في إطار شهر التراث، نظّم المتحف العمومي للفن والتاريخ لمدينة تلمسان بالتنسيق مع جامعة "أبو بكر بلقايد" (قسم التاريخ) الملتقى الوطني الثاني حول "البيوتات العلمية بتلمسان الزيانية بيت المرازقة وإسهاماته الحضارية" بمشاركة العديد من الأساتذة الجامعيين من جامعة تلمسان، سعيدة، معسكر، الجزائر، الشلف، خنشلة، تيارت وسيدي بلعباس. تناول الملتقى السمات الحضارية التي شهدتها تلمسان عبر فتراتها التاريخية وظاهرة بيوتات العلماء، ومنها بيت المرازقة الذي كان له إسهام كبير في البناء الحضاري لتلمسان عبر فترات العصر الوسيط عامة والفترة الزيانية خاصة، كما تناول الملتقى العديد من المداخلات والمحاور، أبرزها "بيت المرازقة من القيروان إلى تلمسان" للدكتور نصر الدين بن داود من جامعة تلمسان، "بيت المرازقة من خلال كتاب بغية الروّاد لصاحبه يحيى بن خلدون" للدكتور مبخوت بودواية من جامعة تلمسان، "قراءة في أصول المرازقة وعوامل الشهرة عندهم من خلال كتاب المناقب المرزوقية" للدكتور دريس بن مصطفى من جامعة سعيدة، إلى جانب "أدوار علماء بني مرزوق في الدولة الزيانية" للأستاذة مريم سكاكو من جامعة تلمسان، "خطاب الشرف في المغرب الأوسط من خلال فتوى ابن مرزوق، قراءة في الأنساق الفكرية والسياسية" للدكتور عمر بلبشير من جامعة معسكر. إلى جانب "تقديم الخطوط النوازل للإمام ابن مرزوق، الحفيد (842 ه/1438 م)" للدكتورة نبيلة عبد الشكور من جامعة الجزائر، "بن مرزوق الحفيد وإسهاماته العلمية بتلمسان الزيانية" للأستاذ قاسمي بختاوي من جامعة الشلف، "ابن مرزوق الكفيف ودوره في إنتاج وانتقال العلوم من خلال مخطوط فهرسة تلميذه" للأستاذ رفيق خليفي من جامعة خنشلة، "رجال التصوّف والسلطة والمجتمع في القرن 08 ه من خلال المناقب المرزوقية لابن مرزوق التلمساني" للأستاذ كريب عبد الرحمان من جامعة تيارت، "إسهامات ابن مرزوق الخطيب في الكتابة التاريخية المناقب المرزوقية نموذجا" للدكتورة بلمداني نوال من جامعة معسكر، علاوة على "مساهمة ابن مرزوق الحفيد في تطوّر الحركة العلمية بتلمسان الزيانية" للدكتور بلعربي خالد من جامعة سيدي بلعباس، "ابن مرزوق الحفيد صورة من مشهد الازدهار العلمي لتلمسان" للدكتور بوشقيف محمد من جامعة تلمسان، "جهود عائلة ابن مرزوق في تفسير القرآن وتعليمه" للأستاذ مراد بلخير من جامعة تلمسان وكذا "دور المرازقة في نسخ المصاحف محمد بن أبي بكر بن مرزوق نموذجا" للأستاذ كروم عيسى من جامعة تلمسان وغيرها من المداخلات. للإشارة، حظيت تلمسان عبر فترات العصر الوسيط بتطوّر حضاري برز مع حكم الأدارسة في مدينة أغادير، ثم النقلة النوعية التي شهدتها مع مدينة تاجرارت على العهد المرابطي، فالموحدي، إلى أن جاءت مرحلة الازدهار الحضاري مع الزيانيين، ومن الظواهر التي لازمت هذه الحركة الحضارية؛ البيوتات العلمية التي كانت بدايتها مع المرابطين والموحدين، ثم خلال العهد الزياني، ومن هذه البيوتات بيت بني مرزوق أو بيت المرازقة الذي كانت له المساهمة والمشاركة في البناء الحضاري لتلمسان وظلت أرض حضارة وجذب، تغنى بها الكثير من الرحالة واحتضنت العلماء في شتى التخصصات.