الأضواء في المنزل وحتى في مكتبك تؤثر على حالتك النفسية وأيضا تؤثر على صحتك.. وطبقاً لبحث جديد منشور في جريدة (Clinical Endocrinology & Metabolism)، فإن التعرض لنوع معين من الأضواء الكهربائية قبل النوم وفي فترات المساء يعرضك لخطر الإصابة بالنوع الثاني من السكر وارتفاع ضغط الدم والإصابة بالسرطان. كيف يكون الضوء مهم لصحتنا وكيف نستفيد منه.. ؟ يحتاج جسدنا لكميات وفيرة من الضوء وبكثافات معينة في أوقات معينة لتكون بمثابة إشارة للساعة البيولوجية لجسدنا. فالضوء الساطع في النهار يعطي إشارة لأجسادنا للاستيقاظ ويمدها بالطاقة طوال اليوم بينما الأضواء الخافتة تعطي إشارة للجسد بالاسترخاء والنوم. وتقول الدكتورة فيكتوريا ريفل إن الضوء عامل مهم جداً لصحتنا البدنية والنفسية، وتؤكد على أن التعرض لكميات كافية من الضوء في الأوقات الصحيحة يؤثر بالإيجاب على الحالة المزاجية ودرجة التركيز والانتباه والإنتاجية خلال اليوم ويؤثر أيضا على النوم والعديد من النواحي النفسية الأخرى. ما هي الكميات التي نحتاجها من الضوء..؟ تعتمد الكميات التي نحتاجها من الضوء على حسب الوقت والمهام التي نريد تنفيذها، ففي فترات النهار نحتاج لكميات عالية من الضوء لتبقينا في حالة انتباه وخاصة في المدارس أو أماكن العمل، بينما في فترات المساء نحتاج للشعور بالراحة والاسترخاء فنحتاج لكميات ضئيلة من الضوء. وللتأكد من أن جسمك يحصل على الكميات الملائمة من الضوء حاول أن تظل في الخارج لمدة ساعة أو أكثر، كما تنصح الباحثة سوبافلوفيتش أيضاً بممارسة المشي في الخارج والتعرض لضوء النهار حتى لو كان في فصل الشتاء مفيدا جداً لصحتك وذلك لأن ضوء النهار الطبيعي يكون مفيدا أكثر من الأضواء الكهربائية لأنها تكون أقوى وأسطع، مع ذلك ففي فترات الليل يجب الإبقاء على الأضواء خافتة وعدم مشاهدة التلفاز لمدة ساعة قبل الخلود للنوم مما يعطيك شعورا أكثر بالاسترخاء والراحة، فتقليل الإضاءة يكون بمثابة إشارة للجسم للاستعداد للنوم وإذا ظللت في إضاءة شديدة قبل النوم فإنك تعطي جسمك إشارة أنه سيظل مستيقظاً في حالة انتباه. وتكمن مشكلة استخدام الضوء الصناعي في فترات المساء أنه يقلل من مستوى هرمون الميلاتونين والذي تفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ في فترات مابين الساعة 8-9 صباحاً متوقفاً على نمط النوم الاعتيادي لك، وهذا الهرمون مهم جداً لأنه يؤثر على الساعة البيولوجية لأجسامنا، وعند مقاطعة التوقيت أو كثافة هرمون الميلاتونين فتتأثر بعض الوظائف النفسية والجسدية مثل: 1- القدرة على النوم بشكل جيد. 2- التفكير بنقاء. 3- انتظام الهرمونات. 4- انتظام ضغط الدم ومستوى السكر. فالنوم القليل لفترات طويلة يؤثر سلباً ويزيد من خطر الإصابة بالسكري أو الاكتئاب.