أكد سفير دولة فلسطينبالجزائر لؤي عيسى، أمس، أن الظروف أصبحت مواتية في الوقت الراهن لتصعيد الموقف ضد العدو الصهيوني وحلفائه في مختلف المحافل الدولية من أجل نصرة القضية الفلسطينية خاصة بعد الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها القضية بافتكاك اعترافات عديد الدول بدولة فلسطين. وجاءت تصريحات السفير الفلسطيني، خلال وقفة تضامنية نظمها الاتحاد العام للعمال الجزائريين، أمس، بمقره بمناسبة إحياء الذكرى ال67 ليوم النكبة، حضرها ممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر في مقدمتهم السفير الجنوب إفريقي، وأفراد الجالية الفلسطينية وممثلو فصائل المقاومة الفلسطينية في الجزائر، وقادة الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني الجزائري...الخ. وانتهز السفير الفلسطيني فرصة إحياء هذه الذكرى ليؤكد أن الشعب الفلسطيني يبقى موحدا في معركته ضد العدو الصهيوني، يقود معركة وجود وليس معركة حدود، وهو بذلك بحاجة إلى مساعدته بما يلزم من أجل مواصلة نضاله وكفاحه ضد المحتل الصهيوني الذي يبقى هدفه الأساسي القضاء على كل ما هو فلسطيني وعربي إسلامي على أرض فلسطين المحتلّة. وجدد الدبلوماسي الفلسطيني الإقرار بأن الانقسام الحاصل الآن في الصف الفلسطيني أصبح أمرا مخيفا ويرعب خاصة في ظل وجود من يريد استغلاله لأغراض ضيّقة، وتحويله من انقسام سياسي إلى تقسيم جغرافي بعد أن تعالت أصوات تروّج لفكرة إقامة دولة فلسطينية في غزة أو دولة مؤقتة. ولكن السفير الفلسطيني أكد أنه مهما كان حجم الاختلاف ودرجة الانقسام داخل البيت الفلسطيني فإنه لا يوجد فلسطيني واحد يقبل برهن حلم إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وقال "لازلنا نصر على أن عدونا هو العدو الصهيوني، ولن نسمح بأن نجر إلى معارك جانبية لأن معركتنا الحقيقية هي مع العدو الصهيوني، ومازلنا متمسكين بحقوقنا عبر مشروعنا الوطني المعلن في الجزائر عام 1988، وبحق العودة وعدم التفريط فيه". ورغم أن لؤي عيسى، أكد أن "الثورة هي فلسطينية الوجه وعربية العمق وإنسانية الأبعاد، وهي لازالت على درب التحرير والمواجهة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي". إلا أنه أشار إلى أن الشعب الفلسطيني يناضل لوحده على أرض المعركة في ظل انشغال العرب بقضايا جانبية اختلقها المحتل الإسرائيلي وحلفاؤه لإلهائهم عن القضية المركزية في الصراع مع الكيان الصهيوني، وهي فلسطين. وهو ما جعله يؤكد أن ما تعرض ويتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من تقتيل ودمار وحصار يندرج ضمن خطة إسرائيلية مدروسة لإبعاد الأنظار عما يجري في القدس الشريف، الذي يتعرض يوميا لاعتداءات ومخططات تهويدية واستيطانية تكاد تقضي على هويته العربية والإسلامية. ودق السفير الفلسطيني، مجددا ناقوس الخطر من الاعتداءات التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، سواء من خلال الاقتحامات المتكررة للمستوطنين المتطرفين لباحاته، أو من خلال الحفريات المستمرة تحت أساساته. وذكر في هذا السياق بتحذير الرئيس محمود عباس، في آخر اجتماع للجامعة العربية عندما أكد أن "القدس الشريف في الربع الساعة الأخير، وعلى الأمة أن تصحو" لإنقاذ أحد أقدس المقدسات الإسلامية بعد الكعبة الشريفة. وأكد الأمين العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد، من جهته في كلمة مقتضبة على "دعم الجزائر شعبا وحكومة للفلسطينيين في نضالهم ضد الاحتلال الغاشم إلى غاية تحقيق الاستقلال". أما دونيس توكوزاني دلومي، سفير دولة جنوب إفريقيا بالجزائر، فقد أكد خلال تدخله على "ضرورة تحرير الشعب الفلسطيني وعودة المهجرين إلى دولتهم، وتمكين الفلسطينيين من حياة كريمة". وقال إن بلاده "ستناضل جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين إلى غاية تحريرهم". وعرفت الوقفة التضامنية عرض فيلم وثائقي تضمن مراحل احتلال فلسطين انطلاقا من وعد بلفور المشؤوم، الذي مهد الطريق للصهاينة لاحتلال واغتصاب أرض ليست أرضهم إلى المذابح التي اقترفتها مليشيات الهاغانا والأرغون ضد العزّل من أبناء الشعب الفلسطيني، وأرغمت مئات الآلاف منهم على الهجرة القسرية، وما تلا ذلك من تكريس للاحتلال الإسرائيلي في كل شبر من أرض فلسطين التاريخية.