تعيش أغلب المجالس الشعبية البلدية في عنابة حالة من الانسداد والفوضى، انعكست سلبا على وضعية التنمية الجوارية بالمنطقة، مع تسجيل تأخّر كبير في مختلف البرامج الاستثمارية الكبرى، خاصة تلك المتعلقة بملف السكن والشغل والأشغال العمومية. وطرحت هذه النقائص على طاولة والي عنابة بالنيابة، السيد لمين مصطفاوي الذي أعطى تعليمة لكل رؤساء المجالس البلدية بهدف تقديم تقارير مفصلة عن المشاريع المتوقفة والمجمدة التي لا تزال قيد الإنجاز، على خلفية الشكاوى التي رفعها المواطنون إلى خلية الإصغاء التي تعتبر همزة وصل بين المواطن والإدارة، كونها آلية من شأنها أن تمتص غضب طالبي السكن، مع ضمان الهدوء الداخلي لهذه الولاية التي تحولت إلى بؤرة لا تعرف الاستقرار. وطالب المنتخبون المحليون وممثلو الحركات الجمعوية في عنابة، بضرورة تغيير نمط التسيير الداخلي للمجالس البلدية، خاصة تلك التي تعرف بعض الانسداد بسبب الانتماءات الحزبية، وهو ما وقف عليه الوالي بالنيابة، حيث انتقد بشدة السياسة المنتهجة من طرف بعض رؤساء البلديات في تنفيذ المشاريع المعطلة التي تعود إلى سنة 2000. وتطرق رئيس المجلس الشعبي الولائي، السيد العيد حاجي، في هذا السياق، إلى ملف البيئة الذي وصفه بالمتردي، خاصة في البلديات الكبرى، على غرار عنابة وسط والبوني والحجار وسيدي عمار، مؤكدا أنه سيتم تدارس الوضع برصد غلاف مالي معتبر لاقتناء نحو 8 آلاف حاوية حديدية ستوزع على المناطق المتضررة من النفايات المنزلية. وأوضح المسؤول أن عنابة وسط سجلت مؤخرا عجزا في عملية رفع القمامات المنزلية والحضرية، حيث يتم رفع نحو 500 طن يوميا من إجمالي القمامة، فيما يقدر عدد الشاحنات ب 13 شاحنة كباسة، طاقة استيعابها ضعيفة مقارنة بالنفايات المنزلية. من جهتها، أحصت مصالح مؤسسة الردم التقني للنفايات بعنابة إتلاف 600 حاوية ورميها من طرف المواطنين، الأمر الذي زاد من تردي الوضع البيئي، في الوقت الذي يعمل نحو 300 عامل نظافة في هذا القطاع. كما رصدت بلدية البوني التي تعتبر الثانية من حيث النمو الديمغرافي، مبلغ 13 مليار سنتيم لشراء 13 شاحنة بهدف تجميع القمامة، حسبما كشف عنه رئيس المجلس الشعبي البلدي، السيد عبد العزيز لطرش الذي أشار إلى التفاوض مع المقاولين لإطلاق مشروع تطهير الأقبية من المياه الملوثة في منتصف شهر مارس القادم. ومن بين الملفات الأخرى التي طفت إلى السطح؛ مشكل تدهور الطرق التي استهلكت الملايير وبقيت ورشات مفتوحة بعد عزوف المقاولات عن إنهاء أشغال نحو 160 مشروع يخص تهيئة الطرق وتبليط الأرصفة الموزعة على 8 بلديات، لا تزال الأشغال بها متوقفة، خاصة في ظل اهتمام رؤساء البلديات بالصراعات الداخلية مع المنتخبين وبقاء منصب الوالي شاغرا. وفي هذا السياق، طالبت الحركات الجمعوية بضرورة مناقشة الوضع الصعب الذي تمر به المجالس البلدية التي تعيش على وقع الانسداد بغية تفادي تضرر المواطن من هذه التجاوزات، مع التأكيد على نزول "الأميار" إلى الشارع لفتح حوار مع طالبي السكن والشغل، ووضع حد للانتفاضات الشعبية في المنطقة. وعلى صعيد آخر، تحصي المصالح الولائية بعنابة إطلاق نحو 12 عملية جديدة خلال سنة 2014، تخص الري والاستثمار الفلاحي والسكن، وهي البرامج التي ساعدت على تحسين مؤشر النمو في بعض البلديات، منها برحال، عين الباردة والتريعات، خاصة أنه تم مؤخرا ربط نحو 1500 عائلة في هذه البلديات بشبكة الغاز الطبيعي والكهرباء، لتعزيز استقرار سكانها في أراضيهم، مع تخفيف الضغط على عنابة وسط والبوني. وفيما يتعلق بالسكنات، حققت بلدية عنابة قفزة نوعية في إنجازها من مختلف الصيغ، منها الاجتماعي والترقوي، حيث استفادت منطقة البوني من 12 ألف مسكن اجتماعي، استفاد منها سكان البناءات الفوضوية ببوخضرة وسيدي سالم والعلاليق، كما تعززت عين الباردة ببرنامج للسكن الريفي، وزع على 6 قرى معزولة. وعرفت بلدية التريعات خلال السنة الماضية، تطورا ملحوظا في المشاريع القطاعية، منها الإفراج عن إنجاز الطرق المحورية وربط 12 عائلة بالغاز الطبيعي، مع بناء مجمعات مدرسية.