أكد وزير التجارة السيد الهاشمي جعبوب أمس على وفرة المواد الواسعة الاستهلاك في الشهر الفضيل، وتوقع أن يعرف رمضان هذه السنة ارتفاعا في الأسعار خلال الأسبوع الأول على أن تعرف بعد ذلك تراجعا. شرعت الحكومة فعليا في تنفيذ استراتيجية وطنية متعددة الجبهات تحضيرا لشهر رمضان المنتظر أول أيامه الأسبوع القادم، وعرفت تحضيرات هذه السنة ضم جهود عدة قطاعات معنية منها وزارة التجارة والتضامن الوطني والشؤون الدينية إضافة الى منظمات معنية بالعملية مثل اتحاد الفلاحين الجزائريين واتحاد التجار والحرفيين. والتقى وزراء القطاعات الثلاثة السادة الهاشمي جعبوب، وجمال ولد عباس وابو عبد الله غلام الله أمس بمقر الوكالة الجزائرية لترقية التجارة الخارجية بالمحمدية بالجزائر العاصمة بحضور مدراء التجارة للولايات خصص لاستعراض جميع التدابير المتخذة قبل ايام من شهر الصيام. وقدم وزير التجارة السيد الهاشمي جعبوب وضع حال عن السوق الجزائرية عشية شهر رمضان وأكد بما لا يدع مجالا للشك على وفرة المواد الاستهلاكية ويرجع ذلك بالدرجة الأولى الى وفرة الإنتاج الفلاحي، ودعم أمين عام الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين السيد محمد عليوي الذي شارك في اللقاء هذا المعطى وأكد ان الإنتاج لهذه السنة وفير الى درجة ان الفلاحين رفعوا نداء استغاثة الى السلطات العمومية للتكفل بالفائض المسجل في العديد من المواد كالبطاطا والطماطم، وتحدث في مجال اللحوم الحمراء عن وجود فائض يقدر ب3 ملايين رأس. وقال السيد جعبوب أن وزارة التجارة تملك إحصائيات دقيقة حول حجم المواد المستوردة كما تحصلت على إحصائيات دقيقة حول الإنتاج الوطني المحلي، وأوضح ان كل التوقعات تشير الى تغير في سلوك الاستهلاك لدى المواطن الجزائري في شهر رمضان حيث يكون هناك إقبال كبير على مواد مثل اللحم بنوعيه والبيض والخضر مثل الكوسة (القرعة) والجزر والبطاطا والفلفل الفاصولياء والخيار، إضافة إلى الفواكه الموسمية مثل البطيخ والدلاع والتمور وبعض الفواكه الجافة وكذا الحليب والسكر والقهوة والزيوت والشاي والفريك. وطمأن السيد جعبوب المواطنين بتوفر كل هذه المواد بالقدر الكافي وان أسعارها تبقى مستقرة بل بعضها منخفضة مقارنة بالسنة الماضية، وأوضح ان الجزائريين يأكلون اليوم ما ينتجه الفلاحون الجزائريون باستثناء كميات من الثوم يتم استيرادها من الصين وهي ليست من النوعية الجيدة مقارنة بتلك المنتجة محليا. وقدم الوزير قائمة لأسعار المواد التي يكثر عليها الطلب في شهر رمضان وأشار إلى أن متوسط سعر اللحوم الحمراء انخفض مقارنة بالسنة الماضية ب2 بالمئة وأن الدولة تدخلت لحماية الأسعار من الانهيار قصد تجنيب الحاق أضرار كبيرة بالفلاحين وقامت باستيراد كميات كبيرة من الشعير والعلف وبيعه للفلاحين بأسعار معقولة. وبخصوص اللحوم دائما قال ان الجزائر تستورد فقط 10 بالمئة من حاجياتها من اللحوم واغلبها مجمدة، وتقدر هذه النسبة على وجه الخصوص باستيراد 3 آلاف طن من اللحوم الحمراء و250 ألف طن من اللحوم البيضاء. وفي مقارنة بين أسعار بعض المواد خلال شهر رمضان للعام الماضي والعام الحالي أوضح ان البطاطا مثلا تراجع سعرها ب68 بالمئة أي من 64 دينار العام الماضي الى 24 دينار هذا العام، والبصل من 20 دينار الى 13 دينار العام الجاري، ولاحظ الوزير في هذا السياق ارتفاع سعر الخس فقط وذلك بالنظر الى الأمطار الطوفانية التي أتلفت في الأيام الماضية المحاصيل من هذه المادة. ودعا الوزير الجميع الى المساهمة في إيصال رسالة حقيقية الى المواطن حتى يتجنب سلوك الجشع والتهافت على شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية بمنطق سنوات الثمانينات أي خشية نفاذها، وحث وسائل الإعلام على لعب دور هام في هذا السياق، ورحب من جهة أخرى بمبادرة وزارة الشؤون الدينية ببرمجة خطب ودروس في هذا الشأن. واستغل الوزير فرصة اجتماعه بمدراء التجارة لتقديم توجيهات وتعليمات حول كيفية أداء المهام في هذا الشهر والمساهمة في الحفاظ على القدرة الشرائية، وطالب بتكثيف المراقبة والتحقق من نوعية المنتوج المسوق وغرف التبريد ومواقع التخزين والكشف عن كل محاولات المضاربة التي ينتهجها بعض التجار. وذكّر السيد جعبوب في سياق حديثه عن المضاربة بالإجراءات المتخذة من طرف السلطات العمومية لكسر كل المحاولات الرامية الى إثقال كاهل المواطن من خلال هذا السلوك وأشار الى دعم الدولة للعديد من المواد الواسعة الاستهلاك والتي عرفت ارتفاعا في الأسواق العالمية منها القمح اللين والصلب والحليب والزيوت وخلص الى القول ان فاتورة الاستيراد بالنسبة للأشهر الأولى من السنة الجارية ارتفعت الى 3.8 ملايير دينار بعدما قدرت في نفس الفترة من العام الماضي ب2.3 ملايير دولار. وحول ما اثير مؤخرا حول امكانية رفع سعر الخبز نفى وزير التجارة وجود نية لدى الحكومة لتعديل السعر الحالي وأضاف ان السعر الحالي سيبقى كذلك، واتهم مضاربين بالوقوف وراء إثارة الإشاعة. وفي السياق أعرب الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين الجزائريين صالح صويلح عن رفض الاتحاد أي زيادة في سعر هذه المادة الأساسية، وأكد ان لجنة الخبازين التابعة للاتحاد أعلنت عن نفس الموقف، وطمأن الموطنين بوجود وفرة في هذه المادة خلال الشهر الفضيل. وابرز لقاء أمس التنسيق الموجود بين مختلف القطاعات المعنية بتحضير شهر رمضان وتقاطعت تصريحات كل المسؤولين الذين تدخلوا خلال الاجتماع حول ضرورة مكافحة ظاهرة المضاربة والتحرك على النحو الذي يقوض من سعيهم نحو إغراق السوق في الفوضى. وبهذه المناسبة قدم وزير الشؤون الدينية السيد ابو عبد الله غلام الله مداخلة ضمنها فضائل الصيام وحث المواطنين على ضرورة التخلي عن سلوك الجشع والاهتداء بهدي رسول الله صلى الله عيه وسلم. ومن جهته قدم وزير التضامن والأسرة والجالية الوطنية بالخارج السيد جمال ولد عباس عن التدابير المتخذة لفائدة المعوزين خلال شهر رمضان وأعلن عن الشروع ابتداء من غد الجمعة في توزيع 1.5 مليون قفة. وأشار إلى ان الدولة خصصت لهذه السنة 6 ملايين وجبة غذائية، ورصدت مبلغا ماليا قدر بقرابة ثلاثة ملايير دينار. وتمنى المشاركون في ختام لقاء أمس ان يمر شهر رمضان الكريم دون مشاكل أمنية وان يخلو من المظاهر التي تشوه حقيقة شهر الصيام باعتباره شهر الرحمة والغفران.