استحسن المواطنون مبادرة وزارة التجارة، بفتح أسواق جوارية بمناسبة شهر رمضان الكريم لتسويق المنتجات المحلية بأسعار تنافسية تسمح للمواطن البسيط باقتناء حاجاته اليومية من المواد الغذائية، وحتى الألبسة والمنتجات الكهرومنزلية.وهي الفضاءات التي شاركت فيها هذه السنة العديد من المؤسسات العمومية والخاصة التي استغلت الفرصة للتعريف بمنتجاتها التي لقيت إقبالا كبيرا من طرف المستهلكين. الزيارة الميدانية التي قادتنا أمس، إلى السوق الجواري بساحة الاتحاد العام للعمال الجزائريين المنظم تحت شعار"ننتج ونستهلك جزائريا" جعلتنا نقف عند الإقبال الكبير للمواطنين الذين قدموا من عدة بلديات لاكتشاف المعروضات واقتناء مستلزماتهم اليومية. وأعرب كل من تقرّبنا منهم عن ارتياحهم للأسعار المنخفضة مقارنة بما هو متداول في باقي الأسواق، خاصة اللحوم الحمراء المسوّقة من طرف مؤسسة تسيير مساهمات الفلاحية للإنتاج الحيواني "برودا" التي حددت سعر الكيلوغرام ب1250 دج للحم الخروف، وحسب مسؤول جناح البيع فإنه يتم يوميا جلب ما قيمته 500 كيلوغرام من اللحم الذي يتم تسويقه قبل عصر كل يوم، مشيرا إلى أن المواطن تخلي عن ذهنية التخزين من خلال اقتناء كميات كبيرة من اللحم لتجميده، وهو يفضّل التنقل يوميا إلى السوق لاقتناء لحم طازج، مؤكدا أن المنتوج يستجيب لكل المعايير التي وضعتها وزارة التجارة، بالإضافة إلى أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية أصدرت قرارا بمنع ذبح النعاج. وبالقرب من جناح بيع اللحوم الحمراء يتم تسويق مادة زيت المائدة من نوع صافية بقيمة 525 دج قارورة 5 لترات، و220 لقارورة من لترين، فيما اقترحت المؤسسات الناشطة في مجال إنتاج العصائر العديد من العروض الترويجية التي استقطب الزوّار. ومن بين الأجنحة التي وجدنا فيها المواطنين يقفون في طوابير انتظار الدور تلك المخصصة لبيع الدجاج المجمّد بسعر 290 دج للكيوغرام الواحد. وبعين المكان كان لنا حديث مع أحد المستهلكين الذي أكد أن سعر الدجاج ارتفع مقارنة بالسنة الفارطة، التي سوّق فيها ب260 دج للكلغ الواحد، مشيرا إلى أنه يفضّل في كل سنة اقتناء مستلزماته الغذائية من هذا السوق الذي وجد فيه كل طلباته بأسعار معقولة مع ضمان النوعية. كما تزامن تواجدنا بالسوق بوصول شاحنة مركب الحليب التي التف حولها المواطنون لاقتناء أكياس الحليب التي تشهد منذ بداية الشهر الفضيل تذبذبا في التسويق، وبعين المكان أكدت لنا إحدى المواطنات القادمة من بلدية برج البحري، أنها وجدت صعوبة كبيرة في اقتناء أكياس الحليب المدعمة، الأمر الذي جعلها تضطر إلى اقتناء غيرها بسعر مرتفع إلى غاية علمها بتوفر المنتوج بهذا السوق. من جهته أكد ممثل المركب أن إنتاج الحليب يتم بصفة عادية، ويتم تموين السوق يوميا بين مرتين إلى ثلاثة مرات حسب الطلب. كما لمسنا إقبالا على أجنحة بيع الخضر والفواكه التي فتحت لأول مرة بهذا السوق الجواري، واستحسن المواطنون أسعار البيع التي تراوحت بين 45 دج للبطاطا، 40 دج البصل، 40 دج الكوسة و30 دج للطماطم و80 دج الفاصوليا الخضراء، أما الفواكه فقد حدد سعر التمر ب400 دج، البطيخ الأحمر 30 دج، المشمش 60 دج. من جهتهم أكد ممثلو المؤسسات العارضة استحسانهم لمثل هذه المبادرات التي تخدم الإنتاج الوطني وتساهم في مكافحة ظاهرة الغش والتقليد التي تغزو باقي الأسواق، كما أن مثل هذه المناسبات فرصة للتقرب من المستهلك والاستماع لانشغالاته وطلباته بما يخدم عملية تحسين نوعية المنتوج مستقبلا. أما فيما يخص الأسعار المتداولة فأشار البائعون إلى أنها نفس أسعار البيع في المصنع، وقد تم توجيه المستهلك إلى مواقع المحلات التجارية المعتمدة عند كل شركة لاقتناء هذه المنتجات بنفس أسعار العرض. تركنا سوق ساحة أول ماي وتوجهنا إلى السوق الثاني المقام بالجناح المركزي لقصر المعارض الصنوبر البحري، غير أن الإقبال كان جد ضعيف على حد تعبير أحد البائعين الذي توقع ارتفاع عدد زوار المعرض خلال الأيام المقبلة، تزامنا مع النصف الثاني من شهر رمضان الذي يعرف إقبالا كبيرا للمستهلكين على الألبسة. تجولنا بأجنحة المعرض الذي كان شبه فارغ، حيث وقفنا عند تنوع المنتوج الوطني ففي مجال إنتاج العصائر والمياه المعدنية هناك أكثر من 10 عارضين، أطلقوا عروضا ترويجية لاستقطاب المستهلك خاصة بالنسبة للعلامات الجديدة غير المعروفة في السوق، في حين شهد جناح ملبنة "هدنة" إقبالا للمواطنين لاقتناء حليب الأكياس المدعم ومشتقات الحليب من الأجبان وياغورت. في حين بقيت أجنحة بيع الألبسة والستائر والأغطية فارغة، وهو نفس الوضع بالنسبة لأجنحة بيع المنتجات الكهرومنزلية والمنظفات المنزلية ومواد التجميل، وأرجع بعض الباعة سبب عزوف المواطنين عن هذا المعرض إلى بعده عن قلب العاصمة وقلّة وسائل النقل.