تنتظر بلدية الحمّامات استجابة الجهات المعنية لطلبها، المتمثل في توسيع المقبرة الوحيدة التي تتوفر عليها، والتي لم تعد تستوعب مزيدا من الموتى، الذين أصبح أهاليهم يجدون صعوبة كبيرة في دفنهم، حيث وجّهت السلطات المحلية رسالة إلى المؤسسة الولائية لتسيير المقابر والجنائز، طالبت من خلالها بضرورة توسيع المقبرة الوحيدة التي تتوفر عليها البلدية، لتمكين سكانها من دفن موتاهم بدون التوجه إلى البحث عن أماكن شاغرة في البلديات المجاورة. وفي هذا الصدد، فإن بلدية الحمّامات ستقوم بعد تلقي الرد من المؤسسة الولائية لتسيير المقابر والجنائز، بخلق مساحات إضافية على مستوى المقبرة المتواجدة فوق ترابها، لتستوعب عددا أكبر من الموتى، وتضع حدا لمشكل التشبع الذي تعرفه هذه الأخيرة. وقد لجأ المجلس الشعبي البلدي للحمّامات إلى هذا الخيار؛ تلبية لإلحاح سكان المنطقة، الذين رفعوا هذا الانشغال في العديد من المرات، وطالبوا بضرورة إيجاد حلول لمشكل الاكتظاظ الذي تعرفه المقبرة الوحيدة على مستوى حي باينام، والذي دفع بعضهم إلى اللجوء إلى دفن موتاهم في القبور القديمة. وما زاد من قلق السلطات والسكان هو رحلة البحث المضنية التي تصاحب دفن موتى بلدية الحمّامات، وصعوبة الحصول على مكان في مقابر البلديات المجاورة، التي تواجه هي الأخرى نفس المشكل، فضلا عن الصعوبات التي تصاحب عملية نقل الموتى من بلدية إلى أخرى؛ بسبب مشكل الاختناق المروري الذي تعرفه هذه الجهة من العاصمة، وكذا التعقيدات التي تصاحب عملية الدفن، بما فيها التعقيدات الإدارية. من جهتها، خصصت ولاية الجزائر العاصمة في برنامجها التنموي للعام الجاري، جانبا لهذا الموضوع، وأخذت بعين الاعتبار هذا المشكل الذي تواجهه العديد من بلديات العاصمة، وذلك من خلال رد الاعتبار للمقابر وتهيئتها، حيث قامت بترحيل العديد من العائلات التي كانت تقطن بيوتا فوضوية مجاورة للمقابر وتزاحم الأموات، ملحقة الضرر بالمقابر. وفي هذا الإطار، برمجت سلطات ولاية الجزائر تهيئة 140 مقبرة ضمن عملية استعجالية، فضلا عن فتح عشرة مقابر أخرى جديدة لتغطية النقص الذي تشهده بعض البلديات التي رفعت تقاريرها بهذا الشأن؛ استجابة لمطالب مواطنيها، على غرار زرالدة، سطاوالي، القصبة، الدويرة وحسين داي، والتي تتوفر لدى بعضها الأوعية العقارية لإنجاز مقابر جديدة؛ حيث ستستفيد بلدية الدويرة وحدها من إنجاز مقبرتين من أصل 10 تَقرر استحداثها، فيما حازت بعض البلديات على حصة تتمثل في مقبرة واحدة، على غرار برج البحري، زرالدة، أولاد فايت، الدرارية وغيرها.