أكدت الجزائروجنوب إفريقيا على ضرورة الارتقاء بالتعاون الاقتصادي إلى مستوى العلاقات السياسية الجيدة بين البلدين، في حين أبدتا عدم رضاهما لمستوى المبادلات التجارية التي لا تتعدى 2 مليون دولار والتي لا تعكس الإمكانيات الحقيقية التي يتوفر عليها البلدان. كما تم الإعلان عن تنظيم ورشة عمل حول ترقية الاستثمار بين البلدين قريبا بجنوب إفريقيا، في سياق إعطاء دفع جديد للتعاون الثنائي. جاء ذلك خلال المنتدى الاقتصادي الذي جمع أمس، رجال أعمال البلدين بفندق شيراتون، حيث استبشر وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، بالآفاق الواعدة التي تحملها زيارة رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، والتي من شأنها أن تفضي إلى التوقيع على اتفاقات شراكة هامة. ودعا بوشوارب، الذي ترأس افتتاح المنتدى رفقة مساعد وزير التجارة والصناعة الجنوب الإفريقي مزاونديل ماسينا، متعاملي البلدين إلى اغتنام فرصة اللقاءات الثنائية من أجل بلورة رؤية استراتيجية كفيلة بترقية شراكة متينة وذلك بتبادل المعلومات والخبرات. وفي هذا الصدد تطرق الوزير إلى القطاعات التي من شأنها أن تعطي دفعا للتعاون الثنائي لاسيما المناجم، النسيج، الصناعة الصيدلانية ، الطاقة والبناء، مؤكدا أن الورشات المنظمة في إطار المنتدى من شأنها أن ترسي تصورات جديدة وذلك بالاستفادة من التجارب والخبرات المتبادلة، معلنا في هذا الصدد عن تنظيم ورشة عمل حول ترقية الاستثمار بين البلدين قبل نهاية الصائفة القادمة. كما أعرب السيد بوشوارب، عن ارتياحه لإنشاء لجنة جزائرية جنوب إفريقية لتشجيع الاستثمارات في كلا البلدين. مضيفا أنه سيتم مستقبلا تعزيز التعاون الجزائريالجنوب إفريقي في قطاع المناجم، موضحا في هذا الصدد أنه "تم تحديد المواقع المنجمية والمصالح المشتركة وإعداد الخرائط". وقال وزير الصناعة إنه من مصلحة البلدين توفير ظروف تعزيز الثقة بين المتعاملين الاقتصاديين من خلال اغتنام فرصة الاتصالات الجارية في إطار المنتدى، وذلك من أجل رسم معالم جديدة للتعاون الثنائي، كما هو الشأن لمشاريع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. كما تحدث بوشوارب، عن مسألة الاندماج الإفريقي التي يرافع من أجلها البلدان في المحافل الدولية، مشيرا في هذا الصدد إلى احتضان الجزائر لمنتدى جزائري –إفريقي شهر نوفمبر القادم، والذي يشكل فرصة للمؤسسات الإفريقية من أجل تشخيص العراقيل التي تحول دون تحقيق أهدافها. أما مساعد وزير التجارة والصناعة الجنوب الإفريقي، فقد أعرب بدوره عن تفاؤله لأن تضفي زيارة الرئيس زوما للجزائر بعدا جديدا للشراكة الثنائية في ظل الإمكانيات الكبيرة التي يتوفر عليها البلدان، معلنا عن إرادة بلاده للاستفادة من مساهمات الجزائر في قطاعات كالكهرباء، من خلال إنشاء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء بالنظر إلى الأعطال المتكررة التي تعرفها بلاده في هذا المجال. وقد أكد بوشوارب، عقب كلمة المسؤول الجنوب الإفريقي استجابة الجزائر لهذا الطلب، كاشفا في هذا السياق أيضا عن مشاريع أخرى قيد الدراسة، كما هو الشأن لإقامة خط جوي مباشر يربط بين الجزائروجنوب إفريقيا، وإنجاز مصنع للإسمنت في الجزائر في إطار الشراكة مع جنوب إفريقيا. وأشاد مزاونديل ماسينا، بنوعية العلاقات التي تجمع البلدين، مؤكدا أن الجزائر تعد جزءا من إفريقيا، كما أنها تشاطر رؤية بلاده بخصوص تعزيز الاندماج الإفريقي من خلال الاعتماد على الذات واستغلال الثروات التي تزخر بها القارة وتطوير المبادلات التجارية. كما أشار المسؤول الجنوب الإفريقي إلى أهمية إشراك القطاع الخاص الذي يعد مكملا للقطاع العام في ترقية الشراكة الاقتصادية وخلق مناصب الشغل، مؤكدا التزام البلدين بتعزيز الروابط الاقتصادية، في حين دعا رجال أعمال البلدين لتدعيم الفرص المتوفرة على ضوء الاتفاقات المبرمة. وأسهب ضيف الجزائر في الحديث عن ترقية الشراكة الإفريقية الإفريقية بالدعوة إلى استغلال الآليات السياسية والاقتصادية وخلق مناخ محفّز للمتعاملين الاقتصاديين.