بدأ حجاج بيت الله الحرام في التوافد على جسر الجمرات بمشعر منى صباح اليوم الجمعة لرمي الجمرات في أول أيام التشريق وذلك وسط انتشار مكثف من جانب قوات الأمن والدفاع المدني السعودي في أعقاب حادث التدافع الذي وقع صباح أمس وأسفر عن وفاة 717 حاجا. ويتوافد الحجيج إلى جسر الجمرات لرمي الجمرات الثلاث، عقب انتهائهم أمس الخميس من رمي جمرة العقبة الكبرى، في الوقت الذي قامت فيه السلطات السعودية بتكثيف التواجد الأمني بكافة شوارع مشعر منى. وسوف يقوم حجاج بيت الله الحرام برمي الجمرات الثلاث اليوم وغدا بالنسبة للمتعجلين أما غير المتعجلين فيرمون الجمرات الثلاث الأخيرة يوم الأحد المقبل في ثالث أيام التشريق. وكان مشعر منى قد شهد صباح أمس حادثا مأساويا، حيث أدى تدافع الحجاج في شارع سوق العرب بمنى إلى وفاة 717 حاجا، وإصابة 863 آخرين، وهو ما أدى إلى إغلاق جسر الجمرات لفترة من الوقت إلى حين انتهاء السلطات السعودية من رفع جثث الحجاج المتوفيين، وإنقاذ الحجاج المصابين ونقلهم إلى مستشفى منى للطوارئ، وإلى بعض المستشفيات بمكةالمكرمة. واثر هذا الحادث المأساوي أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أن حادث التدافع "لا يقلل من الجهود الكبيرة التي تبذلها القطاعات الأمنية والعسكرية لخدمة الحجاج لتأدية مناسكهم بيسر وسكينة" مشيرا إلى توجيه الجهات المعنية بالتحقيق في ملابساته والرفع بالنتائج في أسرع وقت ممكن . وشدد على أنه "وبغض النظر عما يظهر من نتائج التحقيقات فإن تطوير آليات وأساليب العمل في موسم الحج لم ولن تتوقف" أكد على أنه سيتم العمل على تذليل كافة المعوقات والصعوبات ليتسنى لضيوف الرحمن أداء مناسكهم في راحة وطمأنينة لافتا إلى حجم الواجب والمسئولية العظيمة في خدمة ضيوف الرحمن . ويبدأ رمي الجمار من ليلة عيد الأضحى الذي يوافق اليوم العاشر من شهر ذي الحجة بعد نفرة الحجاج من مزدلفة ويستمر حتى اليوم الثاني عشر للحجاج للمتعجلين وإلى قبل غروب اليوم الثالث عشر لغير المتعجلين . وفي يوم العيد يتم رمي جمرة العقبة بسبع حصيات فقط وحجم الحصاة الواحدة أكبر من حجم حبة الحمص واصغر من حبة البندق أما باقي الأيام فيتم رمي الجمار الثلاث جميعا كل جمرة بسبع حصيات أي مجموع ما يرمي الحاج واحد وعشرين حصاة في اليوم. ووقت رمي جمرة العقبة يبدأ من طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحر فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار ولا يرمي يوم النحر غيرها أما الضعفاء والمرضى وكبار السن ونحوهم فينصرفون من مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر فمتى ما وصلوا إلى جمرة العقبة جاز لهم رميها . أما وقت رمي الجمرات أيام التشريق فيبدأ من زوال شمس يوم الحادي عشر وهو وقت دخول صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس لمن ليس له عذر والأفضل فعل العبادة في أول وقتها لمن قدر على ذلك ولفعله صلى الله عليه وسلم وقوله "خذوا عني مناسككم" ويجوز الرمي ليلا لمن كان له عذر مثل كبار السن والضعفاء والنساء.