دعا المشاركون في معرض"لنستهلك جزائري" المقام في دار البيئة بولاية بومرداس، إلى إزالة العراقيل التي تقف أمام رواج المنتوج المحلي، أهمها المنافسة غير القانونية للسلع الصينية، و قيمة الضريبة الجبائية المرتفعة، وطالبوا بتنسيق الجهود الرسمية تتجه لإيجاد ذهنية لدى المواطن الجزائري، بأهمية دعم المنتوج الوطني، و بيّنوا أن المنتوج الوطني من شأنه أن يكون من أهم الروافد لبناء الاقتصاد الوطني. شهد المعرض المنظم من طرف مديرية التجارة لولاية بومرداس، بالتنسيق مع عدة قطاعات، تحت شعار" لنستهلك جزائري"، إقبالا كبيرا من الزوار الذين تعرفوا على المنتجات الوطنية، و ما تتميز به من جودة في التصنيع والاستخدام. حيث قدم أكثر من 50 عارض للتعريف بكافة تفاصيل الإنتاج لتلك المنتجات الوطنية والمواد الأولية المصنعة بها، هذا فضلا عن الجوانب التسويقية و تعريف المستهلكين بمنافذ بيع تلك المنتجات في السوق المحلي. وقد تنوعت المنتجات التي ضمّها المعرض من منتجات غذائية، ملابس، منتجات جلدية و السيراميك، والمنتجات الصناعية، و الكهرومنزلية، والأواني المنزلية ومنتجات النسيج العصري، والمنتجات الصيدلانية ومواد التجميل وغيرها الكثير. "السلع الصينية والضريبة المرتفعة تعيقان تسويق منتوجاتنا" طرح عدد من مسؤولي التسويق ومسيري المؤسسات الوطنية، على هامش المعرض العوائق و المشاكل التي تقف حجر عثر أمام تطور و بروز المنتوج الجزائري، حيث قال قاسم محرز رئيس مصلحة بمنطقة النشاطات ببلدية سي مصطفى المختصة في إنتاج تجهيزات المطبخ بمادة الألومنيوم الغذائي، وتشغل أكثر من 110 عامل، أن من أهم المشاكل التي تواجههم هي "المنافسة غير القانونية التي تمنعنا من تسويق منتوجاتنا و استيراد المواد الأولية من الخارج، يكلفنا ضريبة جمركية معتبرة"، مضيفا أن المؤسسة تسعى دائما لتلبية رغبات المستهلك الجزائري، من خلال تطوير منتجاتها، وإعطائها لمسة عصرية، تجعل منها منافسة حتى للسلع الأجنبية، ومن بين الإضافات يقول أدخلنا ألوان جديدة إضافة إلى الأحمر "الأخضر والبرتقالي"، على الأدوات المنزلية" ، و أواني جديدة كطاجين الطهي المغربي المصنوع باليد . ولتشجيع المنتوج الوطني طالب بتسهيل استيراد المادة الأولية من الخارج، وتخفيض الضرائب الجمركية، والقضاء على المنافسة غير القانونية خاصة المنتوج الصيني، من بين الاقتراحات لترقية المنتوج أيضا أضاف تكوين اليد العاملة في المصنع خاصة في التقنيات الحديثة، من خلال فتح مراكز التكوين المهني أمامهم، لمواكبة التطور العالمي، وتطلعات السوق. وأما عن تجربة المعارض فأشار إلى أهميتها للتقرب أكثر من الزبون، وتعريفه بالمنتوج المحلي، بالرغم من أن منتوجنا يضيف مطلوب ومعروف في الأسواق، مؤكدا أن أسبوع غير كافي للمستهلك، حيث إن هناك الكثير من الزوار الذين جاءوا إلى ركن الشركة في المعرض، واقتنوا مختلف المنتوجات، خاصة مع اقتراب شهر رمضان .منوها أن المستهلك بدأ يدرك أهمية العودة إلى المنتوج الوطني الذي يمتاز بالجودة والأمان، ولتقريبه أكثر منه في الأسواق عمدنا إلى وضع ختم على طاجين الضغط باسم الشركة وشهادة التتقييس الجزائري"تاج"، مع أعطاء معه مطويات حول الطريقة السليمة للاستعمال، ونسعى لتعميم هاته المبادرة على باقي المنتجات الأخرى، التي اقتصر الأمر حاليا على وضع داخلها قصاصات ورقية عليها مصدر المنتوج، مؤكدا أيضا أن من بين الخطط المستقبلية تخصيص نقاط البيع للمواطنين في المصنع، حيث أنها مقتصرة حاليا على تجار الجملة، ونقاط بيع أيضا في الولايات التي لايوجد فيها تجار الجملة لتسهيل وصول المنتوجات إلى جميع القطر الوطني. نطالب بنقاط بيع للمنتوج الوطني أما إسماعيل محمدويا، ممثل مؤسسة الأحذية الجزائرية "منك" الكائن مقرها ببلدية الناصرية، والتي لها وجود منذ التسعينيات، فقد صرح أن هذا المعرض قد سمح للعديد من الزوار بالتقرب من المنتوج الوطني، حيث عرف جناحه توافد لعدد كبير من المواطنين، الذين تهافتوا على الأحذية المحلية، وخاصة أنها معروضة بسعر مغري ،يتراوح ما بين 1700 إلى 2400 دج، محذرا من الوقوع في الغش في حال اقتناء أحذية تحمل نفس علامته مزورة، بأن شعار أحذيته الحصان، المطبوع رفقة اسم المؤسسة ، داخل الحذاء وأسفله، وفي العلبة التي تحمل لونين الأصفر والأزرق. ومن المشاكل التي تعيق منتوجه، كشف أنه ليست لديهم نقاط بيع مخصصة للمنتوج لوحده، فهو يتعامل مع عدة محلات تعرض الأحذية، موازاة مع أحذية أخرى من مصادر مختلفة، و التاجر لا يعمل على تحقيق الربح فقط بل عليه أن يسعى إلى تسويق المنتوج الوطني ، عكس بعض المحلات المخصصة فقط لعلامة "منك" في القبة وباب الواد، وفي تيزي وزو وبرج منايل ، البائع يقنع المشتري بجودة المنتوج المصنوع من الجلد و بمواصفات عالمية، و يضيف محدثنا قائلا " طالبنا بمحل في بلدية بومرداس. نفكر في إدخال بعض الأحذية النسائية، و طالبنا بتسهيل الحصول على نقاط البيع، وخاصة في ظل الطلب الكبير على الحذاء المحلي، مضيفا و لكثرة الطلبات فتحنا نقاط بيع للمواطنين حتى في المصنع بأسعار معقولة، مشيرا أن مصنعه ينتج أكثر من 44 نوع من الأحذية. و يتعاقد مع المؤسسات لإنتاج أحذية الأمان لأعوان الأمن ". شركات وطنية فتية تمتص البطالة "درامتاكس" للألبسة النسوية ،الكائن مقرها في بلدية الأربعطاش، توظف أكثر من 32 فتاة، حيث ساهمت في امتصاص البطالة بالرغم من سنة واحدة على ميلادها، وكشف مالكها حسان بوعبدين، أنه يسوق منتوجه في جميع الولايات، و يلقى طلبا كبيرا، خاصة أنه الوحيد على المستوى الوطني المختص في "صناعة الملايات" ، تحدث عن طموحه في تطوير مشروعه، من خلال المطالبة بالحصول على الأرضية، لامتصاص البطالة أكثر وفتح المجال لأكثر من 150 فتاة للعمل، مؤكدا أنه ألغى عدة طلبية لأوربا، لعدم قدرته في ظل صغر مساحة المصنع، لتلبية سوى احتياجات السوق المحلي، وتوفير مصانع المواد الأولية للقماش محليا، وأما عن منافسة المنتوج الوطني للمستورد، فأضاف شريطة تحسين الإنتاج ليكثر الطلب والمنافسة، منوها بدور المعارض في تعريف المستهلك بما يصنع محليا، وإقناعه بجودته. نطالب بيد عاملة أجنبية في حين قال صاحب مصنع الجوارب ليمواس بشعبة العامر مواس مراد الذي شهد جناحه توافد كبير للزوار خاصة مع العرض المغري الذي قدمه" ب 50 دج للجورب" ، أن مؤسسته تواكب دوما التطور الحاصل في منتوجه، وتسعى لإدخاله، بإدخال ألوان جديدة ورسومات، لجذب الزبائن، مضيفا أنه بالرغم من أن المصنع الذي له وجود منذ أكثر من 33 سنة وساهم في امتصاص البطالة نوعا ما في المنطقة كونه يوظف 80 عامل منهم 50 عاملة، إلا أنهم يعانون من نقص اليد العاملة كون جميع الطلبات تطلب عون أمن أو حارس، وليس العمل في الآلات وغيرها، قائلا" ثقافة العمل غابت في المجتمع الجزائري، أصبح كل شاب يفكر بان يصبح مديرا"، ولهذا أشار نطالب بفتح اليد العاملة الإفريقية، وتكوين الجزائريين ليصبحوا في التسيير، أما عن طموحه فهو توسيع المصنع والتصدير للخارج ، قائلا المطلوب هو العودة لمناطق النشاطات، ورفع الضرائب على المنتوج الصيني، لانها منافسة غير شريفة، مؤكدا أن الاستراد شجع المستورد للسلع الأجنبية فقط، وأرهقت كاهل أرباب المؤسسات الوطنية.و فتح المجال لتصدير المنتوج وخاصة المنتوج الوطني له جودة، وتشجيع المخابر في الموانئ لتحديد تاريخ الصلاحية والمواد الأولية هل هي طبقا للمعايير المعمول بها. شركات وطنية في طريقها إلى الغلق مؤسسة مختصة في الأدوات المدرسية ومستلزمات المكاتب بحمادي، كشف مالكها أن السلع الصينية المدرسية المستوردة تهدد مستقبل المؤسسة، قائلا بعدما كنا نصنع الأدوات و المحافظ و غيرها الكثير و على مدار السنة، أصبحنا نعمل بالطلبات ، وحتى هذه الأخيرة أصبحت محدودة، مشيرا أن مستقبل مؤسسته في خطر ومهددة بالغلق خاصة بعد نقص انتاجها سنويا، بسبب نقص الإشهار، و الضرائب المرتفعة. أما ممثلة مؤسسة سوناريك بسي مصطفى، فتحدثت عن نقص المعارض في الجزائر بالرغم من أهميتها تضيف في التعريف بالمنتوج الوطني، تحدثت عن المشاكل التي تجعل الزبون ينفر من المنتوج الوطني، خاصة مؤسسة سوناريك التي تقوم بتركيب الأجهزة الكهرومنزلية، هو توجهه نحو السلع المستوردة الناهضة الثمن ضنا أنها ذات جودة، ويترك المنتوج الوطني المعروض بأثمان معقولة. عازمون على الرقي بالمنتوج الجزائري رغم العراقيل مؤسسة مختصة في النسيج العصري، مقرها حمادي، تحدث مسؤول التسويق والجودة بها، عن عدة مشاكل تواجههم منها الإنقطاعات المتكررة في شبكة الكهرباء، وغياب خط هاتفي، وكذا اهتراء الطريق المؤدي لها، وعوائق أخرى في السوق لغياب مراقبة جادة على المنتوج المستورد حسب نفس المسؤول، مضيفا نتعرض لعدة مشاكل منها السرقة للإشكال والرسومات، التي تطبق على منتوجات صينية قليلة الثمن، مصنوعة بمواد الأولية مغشوشة، بالرغم من أن الشركة مقبلة على الحصول على شهادة الجودة "الايزو " لتصدير منتجاتها عالميا، قائلا نحن نستورد الخطوط والمواد الأولية، و نصنعها وطنيا بتكوين الشكل وتركيب الألوان ، مؤكدا أن شركتهم تواكب العصر من خلال إدخال منتوج جديد كل 03 أشهر، وتحسين جودته، نحاول أن نرتقي بالمنتج الجزائري لأعلى المستويات. أما المطالب فهي المراقبة على المنتوج، بتطبيق تقنيات وفنيات المراقبة في الميناء أشخاص متخصصين فنيين لتمييز الخطوط، تخفيضات للضرائب، ومتابعة الأسواق المجاورة، كاشفا أن مؤسسته تسعى لتكوين الشباب لاكتساب خبرة على الآلات والخيوط. المنتجات الوطنية تتنفس الصعداء في معرض لنستهلك جزائري من جهتهم أكد الزوار على هامش المعرض ، أهمية مثل هاته المبادرات، التي قربتهم من المنتوج الوطني، خاصة يقولون في ظل نقصه في الأسواق التي يجدون فيها المنتجات الصينية بكثرة، وأضاف بعضهم أن منتجات كثيرة تعرفوا عليها لأول مرة، مشيرين إلى جودتها وتغليفها الجيد، وما لقي ارتياح الزوار أكثر هو تقربيهم من مؤسسات وطنية، لها خبرة كبيرة في السوق، على غرار"بيسيار وسوناريك" حيث لقي جناحهما إقبالا كبيرا، حيث صرح"ب. محمد" أن هذا المعرض كان فرصة ملائمة لاقتناء عدة منتجات وطنية و بأسعار مغرية، وتقاسمه الرأي السيدة "نوال" التي استغلت التظاهرة لاقتناء الأواني المنزلية لشهر رمضان المبارك. وفي الأخير أكد المشاركون في المعرض على ضرورة دعم المنتج الوطني و حمايته من المنتجات المستوردة، و طالبوا بتوفير جميع الإمكانيات التي تساعد على النهوض بالصناعة، إضافة إلى الاستمرار في إقامة المعارض الوطنية وخلق رؤية جدية في دعم المنتج المحلي. على الاستمرار في تنظيم المعارض "التي تلعب دوراً هاماً في تشجيع المنتجات الوطنية والترويج لها، ويرفع من درجة الوعي ويساهم في الإقبال عليها".