اعترف السيد إسماعيل لالماس، بوجود آليات وتحفيزات وتسهيلات وضعت من طرف الدولة لتنشيط نشاط التصدير، مشيرا إلى أنها موجودة منذ سنوات وتؤكد وجود إرادة سياسية لإعطاء دفع لهذا النشاط. إلا أنه يسجل أن النتائج كانت هزيلة، ودليله هو أرقام التجارة الخارجية التي توضح بأن الصادرات خارج المحروقات ومشتقاتها لا تتجاوز المليار دولار، في حين تقدر ب23 مليار دولار في المغرب، وحوالي 15 مليار دولار في تونس. وعن أسباب ذلك، تحدث ضيفنا عن مشكل الموارد البشرية، إذ لاحظ أن مهمة تنشيط التصدير لا توكل حاليا إلى أشخاص ذوي كفاءة في هذا المجال وليس إداريين. ولا يمانع في هذا السياق من أن تتم الاستعانة بخبراء أجانب لكن بشرط إلزامهم بنتائج محددة في أجل مسمى. وقال ”إن عدم الدراية وعدم التمكّن من هذا النشاط أوصلنا إلى هذه الوضعية، وبالتالي فإن التسهيلات الموفرة من طرف الحكومة غير كافية ولن تؤتي ثمارها، لأننا قبل أن نصل إلى المجال التنفيذي نمر عبر الاستراتيجية، وهناك انعدام إستراتيجية شاملة في مجال التجارة الخارجية وخاصة التصدير. وهو ما أدى إلى تسجيل نتائج سلبية رغم الإمكانيات التي جندتها الدولة في مجال تطوير هذا القطاع”. وجدد السيد لالماس، اقتراحه بإنشاء وزارة خاصة بالتجارة الخارجية، معتبرا أن اليوم الجزائر بأمس الحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى، من أجل حل مشكل غياب الوصاية، وتعدد المتدخلين في مجال التجارة الخارجية وعدم التنسيق بينهم، وقال إنه يجب تكليفها بمهمة إعداد إستراتيجية شاملة تقوم على الاستراتيجيات القطاعية التي تعدها كل وزارة، وتكون الوصي على التجارة الخارجية بكل أبعادها، والمحاور المباشر للمصدرين والمستوردين والمستثمرين الأجانب، بعيدا عن الخطابات الفارغة، كما تعمل على إعداد مخططات وبرامج عمل واضحة ومحددة. لكن السيد لالماس، حذّر من أن إنشاء وزارة في الإطار التقليدي للتسيير الحالي لن يؤدي إلى أي نتيجة، لأنه مفروض عليها التعامل مع كل الوزارات دون استثناء ”فحتى الثقافة والرياضة يمكن تصديرهما.. لا يجب أن نهمل أي قطاع، فنحن نرى اليوم كيف استطاعت تركيا أن تصدر صورتها عبر مسلسلاتها” كما نبّه إليه. ويؤمن محدثنا عكس الكثيرين بأن الجزائر تملك أشياء كثيرة يمكنها تصديرها، وأنه بامتلاك ”ذهنية رجال الأعمال”، و"حس البيزنس” يمكن رؤية الفرص المتاحة حتى في الأشياء الصغيرة التي قد لا نوليها أهمية، لاسيما وأن فارق الأسعار يلعب دوره في هذا المجال. ويضرب في هذا السياق مثلا عن رجل أعمال فرانكو-جزائري أغرته الأسعار التي تباع بها الدلاء البلاستيكية في الجزائر وجعلته يفكر في تصديرها، لأنها جد رخيصة مقارنة بأسعارها في أوروبا. كما تملك الجزائر إمكانيات تصديرية هامة في مجال الخدمات لاسيما تلك المتعلقة بالإعلام الآلي، لم تستغل لحد الآن.وشدّد على القول بأن نجاح المبادرات المتعلقة بإعطاء دفع للصادرات يتطلب الاعتراف بخطأ الأساليب الحالية لتسيير الأمور، وكذا الابتعاد عن المحاولات الظرفية للإصلاح وإقحام الجميع في إستراتيجية شاملة تدعمها عمليات اتصال وتنسيق بين كل الأطراف، دون إهمال عوامل النزاهة والوطنية والكفاءة.