يبدو أن العاصميين هجروا السمك في الأيام الأولى من شهر الصيام، والسبب هو غلاء سعره مثلما لوحظ في ميناء الجميلة ببلدية عين البنيان، (لامدراك سابقا)، حيث لم تسجل طاولات ومحلات بيع السمك، إقبالا كبيرا، وحتى القليل من الزبائن المتواجدين لم يكونوا متحمسين لاقتنائه، بالرغم من تفنن البائع في مدح بضاعته والتشهير لها. في هذا الخصوص، يقول أحد الباعة إن السمك ليس أول طبق يفكر فيه الصائمون في الأيام الأولى من شهر رمضان، وبالرغم من كل محاولات البائع لاستدراج الزبائن داخل المحل وبعد أخذ وعطاء، فإن المشتري لم يقتنع لأنه عاد أدراجه ولم يشتر شيئا، وأوضح هذا الزبون أن سعر السمك لم يشجعه على الشراء، حيث أن أدنى ثمن هو 1000 دج. ويبلغ سعر الجمبري في ميناء الجميلة 2000دج للكلغ، فيما تعرض أنواع أخرى ب1600 دج للكلغ وحتى أدناها قيمة، لا يقل سعرها عن 1100 دج للكلغ. وحسب الزبائن، فإن عزوف المشترين عن اقتناء هذه المادة الغذائية إنما هو غلاء سعرها، مضيفا "صحيح أني لا أحبذ استهلاك السردين خلال شهر رمضان لكن هذا ليس دافع لرفض الأنواع الأخرى"، فالعديد من محبي السمك وغلال البحر الذين يعشقون ميناء الجميلة، أجمعوا على أنه ليس هناك من لا يريد اقتناء غلال البحر أو أنواع أخرى من السمك، لإعداد أطباق مثل البوراك أو حساء السمك لكن اقتناءها بأسعارها الحالية ضرب من المستحيل، وكلهم يأملون في أن تتراجع أسعار السمك في الأيام القادمة حتى يتمكنوا من اقتنائه. ونفس الفتور كان لدى الصيادين الذين أجبرتهم رداءة الأحوال الجوية منذ الأربعاء الفارط، أي عشية رمضان على البقاء في الميناء، حيث منعتهم الرياح من الخروج لعرض البحر بحثا عمّا جادت به أعماق المتوسط. وحسب أحد الصيادين، فإنهم لا يخرجون للصيد عند هبوب الرياح، كما أنهم عادة ما يكونوا غير متحمسين للخروج للصيد خلال الأيام الأولى من رمضان، بالنظر لتراجع الطلب على السمك في هذه الفترة، فضلا عن حاجتهم للراحة لصعوبة ممارسة هذا العمل خلال الأيام الأولى من الصيام. واعتبر أحد صيادين أن المواطنين يرون أن اللحم والدجاج، هما الأنسب لتحضير أطباق للإفطار، وأن المستهلك الجزائري أقل إقبالا على السمك حتى خلال باقي أشهر السنة بالنظر إلى غلاء أسعاره. كما أن السردين الذي كان يعتبر "سمك الفقير" ارتفع سعره خلال السنوات الأخيرة، حيث لم ينزل دون 350-400 دج بل وصل إلى 800 دج.