يواصل حجاج بيت الله الحرام رمي الجمرات بعد بداية التوافد على جسر الجمرات بمشعر منى منذ صباح أمس، في أول أيام التشريق التي تدوم ثلاثة أيام وسط انتشار مكثف من جانب قوات الأمن والدفاع المدني السعودي، في أعقاب حادث التدافع الذي وقع أول أمس، وأسفر عن وفاة 717 حاجا. ق/ و وتوافد الحجيج إلى هذا المكان لرمي الجمرات الثلاث عقب انتهائهم أول أمس، من رمي جمرة العقبة الكبرى، في الوقت الذي قامت فيه السلطات السعودية بتكثيف التواجد الأمني بكافة شوارع مشعر منى. ويقوم حجاج بيت الله الحرام برمي الجمرات الثلاث منذ الأمس وإلى غاية اليوم، بالنسبة للمتعجلين أما غير المتعجلين فيرمون الجمرات الثلاث الأخيرة غدا في ثالث أيام التشريق. وللإشارة فإن رمي الجمار يبدأ من ليلة عيد الأضحى الذي يوافق اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد نفرة الحجاج من مزدلفة ويستمر حتى اليوم الثاني عشر للحجاج للمتعجلين وإلى قبل غروب اليوم الثالث عشر لغير المتعجلين. وفي يوم العيد يتم رمي جمرة العقبة بسبع حصيات فقط، علما أن حجم الحصاة الواحدة أكبر من حجم حبّة الحمص وأصغر من حبّة البندق. أما في باقي الأيام فيتم رمي الجمار الثلاث جميعا كل جمرة بسبع حصيات ليصل مجموع ما يرمي الحاج واحدا وعشرين حصاة في اليوم. كما أن وقت رمي جمرة العقبة يبدأ من طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحر، فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب سنّتها ووقتها المختار، ولا يرمي يوم النحر غيرها. أما الضعفاء والمرضى وكبار السن ونحوهم فينصرفون من مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر، فمتى ما وصلوا إلى جمرة العقبة جاز لهم رميها. أما وقت رمي الجمرات أيام التشريق فيبدأ من زوال شمس يوم الحادي عشر وهو وقت دخول صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس لمن ليس له عذر، والأفضل فعل العبادة في أول وقتها لمن استطاع ذلك طبقا لقوله صلى الله عليه وسلم وقوله "خذوا عنّي مناسككم". ويجوز الرمي ليلا لمن كان له عذر مثل كبار السن والضعفاء والنساء. وتبدأ عمليات رمي الجمرات بدءا بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم الكبرى. وفي اليوم الثاني للتشريق يحمل الحاج 21 حصية، حيث يرمي في كل جمرة 7 حصيات الصغرى فالوسطى ثم الكبرى ويكبّر الله في كل واحدة، أما في اليوم الثالث للعيد فيرمي الحاج 21 حصية ويعود إلى منى للصلاة. وبعد الانتهاء من رمي الجمرات والخروج من مشعر منى يتجه الحجاج نحو المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة والسعي، فيما يمكث آخرون بمنى لأداء شعيرة رمي الجمرات لليوم الثالث من أيام التشريق عملا بقوله تعالى "فمن تعجّل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه". وقد دخل أمس، حوالي مليون و800 ألف حاج إلى جسر الجمرات في حركة انسيابية حسبما أكده قائد قوات الطوارئ الخاصة في السعودية اللواء خالد بن قرار الحربي، الذي أشار إلى أن هنالك خمس مستويات أو طوابق في الجمرات، حيث كانت الخطة المتبعة أن يتم دخول 300 ألف حاج في الساعة الواحدة موزعين على كامل الأدوار والمداخل والمخارج. وأضاف أن الدور الأرضي والأول لمنشأة الجمرات شهد كثافة عالية، أما بقية الأدوار فشهدت كثافة أقل. وهذا يعود لاتجاه الحجاج سواء من مكةالمكرمة أو عبر الجانبين. من جانبه أكد المتحدث الرسمي بوزارة الحج السعودية، حاتم القاضي، أن تفويج الحجاج على جسر الجمرات يتواصل اليوم وغدا وفق ما هو مخطط له. موضحا أن التفويج من الناحية العلمية يقوم على ثلاث ركائز تتمثل في الحاج نفسه وممثل الحاج ومؤسسة الطوافة. وأن خطط التفويج معتمدة من خمس جهات حكومية في كل سنة تعمل على تقويم تنفيذ الخطط. وأكد المسؤول أن هذه الخطط تشتمل على ساعات حظر ستنفذ في اليوم ال12، حيث سيمنع الحجيج من الخروج من المخيمات في الفترة ما بين الساعة 11 صباحا و2 ظهرا حرصا على سلامة ضيوف الرحمن. مؤكدا أن هذه إجراءات وقائية واحترازية يجب اتخاذها. وكان حجاج بيت الله قد بدأوا يوم الأربعاء الماضي، بعد غروب شمس اليوم التاسع من شهر ذي الحجة الجاري بالتوجه إلى مشعر الله الحرام مزدلفة بعد الوقوف على صعيد عرفات وقضاء ركن الحج الأعظم. حيث أدوا عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير ليلتقطوا بعدها الجمرات ويبيتون بها أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر يوم غد عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي. وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم. وكان حجاج بيت الله الحرام قد أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا في مشعر عرفات اقتداء بسنّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واستمعوا إلى الخطبة التي ألقاها مفتي عام المملكة العربية السعودية في مسجد نمرة بعرفات، والذي دعا إلى ضرورة توحيد صفوف المسلمين والابتعاد عن جميع الخلافات التي من شأنها تهديد وحدة وتماسك الأمة الإسلامية. ومن جهتها أعلنت مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية، نتائج إحصاءات الحج لهذا العام 1436، حيث بلغ إجمالي عدد الحجاج مليونا و952 ألفا و817 حاجا، منهم مليون و384 ألفا و941 حاجا من خارج المملكة، و567 ألفا و876 من داخل المملكة الغالبية العظمى منهم من المقيمين غير السعوديين، كما أن هذا العدد يشمل حجاج مدينة مكةالمكرمة.