ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي استهدف اليوم، مسجدا يرتاده مواطنون سعوديون شيعة في محافظة القطيف شرقي السعودية، إلى عشرين قتيلا وعشرات الجرحى. وأوضحت تقارير أن معلومات أولية غير مؤكدة تشير إلى أن سعوديا فجر حزاما ناسفا داخل مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة "القديح" أثناء صلاة الجمعة. وتابعت التقارير أن المصابين نقلوا إلى مستشفى القطيف ومستشفى الحرس الوطني ومستشفيات أهلية بالمحافظة. كما أفاد مراسل الجزيرة بأن هناك دعوات للتبرع بالدم للمصابين. وكانت حصيلة أولية أفادت بمقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص وإصابة آخرين. ومن جهتها ذكرت مصادر طبية في القطيف أن أكثر من خمسين شخصا أصيبوا في الهجوم بجراح متفاوتة الخطورة. وقال المتحدث باسم الداخلية السعودية اللواء منصور التركي إن الوزارة باشرت التحقيق في التفجير، وأكدت الوزارة لاحقا أن شخصا فجر عبوة كان يخفيها تحت ملابسه. ومن جهتها، نقلت وكالة رويترز عن أحد المصلين، ويدعى جمال جعفر قوله إن التفجير حدث في الركعة الأولى من الصلاة. وفي نوفمبر الماضي، قتل خمسة أشخاص في إطلاق نار أثناء خروجهم من حسينية "للشيعة" في قرية "الدالوة" بمحافظة الإحساء شرقي المملكة. وأعلنت السلطات لاحقا أنها اعتقلت عددا من المشتبه في ضلوعهم في هذا الهجوم. من ناحية أخرى، أدانت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بشدة هذه الحادثة، وعدتها جريمة بشعة تهدف إلى ضرب وحدة الشعب السعودي وزعزعة استقراره، ويقف وراءها إرهابيون مجرمون لهم أجندات خارجية، وليس لهم ذمة ولا يراعون حرمة، وغاظهم أشد الغيظ قيام المملكة بواجباتها الدينية والعربية والإسلامية. وقال الأمين العام لهيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور فهد بن سعد الماجد إن وعي الشعب السعودي سيكون بعد الله تعالى أقوى رادع لهؤلاء الإرهابيين الذين نزع الإيمان من قلوبهم ، ويطمعون أن يوقعوا الفتنة بين أفراد هذا الشعب الذي اجتمع على ولاة أمره وتحقق له الأمن والرخاء والاستقرار في محيط مضطرب تعصف به الفتن والحروب. وطالب الجميع من "مواطنين وعلماء ومثقفين أن يتنادوا إلى تقوية اللحمة الداخلية وتفويت الفرصة على الأعداء المتربصين الذين ما فتئوا ومنذ عقود يتحينون الفرصة لخلخلة أمن واستقرار بلاد الحرمين الشريفين، ولكن الله تعالى لهم بالمرصاد ثم المواطن الذي هو رجل الأمن الأول ورجال أمننا البواسل الذين قدموا أرواحهم في سبيل الدفاع عن حرمات هذا الدين وحدوده وأمنه واستقراره، وثقتنا فيهم كبيرة بعد الله تعالى في تقديم من يقف خلف هذه العملية الإرهابية للقضاء لينال عقوبته الشرعية الرادعة".