أدى كل من رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، ورئيس المجلس الشعبي الوطني، الدكتور محمد العربي ولد خليفة، والوزير الأول عبد المالك سلال، أول أمس، صلاة عيد الفطر المبارك بالجامع الكبير بالعاصمة، إلى جانب مسؤولين في الدولة وممثلين عن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، والسلك الدبلوماسي العربي والإسلامي المعتمد بالجزائر وكذا جموع من المواطنين. وقد أبرز إمام المسجد في خطبتي العيد معاني إحياء هذا العيد المبارك، مشيرا إلى ضرورة أن يسود التراحم والتآلف وصلة الأرحام بين المسلمين خلال هذه المناسبة السعيدة التي تتحقق فيها الفرحة بعد شهر من الصيام والقيام. وأوضح الإمام الخطيب أن من مقاصد الدين الإسلامي، تحقيق السلم بين أفراد المجتمع والإعراض عن سفك دماء بعضهم بعض، من خلال القضاء على بذور الفتنة، داعيا إلى ”التمسّك بحبل الله والحفاظ على أمن البلاد، ونبذ العصبيات لتدوم عزّة الوطن ويعلو شأنه بين الأمم”. كما أشار في نفس السياق إلى ضرورة أن يعمل المسلمون على تطهير نفوسهم يوم العيد من الأحقاد والغل، والتحلّي بالتصالح والتضامن فيما بينهم امتثالا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، مبرزا التضحيات التي قدمها الشعب الجزائر من أجل استعادة حريته واستقلاله. وإذ ذكر في هذا الصدد بأن تضحيات هذا الشعب كلّلت بتحقيقه النصر ”في مثل هذا الشهر المبارك، وتكريسه للوحدة التي جمعت بين أفراده” حث الإمام الجزائريين على ضرورة الحفاظ على هذه الوحدة الوطنية ونبذ التفرقة، من أجل تحقيق أمن الوطن واستقراره”. وعقب أدائهم الصلاة تلقى السادة بن صالح وولد خليفة وسلال، التهاني من قبل جموع المصلين بالجامع الكبير. الجزائريون يحتفلون بعيد الفطر في أجواء من التكافل والتآزر وعلى غرار باقي الشعوب المسلمة احتفل الجزائريون بعيد الفطر المبارك الذي توج شهرا كاملا من الصيام والقيام والتضرّع لله تعالى، في أجواء روحية ميّزها التغافر والتكافل والتآزر، حيث بدؤوا اليوم الأول من العيد بالتوجه إلى المساجد لأداء صلاة العيد في خشوع وسكينة، ليقوموا بعدها بتبادل التهاني والتغافر بهذه المناسبة العظيمة التي تواصلت فيه الحركية رغم حرارة الطقس بزيارة الأهل والأقارب صلة للرحم وتوثيقا للتآزر والتراحم بين الأسر الجزائرية، التي توجه العديد منها إلى المقابر للترحم على أرواح ذويها وأقاربها. وفيما توجهت بعض العائلات إلى حدائق التسلية لتمكين الأطفال من الاحتفال في أجواء البهجة والفرح، اختار العديد منها القيام بزيارات إلى المستشفيات لعيادة المرضى والتخفيف من عناء المرض عنهم في هذا اليوم السعيد. كما حافظ الجزائريون على قيم التضامن والكافل التي تتكرر مظاهرها في هذا العيد الكريم، من خلال القيام بزيارات إلى دور العجزة ودور الحضانة لزيارة المسنّين والأطفال اليتامى لتقديم التهاني لهم، ومنحهم الهدايا للتخفيف من معاناتهم. وفي هذا السياق دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، إلى ضرورة مواصلة بث الرحمة والخير والعبادة فيما بين الناس، مؤكدا على إبراز روح التضامن ومساعدة الفقير ورعاية اليتيم والأرامل في مثل هذه الأيام المباركة. أعضاء من الحكومة يزورون المسنّين والأطفال المسعفين والمرضى وبالمناسبة قام العديد من أعضاء الحكومة في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك بزيارة الأشخاص المسنّين والأطفال المرضى في المستشفيات لمشاركتهم فرحة العيد، حيث تنقل كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، ووزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، مونية مسلم، وكذا الوزيرة المنتدبة المكلّفة بالصناعات التقليدية عائشة طاغابو، وكذا والي الجزائر عبد القادر زوخ، إلى مركز الطفولة المسعفة بالأبيار ودار اليتامي بالمحمدية، وقسم طب الأطفال بمستشفى نفيسة حمود بحسين داي، وكذا مركز الأشخاص المسنّين بدالي إبراهيم، حيث شاركوا الأطفال والمرضى والمسنّين فرحتهم بهذه المناسبة وحملوا لهم هدايا رمزية وتناولوا معهم مختلف أنواع الحلويات. وأعرب وزير الداخلية والجماعات المحلية، بالمناسبة عن أمله في أن يحيي الشعب الجزائري عيد الفطر المبارك في جو تسوده السكينة والمصالحة، مؤكدا بأن ”قوة المجتمع تكمن في التكامل بين مختلف مكوناته”، فيما أكدت السيدة مسلم، من جهتها بأن رئيس الجمهورية والوزير الأول أعطيا تعليمات من أجل تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية لتقديم الدعم اللازم لمختلف شرائح المجتمع التي هي في حاجة إلى ذلك. أما الوزيرة المنتدبة المكلّفة بالصناعة التقليدية، ووالي الجزائر، فأكدا أن هذه الزيارة تنبع من الواجب الذي تمليه هذه المناسبة الدينية، فضلا عن كونها واجبا اجتماعيا من أجل التضامن والتكافل بين مختلف شرائح المجتمع وخاصة منها الفئات المعوزة. أئمة قسنطينة يدعون للتضامن مع سكان غرداية وتميّزت أجواء الاحتفال بعيد الفطر المبارك بقسنطينة، بالالتفاتة التضامنية لأئمة المساجد مع سكان غرداية، ودعوتهم في خطبة العيد إلى ضرورة العمل على إطفاء نار الفتنة، وإعادة الأخوة بين أبناء هذه المنطقة الجريحة، التي عرفت فترات رعب وقلق إثر الأحداث الدامية التي سقط فيها قتلى من أبناء الوطن الواحد في عزّ شهر رمضان. كما دعا أئمة المساجد المصلين إلى التسامح فيما بينهم، ونبذ الخلافات من أجل المصلحة العامة ورفعوا الأكف للتضرّع إلى الله تعالى من أجل حماية هذا الوطن، وإطفاء الجمرة التي اشتعلت في العالم العربي. وبمناسبة العيد برمجت مديرية الأمن الولائي لقسنطينة، زيارات إلى الأطفال المرضى بمستشفى ابن باديس، حيث قامت القافلة الجوارية للشرطة التي قادها رئيس الأمن الولائي لقسنطينة، بتوزيع الهدايا على الأطفال لبعث الفرحة في نفوسهم، في الوقت الذي استمر فيه الأطباء والممرضون ومساعدو الممرضين في أداء مهمتهم بنفس وتيرة أيام العمل العادية. ووسط هذه الأجواء السعيدة صرح رئيس الأمن الولائي، بأن المديرية العامة للأمن الوطني، تقوم بمبادرات من هذا القبيل خلال كل عيد لتكون بجانب الأطفال المرضى الذين اضطرتهم ظروفهم الصحية البقاء في المستشفى، معتبرا حضوره إلى جانب باقي إطارات الشرطة، خطوة تضامنية لتعزيز وتقوية الروابط الجوارية للشرطة مع مختلف شرائح المجتمع. وقد مكّنت هذه المبادرة من جعل الأطفال المرضى يعيشون لحظات مريحة خاصة منهم الذين قدموا من ولايات بعيدة، حيث أنستهم ولو لفترات الألم والتحسر من غياب أوليائهم وأصدقائهم بالحي. تغافر وتكافل ودعوات للم الشمل بباتنة من جهتهم دعا أئمة ولاية باتنة، في خطبة العيد التي ركّزوا فيها على المعاني السامية للإسلام السمح إلى دفن الأحقاد، وتجسيد صور التكافل والتضامن الإنساني فيما بين أبناء الوطن الواحد، فيما تجلّت مظاهر التكافل الاجتماعي من خلال نشاط مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية، التي وفرت كل أجواء الفرحة في هذا العيد السعيد من خلال تنظيم زيارات إلى المراكز المتخصصة برعاية الفئات الهشة، وذلك بمشاركة بعض الجمعيات الخيرية بالولاية. وشمل هذا النشاط زيارة الأطفال المرضى بالمستشفى وكذا الأشخاص المسنّين بمراكز العجزة، وتوزيع الحلويات والهدايا عليهم، وذلك في مبادرة أدخلت الفرحة في نفوس هذه الشرائح من المجتمع وساهم فيها المجلس الشعبي البلدي لمدينة باتنة، إلى جانب المديرية الولائية للأمن الوطني التي اتخذت تحسبا ليومي عيد الفطر المبارك جملة من الإجراءات والتدابير الأمنية الخاصة لتأمين الأماكن التي يرتادها المواطنون، ومحطات نقل المسافرين والساحات العمومية والمقابر والمستشفيات لتجسيد التواجد الدائم والمستمر للأمن في الميدان.