عرف الإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، من أجل تحقيق مطالب اجتماعية ومهنية، استجابة جزئية حسب ماتمت ملاحظته في الميدان بكافة مناطق الوطن، حيث قرر بعض الأساتذة والمعلمين التوقف عن الدراسة، فيما فضّل آخرون الالتحاق بأقسامهم بصفة عادية. ففي العاصمة تميز الاضراب الذي تقرر لمدة يوم واحد متجدد، بتسجيل استجابة ضعيفة، حيث جرت الدروس بشكل عادي في أغلب المؤسسات التربوية، حيث تمت مقاطعة الاضراب نهائيا في بعض المدارس، فيما تباين الأمر في مدارس أخرى، حيث حال الاضراب دون ضمان كل الدروس، لاسيما في الصبيحة، وهو الحال بحي باب الوادي على سبيل المثال. نفس الأجواء شهدتها ولايات الوسط، حيث شهد الإضراب استجابة متباينة من طرف الأساتذة وتذبذب في تقديم الدروس، ما أثار استياء التلاميذ لاسيما المنتمين إلى الأقسام النهائية. فبولاية البليدة مثلا استجاب عدد من أساتذة التعليم الثانوي والتقني لنداء الإضراب في حين لم تسجل أية حركة احتجاجية في المؤسسات التعليمية التابعة للطورين الابتدائي والمتوسط. وسجلت مديرية التربية بالجلفة نسبة استجابة ضئيلة للإضراب قدرت ب3 بالمائة، فيما توقع المنسق الولائي لنقابة " الكناباست" السيد بورنان محمد، بلوغ نسبة استجابة أساتذة الطور الثانوي بالولاية 87 بالمائة. وبالبويرة استجاب لنداء الإضراب حسب مدير التربية عبد العالي لحبيب، ما نسبته 14 بالمائة في الوقت الذي أكد فيه المكلف بالاتصال بالكناباست جمال بن يوسف، أن الاستجابة فاقت ال26 المائة منها 57 بالمائة في الطور الثانوي. نفس التضارب في الأرقام عرفته ولايات غرب الوطن التي لوحظ فيها استجابة "محتشمة" للإضراب في ظل غياب معطيات من المصادر النقابية المعنية في عدد من ولايات هذه الجهة. ففي وهران كشفت المديرية الولائية للتربية عن نسبة جد ضئيلة قدرت بنحو 01ر1 بالمائة. أما بعين تموشنت فقد سجلت نسبة أكبر قدرتها مديرية التربية بنحو 75ر12 بالمائة، في حين أعلنت "كناباست" عن نسبة استجابة إجمالية تفوق 80 بالمائة. نفس التفاوت سجل بولايات الشرق. فبولاية قسنطينة لقي إضراب "اليوم الواحد القابل للتجديد" استجابة "ضعيفة نوعا ما" في الفترة الصباحية بثانويات وسط المدينة، حيث تم تقديم الدروس في قسم واحد من ضمن اثنين. فيما بلغت النسبة الإجمالية لإضراب الأساتذة بولاية سكيكدة، في الأطوار التعليمية الثلاثة 4,85 بالمائة حسب مديرية التربية بالولاية التي أشارت إلى أنه لم يسجل أي إضراب بأي مؤسسة ابتدائية في حين دخلت 12 متوسطة و44 ثانوية في إضراب. وتحدث المكتب الولائي للمجلس الوطني المستقل لمستخدمي قطاع التعليم في الأطوار الثلاثة عن نسبة استجابة ب65 بالمائة على مستوى ثانويات الولاية، في حين قدرت ذات النسبة بالمتوسطات و المدارس الابتدائية ب20 و5 بالمائة على التوالي. ولم تشذ ولايات الجنوب عن القاعدة، إذ تفاوتت الأرقام بخصوص إضراب أمس في كل الأطوار التعليمية. ففي ولاية ورقلة تم تسجيل نسبة استجابة قدرت ب16.14 في المائة في الفترة الصباحية بمؤسسات التعليم الثانوي حسب أرقام مديرية التربية. وبولاية النعامة فقد سجل تباين من مؤسسة تربوية إلى أخرى ومن طور تعليمي إلى آخر. وفي حين أفادت مديرية التربية بأن نسبة الاستجابة بلغت 4.34 بالمائة، فإن ممثل النقابة أعلن أن أعلى نسبة إضراب سجلت في الطور الثانوي على مستوى 15 ثانوية بولاية النعامة بنسبة استجابة فاقت 78 بالمائة. وفي تصريح للصحافة عشية شن هذا الاضراب أكد المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي و التقني على الابقاء على ندائه للاضراب المتجدد كل يوم اثنين، مخالفا بذلك المسار الذي انتهجته تنسيقية نقابات التربية التي فضلت توسيع الحوار مع الوزارة من أجل تسوية الملفات العالقة. وحسب مصادر نقابية من المقرر أن تلتقي وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، بالنقابات غدا الأربعاء لبحث بعض الملفات العالقة.