ڈإحتضنت أنطاليا التركية فعاليات ملتقى "تاسكا" الصيفي الثقافي الذي نظمته الجمعية التركية العربية خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 8 أوت 2015، حيث شاركت في فعالياته العديد من الهيئات المدنية والثقافية والمؤسسات البحثية والتدريبية، إضافة إلى النشطاء المدنيين والباحثين والشباب والعائلات من بلدان مختلفة أبرزها فلسطين، الجزائر، تونس، المغرب، ليبيا، السعودية ومصر، في أجواء أخوية وفي إطار احترام حقّ الاختلاف. واشتمل الملتقى على أنشطة ثقافية وسياحية ولقاءات ثنائية بين المنظمات المشاركة وندوات حوارية و ورشات علمية وحلقات دراسية ودورات تدريبية بما يساهم في تبادل الخبرات والتجارب بين الهيئات المدنية والثقافية المشاركة. واحتضن الملتقى فعالية خاصة عن المسجد الأقصى المبارك، أشرف عليها المرابط المقدسي وحارس المسجد الأقصى، الشيخ سامر صيام، الذي قدم عرضا وافيا عن المسجد الأقصى ولفت النظر إلى أهمية ودور الحركات المجتمعية في مناصرة الأقصى في ظل الغوغاء السياسية التي تحاول إشغال الجميع عن الأقصى المبارك. وشهدت فعاليات الملتقى نشاطا مميزا عن التراث المغربي، من خلال عرض للصناعات التقليدية والأزياء النسائية والعادات والتقاليد المغربية. وتابع المشاركون في الملتقى للندوات الثقافية والدورات التدريبية التالية: ندوة حوارية بعنوان "واقع وآفاق الشراكة الثقافية والمدنية بين العرب والأتراك"، أشرف عليها الدكتور محمد العادل (تركيا)، رئيس المعهد التركي العربي للدراسات الاستراتيجية بأنقرة وكذا ندوة حوارية بعنوان "آفاق التعاون والشراكة بين المنظمات النسائية في العالم العربي"، أشرف عليها كلّ من الأستاذتين سعيدة معروف وإيمان لعوينة من (المغرب) عن منظمة تجديد الوعي النسائي في المملكة المغربية. ندوة حوارية بعنوان أخرى حول "آفاق الحل للمسألة الليبية والدور المطلوب من الحركات المجتمعية"، أشرف عليها كلّ من الإعلامي التونسي الأستاذ علي اللاّفي عن المركز المغاربي للدراسات في تونس والباحث الليبي الأستاذ فرج أقبيلي. دورة تكوينية متخصصة بعنوان "الإتيكيت في مملكة الأسرة"، قدمها المدرب الدولي الأستاذ أبو حبيب، دراجي كواس (الجزائر)، رئيس مركز دار الحكمة الدولية بالجزائر. كما قدمت ندوة حوارية بعنوان "المسلمون الجدد والتعريف بالإسلام.. الواقع والمستقبل" أشرف عليها المهندس أسامة العزوني (السعودية)، مدير برنامج المسلمون الجدد في الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام التابعة لرابطة العالم الإسلامي. ندوة حوارية بعنوان "تجربة السياحة الصحراوية في تونس"، أشرفت عليها الأستاذتان حبيبة كريم وصباح منصور (تونس) عن مركز الإعلام السياحي في تونس. وقد خرج الملتقى بجملة من التوصيات، منها اتفاق المشاركين على إطلاق مبادرة مدنية شعبية لمناصرة الأقصى المبارك واعتبار جميع المشاركين بصفتهم الشخصية أوكهيئات مدنية، أعضاء مؤسسين لهذه المبادرة المدنية الشعبية لتكون صوتا مناصرا للأقصى المبارك في مختلف الساحات الوطنية والإقليمية والدولية، وتبقى هذه المبادرة المدنية الشعبية لمناصرة الأقصى منفتحة على الجميع ومتعاونة مع مختلف الهيئات ذات الاهتمام المشترك. الاتفاق على أن يتحوّل ملتقى "تاسكا" الصيفي الثقافي إلى فعالية سنوية، ليكون فضاء صيفيا تلتقي فيه الفعاليات المدنية والثقافية والتدريبية والنشطاء المدنيون مع الحرص على توسيع دائرة المشاركة من أجل تعزيز التشبيك وبناء الشراكات وتبادل الخبرات والبحث عن فرص تنظيم النسخة الثانية من هذا الملتقى خارج تركيا، وكذا العمل على تحفيز منظمات المجتمع المدني على الاهتمام بقضايا الأمة وبذل الجهود في ترسيخ ثقافة الحوار والإسهام المباشر في تعزيز السلم الاجتماعي في أوطاننا، إلى جانب التأكيد على ضرورة تفعيل المشاركة النسائية والشبابية في الحراك المجتمعي وإبراز دورهم في مختلف الفعاليات، وتشجيع الفعاليات المدنية على مزيد من الاهتمام بتراث الأمة والمساهمة في إبراز مقوماتها الحضارية والثقافية والسياحية. العمل على دعم التعاون بين مكونات المجتمع المدني والمؤسسات البحثية والأكاديمية والإعلامية والتأكيد على عامل التدريب المتخصّص للرفع من الأداء والفعالية لمنظمات المجتمع المدني، مع ضرورة تفعيل دور الهيئات المدنية في قضايا التنمية في المجتمع وتعزيز الشراكات المدنية مع الفعاليات الاقتصادية.