أكدت جريدة "لوفيغارو" الفرنسية، أن الجزائر بلد محوري فيما يتعلق بأزمتي ليبيا ومالي، مضيفةً أن الجزائروفرنسا أصبحتا في خط المواجهة الأول مع عدو مشترك في مساحة تمتد من ليبيا إلى موريتانيا، وذلك في معرض تعليقها على الزيارة التي أداها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، إلى الجزائر. وفي مقال تحت عنوان "شهر عسل فرنسي جزائري"، أوضحت الجريدة أن زيارة هولاند، تأتي بعد عامين ونصف العام على زيارته التاريخية التي أقر خلالها ب"الآلام التي تسبب فيها الاستعمار للشعب الجزائري"، وهي الزيارة التي فتحت أبواب تطبيع الأجواء بين البلدين بعد مرحلة الفتور التي عرفتها العلاقات الثنائية. وتصف الجريدة التعاون بين البلدين بأنه عرف "طلعات ونزلات"، على ضوء التطورات الإقليمية التي عرفتها المنطقة المغاربية،، وإفرازات الأوضاع في منطقة الساحل، كما أقرت بالمشاركة الكبيرة للجزائر في تسوية الأزمات، باعتبارها أكبر بلد مستقر في المنطقة، خاصة بعد أن عمّت الفوضى ليبيا، كما توضح الجريدة. ونقلت الجريدة عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله إن "الجزائريين يعتقدون أن تدخلنا (الفرنسيين) في ليبيا ساهم بشكل أساسي في الفوضى الحالية، ولا يمكننا أن نجادلهم في هذا الأمر".ووفقا ل"لوفيغارو" فإن العلاقة في مجال الدفاع بين فرنساوالجزائر قوامها البراغماتية، وبلغت مستوى من التقارب والحميمية بشكل غير مسبوق بين البلدين منذ استقلال الجزائر، وترى الجريدة أنه منذ نمو الإرهاب في منطقة الساحل أصبحت فرنساوالجزائر في خط المواجهة الأول مع عدو مشترك في مساحة تمتد من ليبيا إلى موريتانيا مرورا بمالي. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قد أكد خلال زيارته إلى الجزائر أن البلدين بحاجة إلى "عمل مشترك" بالنظر إلى الوضع الأمني السائد في منطقة الساحل، مشيدا في هذا الصدد بالعمل المنجز من طرف الجزائر لاسيما في مجال استتباب السلم في مالي. من جهتها كانت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية اليزابيت قيقو، التي رافقت الرئيس الفرنسي، خلال زيارته إلى الجزائر قد أشادت بالدور"الهام جدا" الذي تلعبه الجزائر من أجل إرساء المصالحة في ليبيا ومالي وفي مكافحتها للإرهاب في المنطقة، مؤكدة عقب اللقاء الذي خصّها به رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة "أن الجزائر تضطلع بدور هام جدا لاسيما في ليبيا وأنها في طليعة البلدان القلائل التي تعمل من أجل المصالحة بين الليبيين لأنه لا يوجد هناك حل عسكري وإنما فقط حل سياسي" لتسوية الأزمة في هذا البلد. وقد حيّت السيدة قيقو، دور الجزائر في مكافحة الإرهاب في المنطقة وفي العالم، مضيفة أن الجزائروفرنسا يعملان معا من أجل إرساء الاستقرار في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء.