أكد وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي، السيد رمطان لعمامرة، أن الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى الجزائر لم تكن تتويجا لمرحلة نوعية هامة فحسب، حيث تم خلالها إرساء قواعد شراكة استثنائية مرتكزة على أسس منهجية، وإنما شكّلت أيضا كنقطة انطلاق لمرحلة جديدة هامة لا تقل أهمية لتعزيز التعاون وتنويعه وتوسيعه ليشمل طموحات متنامية في إطار توازن المصالح وتثمين أمثل للمزايا المقارنة والتكامل”. وقال وزير الدولة وزير الخارجية، لوكالة الأنباء الجزائرية إن زيارة الرئيس الفرنسي لبلادنا جاءت بعد سنتين ونصف من إطلاق ورشات بناء الشراكة الاستثنائية التي تجمع بين البلدين. مشيرا إلى أن الزيارة مكّنت أيضا رئيسي البلدين من تقييم الأشواط التي تم قطعها والمكاسب المحققة، وإعطاء دفع متجدد لمسار تجديد العلاقات الجزائرية الفرنسية وتطويرها. وأشار السيد لعمامرة، إلى أن الرئيس بوتفليقة، كانت له محادثات مكثّفة وعلى نطاق واسع مع نظيره الفرنسي، فتحت بموجبها آفاقا جديدة للشراكة الاستثنائية بين البلدين. مضيفا أن رئيسي الدولتين قد خلصا إلى أن أدوات القيادة التي تم إرساؤها لتفعيل العلاقات الثنائية والمتمثلة في اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى التي يرأسها مناصفة الوزيران الأولان للبلدين، واللجنة المختلطة الاقتصادية الجزائرية-الفرنسية، تعملان بصفة جيدة. وأضاف أن الأمر يعني كذلك العمل على مستوى الأطر الأخرى الخاصة بتحضير القرارات وإنضاج المشاريع، ومتابعة وتسوية المنازعات والعمل الدؤوب على معالجة المسائل الحساسة فيما يخص الذاكرة، وكذا البعد البشري في تعابيره الماضية ، الحاضرة والمستقبلية للعلاقات الجزائرية الفرنسية. وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية، أن رئيسي الدولتين قدما توجيهات ذات طابع استراتيجي تعني بالخصوص العمل المستقبلي الذي ينتظر حكومتي البلدين على مستوى كافة مجالات التعاون. وقال السيد لعمامرة، إن الرئيسين بوتفليقة وهولاند أعربا عن ارتياحهما للتقارب المهم المسجل بين البلدين على مستوى العلاقات الدولية، إلى جانب تطابق مقارباتهما إزاء التحديات الكبيرة المعاصرة سواء كانت سياسية، أمنية، اقتصادية أو بيئية. وعلى ضوء ذلك فإن دبلوماسيتي البلدين –يضيف السيد لعمامرة - تؤكدان على تصميمهما على متابعة نشاطات التعاون السياسي في إطار أهداف الحوار الاستراتيجي.وفي إطار تكثيف الجهود لتعزيز التعاون الدولي ضد الإرهاب، وتشجيع الحل السلمي لتسوية أزمات ليبيا والشرق الوسط ومالي وباقي القارة الإفريقية، فإن الرئيسين بوتفليقة وهولاند –يؤكد وزير الدولة وزير الخارجية -قد أعربا عن أملهما في تنسيق الجهود للإسهام في إنجاح الاستحقاقات الدولية والمتمثلة بالخصوص في ندوة أديس ابابا الخاصة بالتمويل والتنمية المقررة شهر جويلية، إلى جانب ندوة حول أهداف التنمية المستدامة (2015 -2030) المزمع عقدها بنيويورك شهر سبتمبر القادم، وتلك المتعلقة بالتغيّرات المناخية التي ينتظر عقدها بباريس نهاية السنة الجارية.وأشار السيد لعمامرة، أن زيارة الصداقة والعمل التي قام بها الرئيس الفرنسي للجزائر قد أثرت حقا الفكر الاستراتيجي الذي ينمّي الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، إلى جانب تحيين الرؤية بخصوص المصالح المشتركة التي يتقاسمها البلدان. وخلص وزير الدولة وزير الخارجية إلى أن هذه الزيارة مكّنت الرئيس بوتفليقة، ونظيره الفرنسي هذه المرة من الاحتفاء بالصداقة التي تجمع بين الشعبين الجزائري والفرنسي، وإعطاء المزيد من الدفع لعلاقاتهما المتعددة الأبعاد وإرساء الثقة والمودة التي تربط العلاقات القوية بين رئيسي الدولتين اللذين يتطلعان إلى رؤية واضحة وشفّافة لمستقبل واعد.