوضيل، ووسط الميدان تايدر، مما أعطى انتعاشا كبيرا للخطين الوسط والهجوم. وجاءت الأوقات الصعبة التي عاشها الخضر في هذه المقابلة، لتكشف عن تمتع الجيل الحالي للمنتخب الوطني بالشخصية القوية والذهنية العالية، فرغم تأخرهم في النتيجة ومنح الحكم ضربة جزاء للخصم، التي كانت منعرج اللقاء، وتأثرهم بدنيا بالظروف المناخية، إلا أنهم أبقوا أعصابهم هادئة ولعبوا ببرودة تامة، غير مكترثين بما يحدث أمامهم، إلى أن تمكنوا من قلب الطاولة في أقل من نصف ساعة. وتبقى الأخطاء المرتكبة في الدفاع ووسط الميدان، الحلقة الضعيفة في الفريق الوطني، الذي على غوركوف أن يجد الحلول السريعة لها، تحسبا لمباراة غانا يوم الجمعة المقبل، والتي ستكون أكثر صعوبة من لقاء جنوب إفريقيا، كون الغينيين انهزموا في مباراتهم الأولى ضد السينغال، وبالتالي ستعمل النجوم السمراء، كل ما بوسعها من أجل الفوز لا غير، وحصد الثلاث نقاط الأولى في هذه النهائيات الإفريقية. ورغم انهزامهم الأخير ضد السينغال في الوقت البدل الضائع إلا أن ذلك، لن يمنعهم من تفجير طاقاتهم في لقائهم الثاني، وهذا ما يستدعي على الفريق الوطني تعديل أموره قبل هذه المباراة، لاسيما في خطي الدفاع والوسط، فالمنتخب الغاني تتمتع عناصره الشابة بسرعة كبيرة، ومن شأنها أن تخلق مشاكل كثيرة للمنتخب الوطني.وأكد لاعبو ”الخضر” من خلال تصريحاتهم عقب مباراة جنوب إفريقيا، بأنهم سيظهرون بوجه أحسن من اللقاء الأول، عازمون على ضرورة ضمان التأهل أمام منتخب غانا، معترفين بالأخطاء التي ارتكبوها، والتي سيصححونها خلال الحصص التدريبية التي سيجرونها قبل موعد غانا، المباراة الثانية للجزائر في كأس أمم إفريقيا 2015.