اهتزت العربية السعودية أمس، على وقع تفجير انتحاري استهدف مسجدا شيعيا شرق المملكة خلّف سقوط العديد من الضحايا بين قتلى وجرحى. وتضاربت المعلومات حول حصيلة هذه العملية فبينما أكد شهود مقتل ما بين أربعة إلى 22 شخصا وإصابة 50 آخرين، تحدثت مصادر إعلامية عن سقوط 119 شخصا ما بين قتلى وجرحى. وفي ظل هذا التضارب اكتفى اللواء منصور التركي، الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية بالقول إن "انتحاريا فجّر حزاما ناسفا أثناء صلاة الجمعة بمسجد علي بن أبي طالب، بمنطقة القديح الواقعة بمحافظة القطيف" شرق المملكة. وأعلن المسؤول الأمني السعودي عن فتح تحقيق لمعرفة الملابسات التي أحاطت بعملية التفجير، متوعدا بأن أجهزة الأمن لن تدّخر جهدا في "مطاردة كل شخص متورط في هذه الجريمة الإرهابية التي ارتكبها أشخاص يسعون للمساس بالوحدة الوطنية وتقديمهم للعدالة"، من دون أن يقدم أية حصيلة محددة عن القتلى. وفي بيان أصدره على موقعه تبنّى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، عملية التفجير وأكد أن أحد عناصره من خلية مقاطعة نجد في إشارة للمملكة العربية السعودية نفذه بحزام ناسف. وبث التنظيم على موقعه صورة الانتحاري وقال إن اسمه هو أبو عامر النجدي، وجاء بث البيان بعد أن تضاربت المعلومات أيضا حول هوية الانتحاري منفذ العملية، فبينما قال شهود إن الانتحاري يحمل ملامح باكستاني أكد آخرون أنه كان يرتدي الزي الأفغاني. وفي رد فعل على هذه العملية سارع الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الشيخ، مفتي العربية السعودية الذي يمثل أعلى هيئة دينية سنّية في البلاد، إلى التنديد بهذا التفجير الانتحاري واصفا إياه ب«العمل الإجرامي الهدف منه خلق هوة بين أبناء الأمة وإشاعة الفوضى في البلاد. وبثت قنوات فضائية سعودية صورا لضحايا التفجير بين قتلى وآخرين مصابين بجروح متفاوتة تم نقلهم على متن سيارات الإسعاف إلى مستشفيات المدينة، وأخرى تظهر الأضرار المادية التي خلّفها التفجير داخل المسجد المستهدف.