حققت الجزائر أهم وأبرز النقاط المدرجة ضمن أهداف الألفية التي سطرتها هيئة الأممالمتحدة لنهاية 2015، خاصة فيما يتعلق بتقليص مساحة الفقر والقضاء على الإرهاب والتطرف وكذا تحقيق المساواة بين الجنسين والرفع من حظوظ المرأة في الحقل السياسي والاقتصادي، وجاء هذا الاعتراف من قبل رئيس الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، سام كاهامبا كوتيزا، الذي أكد أن الجزائر واحدة من الدول الإفريقية القليلة التي نجحت تحقيق تنمية مستدامة وبلغت أهداف الألفية من أجل التنمية. وقال كوتيزا، أمس، لدى تنشيطه محاضرة بمدرج وزارة الشؤون الخارجية إن "الجزائر تعد من البلدان الرائدة التي بلغت أهداف الألفية من أجل التنمية"، وأوضح رئيس الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة، الذي شرع منذ الجمعة الماضي في زيارة عمل للجزائر، أنه وقف عند أبرز النجاحات التي حققتها الجزائر خلال السنوات الاخيرة والتي تصب ضمن الأهداف التي حددها هيئة الاممالمتحدة لتحقيق التنمية المستدامة في جميع قارات العالم وبالاخص بإفريقيا التي صنعت بها الجزائر أهم التحديات وبرزت كنموذج رائد في القارة والعالم العربي. وتطرق المسؤول الاممي ووزير الشؤون الخارجية لاوغندا، السيد سام كوتيزا، وباسهاب إلى أهداف التنمية المستدامة 2015-2030 التي تشمل إضافة إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية الجانب البيئي، وأعلن بهذه المناسبة عن عقد، قريبا، بأديس أبابا (إثيوبيا)، اجتماعا حول أهداف التنمية المستدامة في خطوة لبحث سبل ووسائل تمويلها، وحرص كوتيزا من جهة أخرى على شكر الجزائر على الدعم الذي قدمته للأمم المتحدة. وفصل رئيس الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة في جملة أهداف الالفية مركزا على الأهداف الإنمائية الثمانية، والتي تتراوح طموحاتها من إنهاء الفقر المدقع إلى وقف انتشار الامراض الوبائية والمعدية وتلك المتنقلة جنسيا على غرار مرض الإيدز وتوفير التعليم الإبتدائي لجميع الأطفال بحلول عام 2015، مشيرا إلى خطة عمل رئيسية لجميع دول العالم وجميع المنظمات العاملة في مجال العمل التنموي، وقد حشدت هذه الجهات جهودا كبيرة لم يسبق لها مثيل في السنوات الماضية من أجل تحقيق هذه الأهداف خدمةً لسكان العالم الأفقر والأقل حظا. وأشار المحاضر إلى الاتفاق الذي التزمت به الدول الاعضاء في منظمة الاممالمتحدة لتحقيق الاهداف الانمائية للالفية، وعددها 192 دولة، بالاضافة إلى ما لا يقل عن 23 منظمة دولية، على تحقيقها بحلول سنة 2015، وشرع في العمل انطلاقا من إعلان الأممالمتحدة للألفية الذي تم توقيعه في سبتمبر 2000 والذي يُلزم الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة بمكافحة الفقر والجوع والأمراض "أمية" والأمية والتمييز ضد المرأة والتغيرات المناخية، وقد تم تحديد أهداف ومؤشرات لقياس التقدم في تحقيق هذه النقاط والتي على إثرها يتم تقييم كل بلد وفق ما حققه. كما أكد كوتيزا، أن اعتماد الدول الأعضاء في الأممالمتحدة الأهداف الإنمائية للألفية، جاء إدراكا منها للحاجة إلى مساعدة الشعوب الفقيرة بصورة أكبر، وسعيا لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في أكثر بلدان العالم فقرا، مضيفا أن الأهداف الإنمائية للألفية تنبثق عن أهداف إنمائية أخرى تم إرساؤها رسميا في قمة الألفية لعام 2000، والتي حضرها جميع قادة العالم واعتمدوا "إعلان الأممالمتحدة للألفية، حيث تم الإعلان عن الأهداف الثمانية. من جانب، آخر، تطرق المسؤول الاممي إلى الاصلاحات التي يجب أن تخضع لها هيئة الاممالمتحدة خاصة مجلس الامن الذي بات لزاما أن يكون أكثر تمثيلا، مشيرا إلى ضرورة تبني مسار واضح لذلك وعلى القارة الافريقية أن تنخرط فيه من خلال ورقة طريق وخطة تفاوض تتماشى والنصوص والمعايير الدولية لتمكين إفريقيا من الحصول على تمثيل لها بمجلس الأمن معتبرا أنه من غير المعقول ولا المنطقي أن لا تكون لقارة بحجم إفريقيا ذات ال54 دولة صوت يمثلها، وهي القادرة على المساهمة في العديد من المسائل ولها من القوة والثقل ما يؤهلها لإحداث التغيير. خلال استقباله السيد كاهامبا كوتيسا.. ولد خليفة يدعو الأممالمتحدة إلى فرض تطبيق قراراتها دعا رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، سام كاهامبا كوتيسا، إلى بذل مزيد من الجهود لفرض احترام وتطبيق القرارات الأممية خاصة منها المتعلقة بالقضية الفلسطينية والصحراء الغربية. وأكد السيد ولد خليفة، خلال لقاء جمعه بالسيد كاهامبا كوتيسا، أمس، التزام الجزائر الدائم بالعمل وفق قرارات الأممالمتحدة ولوائحها. داعيا إيّاه إلى بذل مزيد من الجهود لفرض احترام وتطبيق القرارات الأممية خاصة فيما يخص قضية فلسطين، وتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، كما ذكر بيان للمجلس الشعبي الوطني. من جهته أكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. منتهزا سانحة هذا اللقاء ليهنّئ الجزائر على الأشواط الكبيرة التي أنجزتها لتحقيق أهداف الألفية من أجل التنمية. ومن جهة أخرى وبعد استعراضهما للعلاقات بين الجزائروالأممالمتحدة، أشاد السيد ولد خليفة، بدور السيد كوتيسا، ضمن جهود إصلاح الهيئة الأممية، مؤكدا مساندة الجزائر لمطالب القارة الإفريقية وخاصة تلك المتمثلة في الحصول على عضوية دائمة في مجلس الأمن. ولدى تطرقه إلى أهداف الألفية من أجل التنمية، أوضح رئيس المجلس أن الجزائر أولت عناية كبيرة لتوفير ظروف المعيشة الكريمة للمواطن من خلال الاستثمارات الكبيرة التي باشرتها في مجالات التنمية الاقتصادية والصحة والبيئة. وهو ما جعلها أحد البلدان الرائدة في هذا المجال.