كشفت الدكتورة نصيرة تيماجر أن أكثر من 70% من الوافدين إلى مركز حقن الدم للتبرع ليسوا مؤهلين للتبرع بدمهم بسبب السهر المفرط، واعتبرت الدكتورة أن السهر من العوامل المحفزة للإصابة بالسرطان، محذرة الجميع وخاصة الشباب من التعرض الشديد للإضاءة الليلية، خاصة مع تغير الحياة اليومية العصرية والاستعمال المفرط لوسائل التكنولوجيا ومشاهدة التلفاز لساعات متأخرة ليلا، مما يؤثر سلبا بشكل كبير على الصحة. وقالت الدكتورة، وهي طبيبة عامة رئيسية ومسؤولة مركز حقن بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لدلس بولاية بومرداس، إنه ثبت علميا أن الإضاءة الاصطناعية، السهر المتواصل مع جهاز الكمبيوتر، مشاهدة التلفاز أواستعمال الانترنت لوقت متأخرمن الليل، من شأنها تحفيز الإصابة بالسرطان، مشيرة في حديثها ل"المساء" إلى أن الإضاءة العالية أثناء الليل عامل من عوامل الإصابة بالسرطان، معتبرة السهر المتأخر يخل بنظام الساعة البيولوجية «نحن لا ندرك أن في تعاقب الليل والنهار فائدة كبيرة على جسم الإنسان، إذ أن التكنولوجيا الحديثة غيرت الكثير من نظام حياتنا اليومية، ومنه السهر قبالة التلفاز أو شاشة الكمبيوتر أوالمحمول وفي ذلك الخطر الكبير، فنحن نحتاج للظلام بقدر حاجتنا للشمس»، تشرح الدكتورة. وتشير المختصة إلى نصائح الرسول الكريم بالنوم بعد صلاة العشاء بعد إطفاء الأنوار، إذ يأمرنا صلى الله عليه وسلم بإطفاء المصابيح بالليل، وبعد سنوات عديدة من البحث العلمي حول تأثير الضوء على الإنسان والبيئة، قال العلم إن إطفاء المصابيح إعجاز نبوي يقي الإنسان وبيئته من التلوث الضوئي الذي ينشأ عنه الإصابة بأنواع من السرطانات، إذ يقول عليه الصلاة والسلام (أَطْفِئُوا الْمَصَابِيحَ بِاللَيْلِ إِذَا رَقَدْتُمْ وَغَلقُوا الأبْوَابَ وَأَوْكُوا الأسْقِيَةَ وَخَمِّرُوا الطَعَامَ وَالشَرَابَ قَالَ هَمَامٌ وَأَحْسِبُهُ قَالَ وَلَوْ بِعُودٍ يَعْرُضُهُ) رواه البخاري. في هذا السياق، تشير الدكتورة تيماجر في حديثها إلى دراسة طبية أمريكية نشرت مؤخرا إلى أن الإضاءة الليلية الصناعية تقضي على نسبة كبيرة من هرمون «الميلاتونين» الذي يفرزه الجسم ليلاً من خلال «الغدة الصنوبرية» التي تقع وسط المخ. ويسبب نقص هذا الهرمون بالجسم ضعف جهاز المناعة وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، حيث ينصح بالنوم في إضاءة خافتة والبعد عن الإضاءة العالية، مُبينة أن تعرض الإنسان إلى الضوء يُقصر عمر الميلاتونين بنسبة تصل إلى 50% في حالة عدم إطفاء الأضواء خلال ساعات النوم. وخلصت الدراسة لأهمية النوم في الظلام لأنه يؤثر في حصول الشخص على النوم العميق، ويمنع القلق إلى جانب تحسين جهاز المناعة خاصة في فترة الليل. كما تشير الدكتورة إلى أن دراسة أخرى وجدت ترابطا بين ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى الممرضات العاملات في المناوبة الليلية وتعرضهن للسهر الطويل، لأن الإضاءة الليلية تقمع إفراز هرمون الميلاتونين وتضعف مناعة الجسم، وتحدث خللا في الساعة البيولوجية، كما أن الرجال الذين يتعرضون لإضاءة عالية ليلا تصل نسبة إصابتهم بسرطان البروستاتا ل80%. من جهة أخرى، كشفت الدكتورة تيماجر أن أكثر من 70% من الشباب المتقدم لمركز حقن الدم بمستشفى دلس غير مؤهلين صحيا لهذه العملية التضامنية، والسبب تعرضهم المفرط للسهر وبالتالي عدم قدرتهم على التبرع، موضحة بقولها: «هؤلاء إما أفرطوا في السمر أو السهر لمشاهدة البرامج التلفزيونية ما يعني عدم خلودهم للنوم ل 6ساعات وبالتالي نمتنع كأطباء من حقنهم خوفا على صحتهم». كذلك تشير الدكتورة إلى تصرفات أخرى خاطئة من شأنها تحفيز الإصابة بالسرطان، ومنها الاستعمال المتواصل للقارورات البلاستيكية وتشرح بقولها: «معظم قارورات المياه المعدنية يعاد استعمالها في تخزين المياه في البيوت، وهذا السلوك خاطئ لأن هذه القارورات لا بد أن يتم رميها فور نفاد الماء منها لأنه يدخل في صناعتها مواد كيميائية معقدة وبتعرضها لأشعة الشمس تتحلل وتفرز مواد مضرة بالصحة، «لذلك من وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام أن أحسن ما يحفظ فيه الماء هو الأواني الفخارية، ثم ثبت علميا أن الماء بوضعه ل20دقيقة في آنية فخارية يصبح حيا، أي أغنى من حيث خصائصه الحيوية عكس وضعه في قارورات البلاستيك». من جانب آخر، تعد الأغذية المُعلبة من محفزات الإصابة بالسرطان أيضا، وكذلك الأغذية المجمدة والاستعمال المفرط للمسُخن الكهربائي (ميكروويف)، ودعت الدكتورة إلى رفع الوعي المجتمعي بهذه الأمور من أجل إبعاد خطر الإصابة بالسرطان.