شرعت مصالح بلدية باتنة، رفقة الجهات الأمنية مؤخرا، في حملة تطهير واسعة النطاق عبر عدد من الأحياء والأسواق الفوضوية، على غرار وسط المدينة وأحياء بوعقال و»1200 مسكن» وحملة 1 و2، حيث سمحت هذه العملية بتطهير شوارع هذه التجمعات السكنية من مختلف أشكال التجارة الفوضوية، ومنع التجار غير الشرعيين من عرض سلعهم فوق الأرصفة المخصصة للراجلين. وتهدف العملية حسب النائب المكلف بالشؤون الاقتصادية والممتلكات على مستوى البلدية السيد، نور الدين بلومي إلى محاربة التجارة الفوضوية وإزالة السلع وبعض اللوازم التي كانت معروضة على الأرصفة والشوارع بشكل غير قانوني، حيث سخرت لها مديرية الوسائل العامة بالتنسيق مع مديرية الشؤون الاقتصادية والممتلكات زهاء 20 عاملا لتجسيد هذه العملية، فضلا عن تخصيص شاحنتين جرّافتين لإزالة الطاولات التي كانت موضوعة بعين المكان. وكشف السيد بلومي في السياق، عن برنامج طموح، تسعى من خلاله مصالحه للتكفل بانشغالات الشباب لاسيما البطال، في إطار الجهود المبذولة لتحسين الإطار المعيشي للمواطنين، مضيفا أن الاستراتيجية الجديدة المسطرة في الميدان ستأخذ في الحسبان تسيير ملف الملكية العامة لتنفيذ الآليات القانونية لضبط النشاط التجاري، التي كانت بحسب المتحدث غائبة، موضحا بأن مصالحه ماضية قدما لاتخاذ الإجراءات الردعية لمحاربة النشاط التجاري الموازي إن تطلب الأمر ذلك، إلى جانب الاعتماد على برنامج تحسيسي تشارك فيه 14 مندوبية بلدية، يندرج في إطار إعادة تنظيم النشاط التجاري عبر الأسواق التجارية وتفعيل نشاط المحلات المهنية. ولهذا الغرض، تم تخصيص فرقتين تجتمع مرتين في الأسبوعين مع رئيس المندوبيات للتكفل بانشغالات الشباب، وتفعيل دور الفرقتين الخاصتين بمراقبة الطريق العمومي والأرصفة والفرقة مراقبة المحلات المهنية. وخلال هذه العملية التي وصفت بالمميزة واستحسنها المواطنون، تم حسب المتحدث - توجيه 30 إعذارا للتجار المعنيين قصد تنبيههم بعدم استغلال الأرصفة والطرق لعرض سلعهم ومنتوجاتهم، إلا إن هذه الإعذارات لم تلق الإستجابة خلال 48 ساعة، وهو ماسيدفع الجهات المختصة إلى تحويل ملفاتهم لمصلحة المنازعات قصد المتابعة القضائية. وقال السيد بلومي: «إنه من أولويات البلدية استرجاع الفضاءات والمساحات في الطريق العمومي لإعطاء صورة جميلة للمدينة..»، مضيفا أن مصالحه سخرت كل الإمكانيات المادية والبشرية من أجل توفير بيئة صحية ومحيط نظيف في إطار عمليات تحرير الطريق العمومي من التجارة الفوضوية واحتلال الأرصفة، حيث ربط نجاح هذه العملية بمدى استجابة المواطنين للمشاركة فيها بحس مدني متحضر، مضيفا أن هذا النشاط يعد تكملة للعملية الثانية المنجزة قبل أشهر والتي جند لها زهاء 30 عاملا والعديد من الآليات المتنوعة، منها 10 شاحنات استعملت لنقل السلع المحجوزة، وأكد المتحدث عزم مصالح البلدية محاربة التجارة الموازية بالمدينة التي تتعلق بعدد من التجار الفوضويين «المتدخلين» وعدد من الفضاءات التجارية الفوضوية التي تقدر ب27 فضاء، تم إزالة 10 فضاءات منها بالتنسيق مع مديرية التجارة ومصالح الأمن في حملات سابقة. ولا يزال ما لا يقل عن 17 موقعا تجاريا فوضويا يضم في مجملها 1036 تاجرا موازيا، حيث ينتظر حسب المسؤول التنفيذي- اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهتهم. للإشارة، فإنه تم بالموازاة مع ذلك، محاربة التجارة الفوضوية بفتح عدد من الفضاءات التجارية المنظمة بالمدينة، ولو أن بعضها لم يرق المستفيدين، غير أن هذه الأسواق المنظمة من شأنها حسب المتحدث إعادة الأمور إلى نصابها.