تتحدث المعطيات عن وجود ما بين 350 إلى 450 مليون تابع أو مريد تيجاني عبر العالم، وهي أرقام تتكرر في الإعلام ولدى المريدين في الطرق الأخرى كذلك. ويجمع الكل مؤيدون ومعارضون أن الطريقة التي انطلقت من الجزائر وبالضبط من مهدها بعين ماضي بالأغواط، لتحط بجهات العالم الأربع هي الأكثر انتشارا في العالم. وبالنسبة للشيخ محمد مسعودي -أحد المريدين الكبار وشخصية معروفة بالأغواط- فإن التيجانية لا تحصي عددا واضحا، ويقول: "الإحصاء عملية معقّدة تفشل فيها دول ومؤسسات متخصصة إذا أحصت التيجانية 100 مليون فهو عدد مهم، وإن كان أكثر فهو أهم". وللتيجانية سفراء في مختلف أنحاء العالم، وهم من كبار المريدين الذين يملكون إلى جانب روح الطريقة المعرفة التي تمكّنهم من التسلل إلى قلوب الآخرين، مع الإشارة إلى أن التيجانيين لا يدعون إلى طريقتهم وإنما ينتظرون طلب الانتماء إليها، حسب الشيخ محمد مسعودي. ويعتقد الخليفة العام للطريقة التيجانية بلعربي، أن من بين أسرار انتشار التيجانية كونها "لا تفرق بين المذاهب فأتباعها ينتمون لمذاهب مختلفة"، مشيرا إلى أنها "طريقة تحصي العديد من العلماء في مختلف المجالات". وفي إحصاء ورد في الرحلة التيجانية الكبرى نحو سبع دول إفريقية، والتي قام بها وفد عن الطريقة سنة 1985، ذكر أن عدد اتباع التيجانية يصل إلى حوالي 65 مليون مريد في موريتانيا والسينغال وغينيا كوناكري وكوت دفوار ونيجيريا والنيجر ومالي. وارتبطت الطريقة التيجانية بالشيخ سيدي أحمد التيجاني، الذي أطلقها من الجزائر بعد أن عرف الكثير من الطرق وأخذها عن أقطابها، وقد عرف عنه العلم حيث حفظ القرآن طفلا في السابعة. وفي الواحدة والعشرين من عمره التحق الشيخ التيجاني، بجامع القرويين في فاس أين حصل على الإجازة العلمية سنة 1772، بعد أن قضى سنوات في تلقي العلم وتلقينه بعين ماضي ليعود إليها لفترة وجيزة. وفي السادسة والثلاثين أدى الشخ الحج، حيث التقى أقطاب الطرق من تونس إلى مصر إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومن بينهم سيدي علي حرازم برادة، الذي كتب "جواهر المعاني" أهم كتاب لدى التيجانية. وفي 1781 ولدت الطريقة الأشهر بقصر أبي سمغون (ولاية البيّض)، ليخرج منها التيجاني بعد سبع سنوات متجها إلى فاس مرة أخرى أين وافته المنية في 1815 بعد مرور 15 سنة من تأسيس الزاوية التيجانية بفاس. ويلخص كتاب "جواهر المعاني" وبلوغ الأماني في فيض سيدي أحمد التيجاني "قواعد الطريقة التيجانية وقد ألّفه الشيخ سيدي علي حرازم، بأمر من شيخه المؤسس في 1800، ليصبح أهم مراجع التيجانية.